بالتزامن مع الحديث عن أسلحة نووية.. كيف تعيش أوكرانيا على صفيح ساخن؟

متن نيوز

تعيش منطقة شرق أوكرانيا على صفيح ساخن استعدادا لمعركة كبرى بعد إعلان روسيا تغيير استراتيجيتها وتركيزها على تحرير إقليم دونباس بعد تنفيذ المهام الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية.

 

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه لا يمكن عزل بلادنا عن العالم الحديث، وأن أهداف العملية العسكرية النبيلة في أوكرانيا ستتحقق".

وأضاف بوتين، حسب ما نقلته وكالة تاس للأنباء، اليوم الثلاثاء، أن القوات الروسية التي تنفذ حملة موسكو العسكرية في أوكرانيا تتصرف بشجاعة وكفاءة وتستخدم أحدث الأسلحة.


وأشار إلى أن النازية الجديدة نمت في أوكرانيا، والاشتباك مع القوات المعادية لروسيا أمر كان لا مفر منه.

وأكد أنه "لم يعد من الممكن التغاضي عن الإبادة الجماعية في دونباس بشرق أوكرانيا".


ولفت إلى أن العملية العسكرية في أوكرانيا تستهدف أيضا حماية روسيا ولم يكن لدينا خيار آخر.

وفي 24 فبراير، بدأت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا قالت إنها جاءت للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا من "الإبادة الجماعية" التي تقوم بها كييف ضد المنطقتين اللتين أعلنتا استقلالهما عن كييف واعترفت موسكو بهما مؤخرا.


وأعلن بوتين في خطابه الذي دشن فيه العملية العسكرية أن بلاده لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، ولا تخطط لاحتلالها، ولكن "من المهم أن تتمتع جميع شعوب أوكرانيا بحق تقرير المصير"، مشددا على أن ""تحركات روسيا مرتبطة ليس بالتعدي على مصالح أوكرانيا إنما بحماية نفسها من أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة".

 

وفي 25 مارس الماضي، أعلن الجيش الروسي عن انتهاء المرحلة الأولى من عمليته العسكرية في أوكرانيا، مؤكدا أنه سيركز من الآن فصاعدا على "التحرير" الكامل لمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا.

 

وقالت كييف إنها تتوقع حدوث هجوم وشيك على المنطقة الحدودية مع روسيا والتي يسيطر انفصاليون مقربون من موسكو على جزء منها منذ سنة 2014.


وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوجيانيك بقوله إن "العدو أنهى تقريبا استعداده لمهاجمة شرق البلاد".


وبانتظار الهجوم الروسي، انشغل جنود أوكرانيون وعناصر من مجموعات الدفاع عن الأراضي الأحد في تحصين مواقعهم وحفر خنادق جديدة في منطقة بارفينكوف الريفية في شرق البلاد. وقد زرعت الألغام على جنبات الطرق ونصبت عوائق مضادة للدروع عند كل مفترقات الطرق الرئيسية.

 

فيما تصطف العائلات الأوكرانية في طابور عند مدخل محطة كراماتورسك المركزية للقطارات منذ أيام والبعض منهم ودّعوا أحباءهم الذين بقوا خلفهم.

 

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن القوات الروسية تعزز صفوفها حول دونباس، خصوصا قرب مدينة إزيوم الاستراتيجية، لكنها لم تبدأ بعد هجومها لبسط سيطرتها الكاملة على هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا.

 

وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، للصحفيين "إنهم يعيدون تنظيم مواقعهم، ويركزون على دونباس"، مؤكدا أن ماريوبول "لا تزال مدينة متنازعا عليها" رغم أن سقوط هذه المدينة الاستراتيجية يبدو وشيكا.

 

كما حذرت بريطانيا، الثلاثاء، من أن القتال في شرق أوكرانيا سيشتد خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة المقبلة.

 

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن "الهجمات الروسية لا تزال تركز على المواقع الأوكرانية القريبة من دونيتسك ولوهانسك مع حدوث مزيد من القتال حول خيرسون وميكولايف وتجدد التحرك نحو كراماتورسك".

 

وذكر التقرير أيضا أن القوات الروسية تواصل الانسحاب من بيلاروسيا من أجل إعادة الانتشار لدعم العمليات في شرق أوكرانيا.

 


وبعد نحو شهر من حصار روسيا لمدينة ماريوبول، شرقي أوكرانيا، عبر معارك مستمرة وقصف متواصل حتى باتت أحد أكثر ساحات المعارك سخونة، باتت المدينة على وشك السقوط الكامل بيد الروس وهو ما سيكون بمثابة دفعة نحو بدء المعركة الطبرى في الشرق كونها تخلق ممرا بين شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس، وكذلك تمكن روسيا من خنق اقتصاد كييف.

وتستمد ماريوبول، وهي ثاني أكبر مدن دونيتسك التي اعترفت روسيا باستقلالها هي ولوهانسك في فبراير الماضي، أهميتها الاستراتيجية من موقعها الجغرافي، فهي عبارة عن أكبر ميناء على بحر آزوف المتصل بالبحر الأسود عبر مضيق كيرتش.

 

وفي هذا السياق، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الإثنين، أنّ بلادها تتحقّق من صحّة معلومات عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيماوية في هجوم شنّته على مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة.

 

وكتبت تراس في تغريدة عبر "تويتر ": "هناك تقارير مفادها أنّ القوات الروسية قد تكون استخدمت "عوامل كيميائية" في هجوم على سكّان ماريوبول. نعمل بشكل عاجل مع الشركاء للتحقّق من التفاصيل".

 

وشدّدت الوزيرة على أنّ "أيّ استخدام لمثل هذه الأسلحة سيشكّل تصعيدًا وحشيًا في هذا النزاع، وسنحاسب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ونظامه".

 

والإثنين، كشف رئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، عن خطة وأولويات الجيش الروسي في أوكرانيا خلال الفترة المقبلة.

 

وقال قديروف، في تسجيل مصور بث على قناته على تيليجرام، إن القوات الروسية ستهاجم مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة وكذلك العاصمة الأوكرانية كييف وغيرها من المدن.

 

وأضاف: "سيكون هناك هجوم.. ليس على ماريوبول فحسب ولكن أيضا على أماكن ومدن وقرى أخرى (في أوكرانيا)".

 

وتابع: "سنحرر لوهانسك ودونيتسك بالكامل في المقام الأول.. ثم نستولي على كييف وجميع المدن الأخرى".

 

واليوم الثلاثاء، قالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخها دمرت مستودعات ذخيرة في منطقتي خميلنيتسكي وكييف بأوكرانيا.

 

وأضافت الوزارة أن القوات الروسية قصفت مستودعا للذخيرة وحظيرة طائرات في قاعدة ستاروكوستيانتينيف الجوية فضلا عن مستودع للذخيرة بالقرب من هافريليفكا شمالي العاصمة الأوكرانية كييف.

 


وكان "البنتاجون" أعلن أن القوات الروسية تعزز صفوفها حول إقليم دونباس، شرقي أوكرانيا، خصوصًا قرب مدينة إزيوم الاستراتيجية، لكنها لم تبدأ بعد هجومها لبسط سيطرتها الكاملة على هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا.

 

يأتي هذا فيما تواصل القوات الروسية، الثلاثاء، ممارسة الضغط على مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي يحاول الجنود الأوكرانيون الدفاع عنها بشدة كما يفعلون في شرق بلادهم حيث تترقّب كييف هجومًا كبيرًا قريبًا جدًا.

 

وكتب مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك في تغريدة أن "عشرات آلاف" الأشخاص قُتلوا في هذه المدينة ودُمّر 90% من المنازل"، مضيفًا أن "الجنود الأوكرانيين محاصرون وعالقون".

 

من جانبه، صرّح مساعد رئيس بلدية المدينة سيرجي أورلوف لشبكة "بي بي سي" أن "المعارك من أجل ماريوبول مستمرّة".


وأوضح أن "الروس سيطروا موقتًا على جزء من المدينة. والجنود الأوكرانيون يواصلون الدفاع عن وسط المدينة وجنوبها، وكذلك عن المناطق الصناعية".

 

وكتبت القوات البرية الأوكرانية عبر تلغرام أن "الدفاع عن ماريوبول مستمر"، مؤكدةً الاثنين أن "التواصل مع وحدات قوات الدفاع التي تتمسك بالمدينة ببطولة، مستقرّ ومستمر".

 

وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي، مساء الإثنين، مرة جديدة في تصريح عبر الفيديو حلفاءه بمزيد من الأسلحة، خصوصًا لتعزيز الدفاع عن المدينة.

 

وقال "لا نتلقى القدر الذي نحتاج إليه لإنهاء هذه الحرب بشكل أسرع، لتدمير العدو بشكل كامل على أراضينا، وخصوصًا، لفكّ حصار ماريوبول".

 

ومنذ أسابيع، يحاصر الروس مدينة ماريوبول التي ستتيح السيطرة عليها تعزيز مكاسبهم الميدانية على طول ساحل بحر آزوف، عبر ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014.


وقبيل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، دائما ما أعلنت موسكو حقها في الدفاع عن أمنها وإزاحة من سمتهم بـ "النازيين"، وذلك في ظل إصرار كييف وحلفائها في الغرب بضمها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يرغب في التوسع شرقا، ما يعني إقامة قواعد عسكرية قرب حدودها.

 

كما قالت روسيا إن عمليتها العسكرية جاءت للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا من "الإبادة الجماعية" التي تقوم بها كييف ضد المنطقتين اللتين أعلنتا استقلالهما عن كييف واعترفت موسكو بهما مؤخرا.