دراسة تكشف علاقة " الفثالات "بزياد خطر إصابة الأطفال بالسرطان

متن نيوز

تحتوي آلاف الأطعمة اليومية على مواد كيميائية تسمى الفثالات، أظهرت نتائج الدراسات الأخيرة، أن لها علاقة بزياد خطر إصابة الأطفال بالسرطان.

 

وتشير مجلة Journal of the National Cancer Institute، إلى أن الفثالات موجودة في كل مكان، ولا يمكن تجنبها. تستخدم هذه المواد الكيميائية في صناعة البلاستيك لجعله ناعما ومرنا، وفي الصابون والشامبو وفي أغلفة الأدوية وحتى في المواد الغذائية.

 

وكشفت نتائج دراسة مذهلة نشرت عام 2021 تفيد بأن حوالي 100000 حالة وفاة مبكرة كل عام في الولايات المتحدة يمكن أن تُعزا إلى التعرض للفثالات. وأظهرت دراسة أخرى أجريت على الحيوانات، أن التعرض للفثالات قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

ودرس الباحثون في هذه الدراسة الجديدة العلاقة بين بعض أنواع سرطان الأطفال وتأثير الفثالات.

ولتحديد مستوى هذا التأثير، ركز الباحثون اهتمامهم على أغلفة الأدوية المحتوية على الفثالات. وقد سمح هذا المؤشر على الأقل بقياس تقريبي لتكرر تفاعل الأطفال مع هذه المواد الكيميائية.

 

واتضح للباحثين، أنه باستخدام السجل الوطني الدنماركي للوصفات الطبية، من الممكن قياس التعرض للفثالات في الأدوية لدى أكثر من مليون طفل دون سن 19. واتضح أن تعرض الأطفال للفثالات يزيد معدلات الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 20 بالمائة.

 

و تجدر الإشارة، إلى أن الباحثين لم يدرسوا بدقة كافية العلاقات السببية في هذه الدراسة. لذلك لا يزال من الضروري تحديد الأدوية التي يتلقاها الأطفال والأمراض التي تم علاجها.

 

ومع ذلك، ارتبطت الفثالات بزيادة الإصابات بسرطان العظام (الساركوما العظمية) ثلاث مرات، وزيادة مضاعفة في سرطان الدم (سرطان الغدد الليمفاوية).

 

ويقول كبير الباحثين توماس أهيرن، "وصفت دراستنا تأثير الفثالات الموجود في الأدوية، التي تصرف بوصفة طبية. وكقاعدة يجب أن تكون هذه التأثيرات أقوى بكثير مما نسميه التعرض البيئي "الخلفية" إلا أن النتائج التي توصلنا إليها مقلقة".

 

وتجدر الإشارة، إلى أن نتائج البحوث السابقة أظهرت أيضًا أن الفثالات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمشاكل النمو لدى الأطفال.

 

ويشير البروفيسور فرانسيس كار من كلية الطب بجامعة فيرمونت، إلى أن تأثير الفثالات في النظام الهرموني البشري معروفة جيدًا. ومع ذلك، لا تزال الصلة بين هذه المادة الكيميائية والسرطان غير مفهومة جيدًا، لذلك يدعو إلى مزيد من البحث لتحديد أنواع الفثالات التي قد تكون مرتبطة بالسرطان وما هي الآليات التي تكمن وراء هذه التأثيرات.

 

واستنادا إلى نتائج الدراسات، دعا الخبراء إلى إجراء إصلاحات عاجلة لإزالة هذه المواد الكيميائية من المنتجات الاستهلاكية.