كيف ساهمت الإمارات بشكل كبير في التخفيف من معاناة الشعب الباكستاني؟ (تقرير مصور)

متن نيوز

يعد المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان الذي تأسس في 12 يناير 2011 من بين أبرز المبادرات الإماراتية في باكستان والتي ساهمت في دعم وتطوير مختلف قطاعات البنية التحتية والمياه والتعليم والصحة.

وتعد باكستان من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات المتحدة منذ أن وضع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لبنتها الأولى عام 1971، حيث تربط الشعبين والبلدين الصديقين علاقات تاريخية تعزز آفاق تعاونهما الواسع في المجالات كافة.

 

 

◄ علاقات راسخة
ترتبط دولة الإمارات وباكستان بعلاقات راسخة في جميع المجالات أرسى دعائمها  الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حيث تحرص دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الامارات على تعزيز علاقات الصداقة مع باكستان على الصعد كافة.

 

◄ مساهمات الامارات
وأشادت منظمة الصحة العالمية بمساهمات دولة الإمارات السخية في جهود القضاء على شلل الأطفال في باكستان، وقالت إن دولة الإمارات العربية المتحدة من الممولين والداعمين الرئيسيين لبرنامج القضاء على شلل الأطفال في باكستان وساهمت منذ عام 2014 بأكثر من 200 مليون دولار أميركي لتمويل حملات التطعيم.


وأكدت أن هذا التمويل الذي حصلت عليه سيمكن برنامج شلل الأطفال من مواكبة زخم تنفيذ حملات فعالة ضد شلل الأطفال في المناطق الأكثر خطورة والأشد صعوبة في باكستان.

 

وشكرت منظمة الصحة العالمية من خلال ممثلها في باكستان، الدكتور باليتها ماهيبالا، نيابة عن شركاء المبادرة العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال، دولة الإمارات العربية المتحدة على مساهمتها السخية قائلة " لقد وقفت دولة الإمارات العربية المتحدة بحزم إلى جانب برنامج شلل الأطفال من خلال مساهمات سنوية حيوية ومناشدات للحصول على تمويل إضافي لمواجهة تحديات غير متوقعة مثل كوفيد 19..و من خلال التزامهم الثابت بالهدف المشترك المتمثل في القضاء على شلل الأطفال، يمكننا زيادة تعزيز جهودنا لحماية الأطفال من الشلل مدى الحياة، ولكن لن يكون هذا ممكنا دون دعمهم".

و أعلنت المنظمة نيابة عن برنامج استئصال شلل الأطفال الباكستاني "PEI"  أن دولة الإمارات قدمت منذ بداية عام 2021 مبلغ 23 مليون دولار أميركي لدعم العاملين بالخطوط الأمامية في حملات شلل الأطفال بالإضافة إلى 376 ألف دولار أميركي لشراء معدات الحماية الشخصية للعاملين في الخطوط الأمامية للحماية من كوفيد-19.

وأوضحت أنه يتم استخدام هذا المبلغ والدعم المالي لتغطية تمويل حملات التطعيم في الفترة من يناير إلى ديسمبر 2021، والتي تستهدف أكثر من 16 مليون طفل بجرعات التطعيم شهريا في 84 منطقة في باكستان.

وقد بلغت باكستان عن حالة إصابة واحدة فقط بشلل أطفال في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي. ويعد هذا انخفاضا كبيرا مقارنة بـ 59 حالة خلال نفس الفترة الزمنية من العام الماضي حيث انخفضت حالات الاصابة بنسبة 98 بالمئة، ويلزم حصول باكستان على شهادة خالية من شلل الأطفال عدم تسجيل أطفال مصابين بفيروس شلل الأطفال البري خلال فترة ثلاث سنوات متتالية.


 

وأشاد مدير المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، عبدالله خليفة الغفلي، بالنهج الإنساني والدعم السخي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأوضح أن "مبادرته الإنسانية للقضاء على شلل الأطفال تمثل عاملا رئيسيًا في القضاء على المرض في آخر المناطق الحاضنة له بباكستان وأفغانستان".

وأضاف أن "جهود وتضحيات عناصر فرق التطعيم الميدانية التي واجهت ظروفًا ميدانية صعبة وتحديات خطرة تساهم بشكل كبير في نجاح الحملات وتقليل نسبة الإصابة بمرض شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية" كما رحَّب الدكتور شاهزاد بيغ، المنسق الوطني لمركز عمليات الطوارئ لاستئصال شلل الأطفال، بالمساهمة الإماراتية باعتبارها دفعة مهمة لضمان قدرة البرنامج على السيطرة على الفيروس من خلال حملات شلل الأطفال من الباب إلى الباب.

◄ لا تشلون هم

تحت شعار لا تشلون هم، يجوب أطباء الإمارات، القرى الباكستانية، لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية، لعدد كبير من الفقراء والمسنين والأطفال، ضمن إطار حملات مبادرة زايد الإنسانية العالمية، بالتعاون مع أطباء باكستان ومصر والسعودية، وسفارة الإمارات وقنصلية الإمارات لدى كراتشي، ومشاركة المؤسسات الصحية والتطوعية والخيرية الإماراتية والباكستانية، وأبرزها مبادرة زايد العطاء، وبنك العيون الباكستانية، وجمعية دار البر، ومؤسسة بيت الشارقة الخيري، ومجموعة مستشفيات السعودي الألماني، ورواد الأعمال الإنسانية، ومنظمة أطبّاء الإنسانية، والقيادات الإنسانية الإماراتية الشابة.

◄ حملة زايد

نجحت حملة زايد الإنسانية العالمية في تقديم خدمات تشخيصية وعلاجية ووقائية تطوعية لما يزيد على مليون مريض من الاطفال والنساء والمسنين في القرى الباكستانية تحت شعار "لا تشلون هم"، بالتعاون مع سفارة الامارات لدى باكستان، في بادرة انسانية مشتركة من المؤسسات الصحية والتطوعية والخيرية الاماراتية والباكستانية، والتي أبرزها مبادرة زايد العطاء، وجمعية دار البر، ومؤسسة بيت الشارقة الخيري، ومجموعة مستشفيات السعودي الألماني ورواد الاعمال الإنسانية بالتنسيق مع مركز الإمارات للتطوع ومنظمة أطباء الإنسانية والقيادات الإنسانية الامارتية الشابة.

 

وتأتي المحطة الحالية لحملة زايد الانسانية العالمية في القرى الباكستانية استكمالا للمهام التطوعية الطبية لأطباء الامارات في شتى بقاع العالم منذ تأسيسها عام 2000 والتي استفاد منها ما يزيد عن 30 مليون شخص بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق أو الديانة انطلاقًا من النهج الذي أرسى قواعده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذي كان يحرص على أن تكون الإمارات في مقدمة الدول عالميا التي تمد يد العون والمساعدة لإغاثة المرضى في شتى بقاع العالم.

◄ القرى الباكستانية

وأشاد أهالي القرى الباكستانية بجهود دولة الإمارات  في مجالات العمل الانساني، وثمنوا مستوى الخدمات التطوعية الصحية للفرق الطبية الاماراتية والباكستانية التي ساهمت بشكل كبير في التخفيف من معاناة المرضى من النساء والاطفال وكبار السن.

وكشف مراقبون بأن  دور الإمارات التنموي على الساحة الباكستانية، في مختلف الأقاليم الباكستانية تأتي منسجمة مع توجهات الإمارات في الوقوف بجانب باكستان في كل الأحوال والظروف.

 

◄حملة الإمارات للتطعيم

وتعد حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال والتي انطلقت منذ عام 2014 إحدى مبادرات  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، وتمثل ترجمة ميدانية لتوجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز الجهود العالمية الرامية للحد من انتشار الأوبئة والوقاية من التداعيات الصحية السلبية التي يعاني الأطفال منها، وهي دليل على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالنهج والمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب وتطوير برامج التنمية البشرية، والاهتمام بسلامة وصحة الإنسان في مختلف دول العالم.

 

وأكد المشروع الإماراتي مؤخرًا نجاح الحملة بتطعيم 418 مليونًا و956 ألفًا و226 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال لأكثر من 71 مليون طفل باكستاني تقل أعمارهم عن الخمس سنوات، ونجحت الحملة في مرحلتها السادسة في تطعيم حوالي 15 إلى 16 مليون طفل شهريًا، في 103 مناطق من المناطق الصعبة والعالية الخطورة بجمهورية باكستان الإسلامية، وبمشاركة أكثر من 106 آلاف شخص من الأطباء والمراقبين وأعضاء فرق التطعيم، وأكثر من 25 ألفًا من أفراد الحماية والأمن وفرق الإدارة والتنسيق.

وشمل نطاق ونمط الدعم الذي تقدمه إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان لحملات التطعيم جميع مكونات الحملة من خلال تمويل برامج التدريب والاتصالات والتنسيق وتكاليف الجهد الميداني لفرق التطعيم والفرق الأمنية والمراقبين، بالإضافة إلى تنفيذ خطة التوعية الإعلامية الاجتماعية، حيث شهدت الحملة نسبة نجاح عالية وإقبالًا كثيفًا من قبل أهالي المناطق استجابة للحملات الإعلامية والتوعوية التي أطلقتها إدارة المشروع تحت شعار «الصحة للجميع، مستقبل أفضل» لتوعية وتنبيه السكان بخطورة وباء شلل الأطفال وتشجيعهم وحثهم على المبادرة بتطعيم أبنائهم ووقايتهم من الإصابة بشلل الأطفال.

 

وساهم النجاح الكبير الذي حققته حملة الإمارات للتطعيم في هذه المناطق والأقاليم بخفض نسبة وأعداد المصابين بفيروس شلل الأطفال في باكستان بنسبة عالية، وتمثل هذه النتيجة مؤشرًا إيجابيًا مهمًا في تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة ودول العالم بالقضاء نهائيًا على مرض شلل الأطفال في المستقبل القريب.

ويعتبر مشروع المستشفى الباكستاني الإماراتي في منطقة روالبندي بالقرب من العاصمة إسلام آباد من أكبر المشاريع الصحية التي تم تنفيذها في السنوات الأخيرة، حيث تم تجهيزه لاستقبال المرضى المحولين إليه من المستشفيات الأخرى من أصحاب الحالات الصعبة والحرجة والنادرة.

وبلغت التكلفة الإجمالية للمستشفى نحو 397 مليون درهم (108 ملايين دولار أمريكي) بسعة ألف سرير تؤهله لاستقبال 6 آلاف مراجع يوميًا، وحوالي مليونين سنويًا، كما يحتوي المستشفى على 16 غرفة عمليات مؤهلة لإجراء حوالي 50 عملية في اليوم الواحد.

 

ويعتبر مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي أنشئ في مدينة سيدو شريف بإقليم خيبر بختونخوا المستشفى الوحيد في الإقليم المجهز بمهبط للطائرات للحالات الطارئة، وقد بلغت تكلفته الإجمالية نحو 20،5 مليون درهم، ويمتد المستشفى على مساحة قدرها 5430 مترًا مربعًا ويتسع لـ100 سرير، وهو مؤهل لتقديم الخدمات العلاجية لأكثر من نصف مليون ألف مريض سنويًا، وذلك إلى جانب مجموعة كبيرة من العيادات والمراكز الصحية تم إنشاؤها في أغلب المدن الباكستانية.

وفي نهاية أبريل عام 2018 تم افتتاح مركز TDC لعلاج مرضى السكري في العاصمة إسلام آباد ويعد الأول من نوعه في باكستان وذلك بدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

 

وقام المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بتنفيذ 76 مشروعًا لتوصيل مياه الشرب للمناطق المحتاجة، منها 44 مشروعًا في إقليم خيبر بختونخوا و20 مشروعًا في منطقة جنوب وزيرستان، و10 مشاريع في منطقة مهمند أجنسي، ومشروعين في منطقة شمال وزيرستان، بتكلفة 25.6 مليون درهم تضمنت تلك المشاريع حفر الآبار، وتركيب محطات تحلية المياه وتنقيتها وإنشاء الخزانات والمضخات ومد شبكات الأنابيب لنقل المياه الصالحة للشرب إلى منازل الأهالي، وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية لضمان توفير الطاقة لها وتشغيلها بصورة دائمة، كما تم تنفيذ 12 مشروعًا لتوزيع المساعدات الإنسانية بتكلفة بلغت نحو 46.9 مليون درهم.

 

وكشف مراقبون بأن الإمارات وباكستان تربطهما بمجموعة كبيرة من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التعاون تشمل كافة أوجه التعاون.