المزروعي يؤكد أن بلاده تتطلع خلال اجتماع "أوبك+" إلى نتائج تحقق التوازن بين العرض والطلب

متن نيوز

قال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، إن دولة الإمارات جزء من "أوبك+" وترى حكمة في الالتزام بقرارات المنظمة بما يضمن توازن السوق إذ يشكل أمن إمدادات الطاقة أولوية.

 

وأضاف في تصريحات لـ "وكالة أنباء الإمارات"، على هامش فعاليات مندى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي أن "أوبك+" ستعقد اجتماعها بنهاية شهر مارس/أذار الجاري ونتطلع إلى النتائج التي تحقق التوازن بين العرض والطلب بعيدا عن الأمور السياسية.

 

وأشار وزير الطاقة والبنية التحتية إلى أن "أوبك+" منظمة غير سياسية تنظر إلى العرض والطلب حيث لا نستطيع معاملة الدول المنتجة للنفط داخل المنظمة معاملة سياسية والذي من شأنه أن يؤثر على استقرار السوق.

 

وقال المزروعي: من الضروري عدم حجب النفط من أي دولة كون العالم في حاجة ماسة إلى هذه الكميات النفطية".

 

ودعا المزروعي دول العالم إلى التحلي بالحكمة في التعامل مع ملف الطاقة بما لا يؤثر على ارتفاع الأسعار عالميا إلى مستويات قياسية جديدة.

 

وأشار إلى أن الأحداث الجيوسياسية التي يشهدها العالم تؤثر على كامل سلاسل الإمداد إضافة إلى ارتفاع أسعار الغذاء والسلع الأساسية على مستوى العالم، مضيفا أن الكثير من دول العالم سوف تتأثر إذا لم يوجد حل سلمي بالمفاوضات والتفاهمات جراء الأحداث العالمية الراهنة.

 

وقال المزروعي، إن دولة الإمارات بفضل رؤية القيادة الرشيدة لديها استراتيجية للحفاظ على أمن الإمدادات والحفاظ على أسعار الطاقة الكهربائية التي تنتج عن طريق الغاز حيث تحقق الإمارات الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2030 وفقا للخطط الموضوعة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن التحول البيئي في قطاع الطاقة مدروس وينفذ وفق خطط متدرجة وهو ناتج عن رؤية وحكمة من القيادة الرشيدة اعتمدت على التخطيط السليم للمستقبل.

 

وأضاف أن دولة الإمارات وضعت خطة لرفع إنتاجها من النفط إلى 5 ملايين برميل يوميا بحلول العام 2030، حيث كنا نرى أن العالم سوف يحتاج إلى هذه الكميات ودليل على الرؤية السديدة لهذا القرار فإننا مستمرون في رفع الكفاءة والقدرة الإنتاجية لتعزيز الجاهزية.

 

وأكد المزروعي على أهمية زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة ومواصلة استمرار الشركات العالمية بالاستثمار في هذا المجال الاستراتيجي حيث شهدنا عزوفا من الجهات الممولة لمشاريع النفط والغاز عالميا وذلك بعد "كوب 26" فيما تطالب دول العالم اليوم بزيادة الإنتاج والذي يتطلب تمكين المستثمرين من الموارد المالية للاستثمار في مجال النفط والغاز.

 

وقال إن دولة الإمارات تؤمن بأن الهيدروجين سيكون أحد مصادر الوقود المستقبلية حيث لدينا استثمارات قائمة في الهيدروجين الأزرق وتم توقيع مذكرات تعاون مع العديد من الدول حول العالم حول التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر والبحوث في هذا المجال الاستراتيجي، مؤكدا أن وزارة الطاقة والبنية التحتية تعمل على استراتيجية واضحة للمستقبل سيتم إطلاقها قريبا.

 

وقال إن وزارة الطاقة والبنية التحتية تدرس حاليا إنشاء سوق محلي للكهرباء داخل دولة الإمارات والذي يعد بداية للدخول لسوق التصدير الخليجي والعربي للكهرباء.

 

في سياق متصل – قال سهيل المزروعي خلال كلمته في جلسته الافتتاحية لمنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي إن السنوات الماضية كانت مليئة بالأحداث سواء على صعيد حيث صناعة النفط والغاز والطاقة المتجددة أو تغير المناخ أو عالم التكنولوجيا الجديدة أو الاقتصاد الكلي حيث عانينا من جائحة كوفيد والأسواق والتضخم والعملة والعملات المشفرة أوالجغرافيا السياسية حاليًا. ويدل ذلك أننا في خضم الانتقال إلى نظام طاقة جديد بدعم من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وقد كان ذلك السيناريو حتميا نظرًا للتغير المناخي أو حدث طارئ مثل الجائحة.

 

وأضاف: "آمل أن نتفق جميعًا أن هناك عاملين أساسيين يؤثران على الأسواق وهما "انتقال الطاقة" و"الأحداث الجيوسياسية الحالية".

 

وأشار إلى أن الأحداث الجيوسياسية تؤثر على صناعة النفط والغاز وبالتالي على الأسواق فقد ارتفعت أسعار نفط برنت بسبب الأحداث الجيوسياسية الحالية مع استمرار تباطؤ الطلب على النفط مع ارتفاع الأسعار والذي يتعلق أكثر بالطلب المكبوت غير المرن. وقد تم سحب مخزونات النفط العالمية بشكل أسرع مما كان متوقعا مما يسلط الضوء على نقص الغطاء لهذا الصيف.

 

وحول انتقال الطاقة، قال المزروعي: "مع ارتفاع الطلب نشهد تركيزًا متناميًا على إزالة الكربون والجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي بالإضافة إلى انتقال صناعة الطاقة العالمية مما يفرض تحديًا ثلاثيًا كيف الوفاء بالطلب المتزايد على الطاقة وثانيًا كيفية ضمان توفير طاقة موثوقة وذات تكلفة مناسبة وكيفية مواصلة الجهود لضمان مستقبل منخفض الكربون. وأفخر بأن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت تقدمًا كبيراُ في عدة نواح، بما في ذلك الطاقة النظيفة والمتجددة".

 

وقال إن قطاع الطاقة قادر على بناء هياكل تدعم نمو الطاقة وجهود خفض الكربون في المستقبل "بما في ذلك الطاقة الشمسية، والنووية السلمية" كما تعمل دولة الإمارات على تسريع وتيرة هذه التغييرات من خلال صياغة سياسات تدعم الإبداعات ذات الصلة وتنويع مزيج الطاقة. حيث أن هناك اتجاهًا متناميًا لتبني مفهوم "الاقتصاد الدائري" والذي يضمن عناصره خفض وإعادة استخدام وإزالة الكربون من النظام".

 

وأشار إلى انضمام دولة الإمارات إلى التعهد العالمي بشأن الميثان بناءً على مكانتها كواحدة من أقل الدول إنتاجًا لغاز الميثان في العالم، حيث تحتل الإمارات العربية المتحدة واحدة من أقل دول العالم إنتاجًا لغاز الميثان بنسبة 0.01٪. ونجحت دولة الإمارات في تقليل حرق الغاز في قطاع الطاقة المحلية بنسبة تزيد عن 90%.

 

وقال إن التكنولوجيا تلعب دورًا حيويًا في جهود إزالة الكربون بما في ذلك احتجاز الكربون واستخدامه في التخزين وتقنيات الثورة الصناعة الرابعة وتحسين الإنتاج والعمليات بالإضافة إلى تعزيز الابتكار في زيادة الموارد والإنتاج إذ يعتبر الابتكار أهم أداة تساعد في عملية تعزيز مجموعة المهارات والموارد المستخدمة في الصناعة من أجل تسريع تعبئة الكربون المنخفض. كما ينبغي أن يعمل القطاع على تعزيز البحث والتطوير وزيادة الكفاءات في صناعة النفط والغاز وكذلك التقنيات التي تدعم خفض الانبعاثات الكربونية.

 

وحول الهيدروجين، قال المزروعي: "يعتبر إنتاج الهيدروجين أحد مجالات التطوير الرئيسية حيث تقوم الإمارات بإنتاج واستهلاك الهيدروجين. كونه من مصادر الوقود الأحفوري في المنطقة الأكثر تنافسية من حيث التكلفة".

 

وبالإضافة إلى ذلك تم تأسيس محطة "الريادة" لاحتجاز واستخدام وتدوير الكربون في شركة أدنوك وهو أول مركز تجاري في العالم لاحتجاز الكربون في صناعة الحديد والصلب.

 

وقال إن دولة الإمارات تمتلك استراتيجية مرنة لقطاع الطاقة اتساقا مع التطلعات المستقبلية فيما يتعلق بالاستدامة ومكافحة التغير المناخي وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة تم تأسيس نموذج ناجح لتوليد الطاقة الصديقة للبيئة من مصادر مستدامة.

 

وأكد المزروعي أن الطريق لتحقيق هدفنا في انتقال الطاقة والوصول إلى عالم دون انبعاثات يتمثل في الإبقاء على صناعة النفط والغاز جنبًا إلى جنب مع صناعات الطاقة المتجددة. ومن أجل تحقيق ذلك، ينبغي أن يتعاون المصدرون والمستوردون وخبراء التقنية.