الحرس الثوري.. المعضلة التي أخرت التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني

الحرس الثوري الإيراني
الحرس الثوري الإيراني

لا يزال المجتمع الدولي حائرًا في قضايا عالقة على مائدة مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، الذي لم تتضح معالمه حتى تلك اللحظة، في ظل تضارب في التصريحات الواردة سواء من إيران أو من الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى من الجانب الأوروبي، ففي ظل تصريحات متفائلة من إيران ترد تصريحات أخرى متشائمة من الولايات المتحدة حول صعوبة المفاوضات في ظل المطالب الإيرانية التي لا تمت للمفاوضات بصلة.

وفي سياق أخر تحاول دول أوروبا تقريب وجهات النظر بصفتها الدول الضامنة للاتفاق، لكن على مستوى التفاوض تطلب إيران رفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم التنظيمات الإرهابية، من أجل تسهيل الطريق أمام التوقيع النهائي على مسودة الاتفاق التي توصل إليها الأطراف المتفاوضة في العاصمة النمساوية فيينا.

الإبقاء على فيلق القدس

وتشير المعلومات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر في رفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب من أجل التوصل إلى نقطة التوقيع على الاتفاق لكنها قد تبقي على فيلق القدس التابع للحرس الثوري على قوائم الإرهاب، وهو الفيلق العسكري المسؤول عن العمليات العسكرية وتمدد الميليشيات الإيرانية في الدول العربية وغير العربية، وهو ما رفضته إيران من جانبها.

وإزاء ذلك يتعرض الرئيس الأمريكي وإدارته لضغوط من كلا الحزبين الأمريكيين الجمهوري والديمقراطي من أجل عدم تقديم تنازلات لإيران في المفاوضات النووية، وخوفًا من أن ترفع الولايات المتحدة الأمريكية الحرس الثوري وأجنحته العسكرية من قوائم الإرهاب ما يسهل لإيران التمدد في الإقليم وتكبيد الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة خسائر كبيرة، في ظل الهجمات التي تطلقها مسيرات وصواريخ إيران على مناطق إنتاج النفط في المملكة العربية السعودية وكذلك في دولة الإمارات العربية المتحدة.

الإفراج عن الأصول المجمدة

لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قدم لإيران مقترحًا أخر يتمثل في الإفراج عن الأصول والأموال الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة الأمريكية كبادرة حسن نية من جانب الولايات المتحدة للإنتهاء من قصة التوقيع على الاتفاق النووي، أما فيما يتعلق بالحرس الثوري أو فيلق القدس فسيشمله إتفاق آخر ليس ضمن جسم الاتفاق النووي الإيراني المرتقب.

وتلجأ الولايات المتحدة الأمريكية إلى تقديم تسهيلات لإيران وتنازلات من أجل السماح لها بإنتاج وتصدير النفط بشكل كامل بعيدًا عن العقوبات لتعويض النقص الحاد في المخزون النفطي العالمي بسبب العقوبات التي فرضتها أمريكا ودول أوروبا على روسيا بعد العملية العسكرية الشاملة التي قامت بها روسيا ضد جارتها أوكرانيا، وبالتالي تحاول واشنطن تسهيل الأمور للسماح لإيران بتصدير الخام، لكن على جانب آخر تحاول إيران الحصول على الكثير من المكاسب على طاولة المفاوضات.