وسط مخاوف وتحذيرات متبادلة.. هل يتم استخدام أسلحة "كيميائية" في الحرب الروسية الأوكرانية؟

متن نيوز

منذ بداية الحرب التي قامت من الجانب الروسي ضد أوكرانيا، وهناك تحذيرات متبادلة تتصاعد بين الجانبين الروسي من جهة، والأوكراني والأميركي من جهة ثانية، بشأن استخدام أسلحة "غير تقليدية" في الحرب وسط مخاوف من استخدام أي طرف لهذا السلاح عند خسارته الحرب.

◄ روسيا
وردت روسيا، على تصريحات أوكرانية اتهمتها باستخدام قنابل فسفورية في إطار تدخلها العسكري بالدولة المجاورة.


وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بعد سؤال من أحد الصحفيين بشأن الاتهامات الأوكرانية باستخدام موسكو قنابل فسفورية في أوكرانيا: "لم تنتهك روسيا أي اتفاق دولي"، وفقما نقلت "فرانس برس".

 

واعتبر بيسكوف حديث الولايات المتحدة عن احتمال لجوء روسيا إلى استخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا "حيلة لصرف الانتباه عن المسائل المحرجة لواشنطن.

 

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد قال مؤخرا إن الاتهامات الروسية بأن كييف تملك أسلحة بيولوجية وكيماوية زائفة، وتوضح أن الرئيس بوتن يفكر في استخدامها في حربه ضد أوكرانيا.

 

وأشار بايدن في حدث نظمته رابطة (المائدة المستديرة للأعمال) إلى أن "بوتن يتحدث عن حجج واهية جديدة منها التأكيد على أننا في أميركا لدينا أسلحة بيولوجية وكيماوية في أوروبا، وهذا ليس صحيحا".

◄المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب 

وتحذر دراسة المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب أنه لا يزال السلاح البيولوجي يشكل خطرًا كبيرًا على

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت في وقت سابق إن واشنطن خصصت 32 مليون دولار لنشاط مختبرات عسكرية أوكرانية في كييف وأوديسا وخاركيف، كما خصص وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" مليونا و600 ألف دولار لدراسة انتقال الأمراض من الخفافيش إلى البشر بأوكرانيا وجورجيا، حسب وكالة "إنترفاكس" الروسية.


ودعت روسيا إلى عقد اجتماع طارئ خاص لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة مزاعمها بأن أوكرانيا تخطط لتطوير أسلحة بيولوجية.

 

وقد رفضت كل من أوكرانيا والولايات المتحدة هذا الادعاء بوصفه ذريعة مزيفة قد تهدف إلى تبرير احتمال استخدام روسيا نفسها لسلاح كيميائي ضد مدن في أوكرانيا.

وتقول الحكومة الأوكرانية إن لديها مختبرات تعمل بشكل شرعي، ويستخدمها العلماء لأبحاث تهدف إلى حماية السكان من أمراض مثل كوفيد. ونظرا لأن أوكرانيا في حالة حرب الآن، فقد طلبت منظمة الصحة العالمية منها تدمير أي عوامل مسببة لأمراض خطيرة في مختبراتها.

 

ما هي الأسلحة الكيميائية؟

الأسلحة الكيميائية هي أي نوع من الذخائر التي تحمل سموما أو مواد كيميائية تهاجم أجهزة الجسم.


وهناك فئات مختلفة من الأسلحة الكيميائية. تهاجم عوامل الاختناق مثل الفوسجين، الرئتين والجهاز التنفسي، مما يتسبب في اختناق الضحية في إفرازات رئتيها. وهناك فئة عوامل المنفطات (وهي مواد كيميائية تتسبب بحروق وبثور عند ملامستها للجلد)، مثل غاز الخردل، الذي يحرق الجلد ويصيب بالعمى.

 

ثم هناك أكثر الفئات فتكا وهي: عوامل الأعصاب، التي يتداخل تأثيرها مع رسائل الدماغ إلى عضلات الجسم. وقطرة صغيرة من أي من هذه العوامل يمكن أن تكون قاتلة. على سبيل المثال، أقل من 0.5 ملغ من عامل الأعصاب "في إكس" VX،، يكفي لقتل شخص بالغ.

 

ويمكن استخدام كل هذه الأسلحة الكيميائية في الحرب في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ.

 

لكنها جميعا محظورة تماما بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1997، التي وقعتها الغالبية العظمى من الدول، بما في ذلك روسيا.

وثمة هيئة عالمية للرقابة على الأسلحة الكيميائية ومقرها في لاهاي بهولندا، وتسمى "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" التي تراقب الاستخدام غير القانوني لهذه الأسلحة وتحاول منع انتشارها.

 

وقد استخدمت هذه الأسلحة خلال الحروب في الماضي، كما هي الحال في الحرب العالمية الأولى، وفي الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات ومؤخرًا من قبل الحكومة السورية ضد قوات المتمردين.

وتقول روسيا إنها دمرت آخر مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية في 2017، لكن منذ ذلك الحين وقع هجومان كيميائيان على الأقل ألقي باللوم فيهما على موسكو.


الأول كان هجوم سولزبري في مارس/آذار 2018 عندما تم تسميم ضابط المخابرات السوفياتية السابق والمنشق سيرغي سكريبال مع ابنته بعامل الأعصاب نوفيتشوك. ونفت روسيا مسؤوليتها عن الحادث وقدمت أكثر من 20 تفسيرا مختلفا لمن كان بإمكانه فعل ذلك.

 

لكن المحققين خلصوا إلى أن ذلك كان من عمل ضابطين من المخابرات العسكرية الروسية، ونتيجة لذلك جرى طرد 128 جاسوسا ودبلوماسيا روسيا من عدة دول.

 

ووقع الهجوم الثاني في أغسطس/آب 2020، حيث تم تسميم الناشط المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني بعامل الأعصاب نوفيتشوك أيضا ونجا بصعوبة من الموت.

 

ولا يوجد دليل على أن روسيا استخدمت هذه الأسلحة أثناء مساعدة حليفها على هزيمة المتمردين في سوريا، لكنها قدمت دعمًا عسكريًا هائلًا لنظام بشار الأسد الذي يُزعم أنه نفذ عشرات الهجمات الكيميائية على شعبه.

 

والحقيقة هي أنه إذا كانت لديك حرب طويلة حيث يحاول الجيش المهاجم كسر إرادة القوات الدفاعية، فإن الأسلحة الكيميئوية هي، للأسف، طريقة فعالة للغاية لتحقيق ذلك. هذا ما فعلته الحكومة السورية في حلب.

 

وتختلف الأسلحة البيولوجية عن الأسلحة الكيميائية. إذ إنه ا عبارة تستخدم لوصف استخدام مسببات الأمراض الخطيرة مثل الإيبولا كسلاح.

ولم تقدم روسيا أي دليل فوري على وجود مخالفات أوكرانية في هذا المجال. لكنها دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة مزاعمها.

 

وعندما كانت روسيا جزءا من الاتحاد السوفياتي، كان لديها برنامج أسلحة بيولوجية ضخم جدا، وكانت تديره وكالة تدعى بيوبريبارات ويعمل فيها 70 ألف شخص.