كيف أصبح حال تيار المستقبل في لبنان بعد سنوات من اغتيال "الحريري"

سعد الحريري
سعد الحريري

بعد مرور 17 عامًا، على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، يتذكر اللبنانيون واقعة اغتياله، الذي فضحت ميليشيات حزب الله الإرهابية بقتله، ويحيون ذكرى رحيله كل عام.

 

اغتيال الحريري

في 14 فبراير 2005، عندما كان موكب الحريري عائدًا من مقر مجلس النواب، في ساحة النجمة وسط بيروت، دوى انفجار ضخم، واستهدف الحريري وأودى بحياته هو و21 شخصًا آخرًا، وانتشرت صور السيارات المشتعلة، وثبتت المحكمة الدولية أن انتحاري فجر نفسه وهو يقود سيارة فان بيضاء من طراز ميتسوبيشي وما يعادل طنين من مواد شديدة الإنفجار، وكان يقود الحريري سيارة مرسيدس، حدث انفجار وأحدث حفرة بعرض 10 أمتار وعمق مترين في المكان الذي أقيم فيه، وسبق اغتيال الحريري محاولة استهداف صديقه الوزير السابق مروان حمادة في أكتوبر 2004،واعتبر هذه رسالة لفريق الحريري.

 

من هو رفيق الحريري؟

ولد رفيق الحريري في نوفمبر 1944، بمدينة صيدا الساحلية، لعائلة مسلمة سنية، وله شقيقان، وتلقى تعليمه في مدارس مدينة صور ودرس إدارة الأعمال في الجامعة العربية ببيروت، وبعدها سافر للسعودية وعمل مدرسًا، وبعد سنوات عمل في مجال الصناعة الإنشائية.

 

وفي 1969، أسس شركة مقاولات فرعية صغيرة وسماها سيكونسكت، ولم تنجح، فقام بالتعاون مع الشركة الفرنسية أوجية وأقام مشروع بناء فندق في السعودية، وبعدها لعب دورًا في صياغة اتفاق الطائف 1990، وأصبح أول رئيس لحكومة لبنانية عام 1992، وساهمت سياسته في تحقيق انتعاش اقتصادي بإقراره السندات الأوروبية التي حافظت على قيمة العملة اللبنانية، ومكنته من اقتراض الأموال اللازمة لإعادة الإعمار، وأنشأ مناخًا استثماريًا جاذبًا للاستثمار الأجنبي، وعمل على بناء هيكل ضريبي مبسط، وقدم العديد من الإعفاءات الضريبية، وأسس وحدة المقاولات سوليدير والتي امتلكت الحكومة جزءًا منها، كما امتلك مستثمرون أجانب وغيرهم أسهمًا منها، أعادت هذه الوحدة إعمار بيروت وحولتها إلى مدينة كبيرة معاصرة.

 

حشود بالآلاف

في فبراير الماضي، حضر سعد الحريري رئيس الوزراء السابق، لبضعة دقائق، وقرأ الفاتحة على روح والده، وسط هتافات مؤيدة من مناصريه الذين احتشدوا بالآلاف، ولكنه اكتفى بإلقاء التحية سريعًا، وغادر المكان دون الإدلاء بأي تصريح متخليًا بذلك عن عادته في الأعوام الماضية.

 

وأضيئت الشعلة الموجودة في مكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري بمنطقة السان جورج، وعزفت موسيقى كشافة لبنان المستقبل لحن الموتى والنشيد الوطني مع التحية.

 

ومن بين المسؤولين الذين أحيوا الذكرى، رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة. 

 

وقالت زوجة رئيس الوزراء الراحل، نازك الحريري، إنها ما زالت على وعدها له بأن تستمر بسعيها جاهدة لتكملة قضية ومسيرة ونهج الشهيد الكبير مع العائلة والمحبين والأوفياء، وأدعو الله أن يقدرنا على الحفاظ على هذا الإرث الذي أخذناه على عاتقنا منذ استشهادك والذي بدأت العمل به ولم تستطع تكملته بتطلعاتك ورؤيتك بعيدة المدى، لأن يد الغدر التي ألمت بنا باغتيالك لم تدرك أن مسيرتك الوطنية عصية عليها، ونؤكد أن علمنا هو علم لبنان الحبيب ورايتنا هي راية إرثك، وإن قلمي لعاجز عن وصف ما حققت لوطننا الغالي وشعبنا الطيب.

 

اغتيالات بالجملة

في عام 2005، اغتيل الصحفي سمير قصير، بتفجير سيارته، كما اغتيل الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي، في تفجير، بينما اغتيل النائب والصحفي جبران تويني، ومرافقيه بانفجار سيارة مفخخة، في بيروت.

 

وفي 11 نوفمبر 2006 اغتيل وزير الصناعة وقتها، بيار الجميل، بإطلاق النار على موكبه، وفي 10 يونيو 2007، اغتيل النائب عن تيار المستقبل، وليد عيدو بتفجير سيارته في بيروت، مما أدى أيضا لمصرع نجله الأكبر، وفي 19 سبتمبر 2007، اغتيل النائب عن حزب الكتائب أنطوان غانم في انفجار سيارة مفخخة، في منطقة سن الفيل، شرقي بيروت، وفي ديسمبر 2007 اغتيل مدير العمليات في الجيش اللبناني، اللواء فرنسوا الحاج، في أول استهداف للمؤسسة العسكرية، وفي يناير 2008 اغتيل النقيب في فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلي، وسام عيد، وفي أكتوبر 2012، اغتيل رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، العميد وسام الحسن في انفجار في منطقة الأشرفية، في بيروت.

 

مستقبل تيار الحريري

ظل تيار المستقبل، يتقاسم السلطة السياسية في لبنان، حتى اندلاع احتجاجات 17 تشرين في لبنان، حينها قام سعد الحريري بتقديم استقالته من رئاسة الحكومة، إلا أنه عاد مرة أخرى لإعادة ترتيب البيت اللبناني من جديد، ولكنه اصطدم مع رئيس الجمهورية ميشال عون، حتى اعتذر عن تشكيل الحكومة، وبعد ذلك بفترة وجيزة أعلن "الحريري" تعليق عمله بالحياة السياسية كما دعا أسرته بتيار المستقبل لاتخاذ قرار مماثل، مؤكدا عدم الترشح للانتخابات النيابية المقبلة وعدم التقدم بأي ترشيحات باسم تيار المستقبل للانتخابات.

 

وأوضح "الحريري"، أن قراره جاء لاقتناعه بأنه لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان، في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة"، في كلمات تؤكد ابتعاد تيار المستقبل الفترة المقبلة عن المشهد السياسي بأكمله.