على غرار الملالي.. كيف خطط الإخوان لبناء نظام دموي خلال حكمهم لمصر؟

متن نيوز

تربط الإخوان المسلمين وإيران علاقة وثيقة ومساعدات مالية، وكشف مسلسل الإختيار 3 "القرار" هذه العلاقة بالوثائق والأدلة، حيث خططت الجماعة لبناء نظام دموي في مصر خلال فترة حكمها للبلاد من خلال تشكيل حرس ثوري وجعل مرشد المتحكم الأول في شؤون البلاد لتنفيذ أجندات الجماعة مثلما يفعل علي خامنئي في إيران.

 

ودعمت إيران انتخاب محمد مرسي حيث وجدتها فرصة للتمكين بمعناه الأمني، وهو الذي يشرف عليه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، كما قام سليماني بزيارة القاهرة لمدة يومين للتباحث مع مسؤولين كبار قريبين من مرسي، بعد أن طلبت الحكومة الإسلامية في مصر سرًا المساعدة من إيران لتعزيز قبضتها على السلطة، وتزامنت تلك الزيارة مع لقاء أجراه مدير المخابرات الإيرانية مع مستشار مرسي، عصام حداد في يناير 2013.

 

وتعاونت الجماعة مع إيران لتشكيل مجموعات شبابية مسلحة للدفاع عن مصالح التنظيم في مصر مثل الحرس الثوري الإيراني، وبعد فوز محمد مرسي، برئاسة مصر، كانت إيران أول المهنئين له، كما كثرت الخطب في إيران باسم مرسي والدعاء له، وقاد المخطط خيرت الشاطر وعصام الحداد، القيادات الإخوانية عبر عقد لقاء سري مع قاسم سليماني قائد فيلق القدس لإنجاح الفكرة، وذلك لقناعة الجماعة التامة أن المواجهة مع الجيش والشرطة قادمة لا محالة، وأنه في سبيل فرض سطوتها لا بد من أن يكون لها مليشياتها الخاصة، وهو ما فعلته وكونت مليشيات (حسم) و(لواء الثورة) و(سواعد مصر) وغيرها".

 

وقال اللواء محسن الفحام، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق في تصريحات صحفية، إن "الأجهزة الأمنية المصرية رصدت هذه اللقاءات، وعلمت بتفاصيلها، وكانت التفاصيل تتضمن تشكيل الحرس الثوري من طلبة كليات التربية الرياضية وكليات الحقوق وتدريبهم لمدة 6 أشهر، في أكاديمية الشرطة بقيادة اللواء عماد حسين، ثم إلحاقهم بعد ذلك للعمل في حماية المنشآت والمقار الإخوانية، ومواجهة قوات الجيش والشرطة، والتمهيد للإطاحة بكل العناصر غير الموالية لهم في الأجهزة الأمنية وإحلال هؤلاء مكانهم"، وذكر الفحام أن "الأجهزة الأمنية رصدت المخطط كاملا، وأحيطت بتفاصيله بالصوت والصورة، وتعاملت معه بما يجب، حيث ألغت قرار الحكومة الإخوانية بالسماح للإيرانيين بزيارة مصر ضمن أفواج سياحية، وحذرت قيادات الإخوان من المضي قدما في هذا الأمر، رافضة تشكيل أجهزة أمنية بديلة للأجهزة الأمنية المصرية الرسمية".

 

وأضاف الفحام أنه "خلال اجتماعه مع خيرت الشاطر، فوجئ سليماني بفيديو لاجتماعاته مع قيادات الإخوان وجوازات سفره المزورة التي دخل بها مصر، على هاتفه الشخصي، كما فوجئ برسالة ضمنية مفادها أن لقاءاته مرصودة بالصوت والصورة وأن دخوله مصر كان مرصودًا وموثقا".

 

وفي أغسطس 2012، ومن قلب طهران، ألقى مرسي خطابًا جدليًا، وكان وقتها أول رئيس مصري يزور طهران منذ 30 عامًا، للمشاركة في قمة منظمة دول عدم الانحياز وتسليم رئاستها للقيادة الإيرانية، وافتتح مرسي خطابه بالصلاة على الرسول وآله والصحابة والخلفاء الراشدين، وأعلن دعمه الصريح للثورة السورية، منتقدًا سلوك حكومة دمشق في التعامل مع الانتفاضةالشعبية، غير أن مترجم التلفزيون الإيراني الرسمي حرف ترجمة خطاب مرسي، واستبدل سوريا بالبحرين، ما أثار استغراب كثيرين كانوا حاضرين في قاعة المؤتمر.

 

وتخلل تلك الزيارة اجتماع خاص جمع مرسي بنظيره أحمدي نجاد، طرح مرسي خلاله رغبته بمعالجة تجاوزات بعض مداحي أهل البيت الذين يهينون رموز المذهب السني، ومن الجدير بالذكر أن ذلك الطلب جاء بعد فتوى أصدرها المرشد الإيراني علي خامنئي عام 2010، أكد فيها حرمة إهانة رموز المذهب السني، وغادر مرسي طهران من دون لقاء المرشد آية الله علي خامنئي.

 

وفي فبراير 2013، رد الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد الزيارة بمثلها، مشاركًا في القمة الإسلامية التي عقدت بالقاهرة، والتقى خلالها شيخ الأزهر الذي طالبه حينها بتحريم إهانة رموز أهل السُنّة، واحترام البحرين كدولة عربية، ووقف نزيف الدم في سوريا، وخلال الزيارة حاول الجانبان تعزيز العلاقات التجارية عبر اقتراح صفقات لدعم الاقتصاد المصري المتراجع، شملت اتفاقية لتشجيع السياحة الإيرانية في مصر، وتقديم شحنات نفط واتفاقات تجارية متنوعة، إلا أن مرسي وعوضًا عن استغلاله هذه الفرصة، أقدم على إطلاع السعودية على تفاصيل العروض الإيرانية، آملًا في أن تقدم الرياض لمصر صفقات اقتصادية موازية، وأبلغت السعودية إيران بتمرير مصر المقترحات التجارية الإيرانية إليها، ما وضع مرسي في وضعٍ حرج أمام الإيرانيين، وعلى الرغم من ذلك، استمر التعاون الاقتصادي، إذ حطت في مارس 2013 أول رحلة جوية تجارية مصرية في مطار الإمام الخميني الدولي منذ 34 عامًا.

 

كما ذكرت مصادر إعلامية أن المتحدث الرسمي باسم مرسي، ياسر علي، أنكر انعقاد ذلك اللقاء، ومعظم زيارات الجماعة لإيران والعكس تتم بشكل سري للغاية.، كما قامت الجماعة بمحاولة التقرب من إيران عن طريق ضخ طهران 10 مليارات دولار إلى البنك المركزي المصري كوديعة، وإمدادها بالمواد البترولية. 

 

يذكر أن علاقة الجماعة منذ تأسيسها وإيران بجانبها، حيث هناك علاقة سرية طويلة بين حسن البنا مؤسس الجماعة وقائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني، حيث ثبت زيارات آية الله الخميني لمقر جماعة الإخوان في مصر.