بعد رفضها العقوبات ضد الروس.. هل تحافظ "بكين" على موقف محايد في الحرب الأوكرانية؟

متن نيوز

منذ أن بدأت القوات الروسية الهجوم على أوكرانيا، والتصريحات المتبادلة والاتهامات بين أمريكا والصين لم تتوقف.

◄البيت الأبيض

 

هذا وقد أكد البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعقد مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينغ.

 

وأوضح البيت الأبيض، في بيان، أن الرئيس بايدن ونظيره الصيني سيناقشان هاتفيا الهجوم الروسي على أوكرانيا.


وأشارت  الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إلى أن الرئيسين سيناقشان أيضا "المنافسة" بين واشنطن وبكين، بالإضافة إلى العديد من المسائل الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

 

وكان الرئيس الصيني، دعا، في وقت سابق، إلى "أقصى درجات ضبط النفس" في النزاع الأوكراني، واصفا الأزمة بأنها "مقلقة للغاية".


من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية نيد برايس، إن بكين لديها "تأثير كبير" على موسكو قد يسمح لها "بوضع حد لهذا العنف الطائش" في أوكرانيا.

 

كان وزير الخارجية الصيني وانج يي، أكد أن بلاده "ليست طرفا" في حرب أوكرانيا، لافتا إلى أن بلاده لا تريد أن تؤثر العقوبات فيها".

 

وشدد، في بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، على أن "بكين ترفض العقوبات من حيث المبدأ"، لافتا إلى أن لها "الحق في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة".

 

واعتبر أن الصراع الأوكراني "نتيجة لتراكم واحتدام التناقضات الأمنية الأوروبية على مدار سنين".

 

ولم يتطرق الوزير الصيني إلى التقارير الأمريكية التي تشير إلى أن روسيا طلبت من الصين مساعدة عسكرية واقتصادية بعد انطلاق حرب أوكرانيا، وهو الأمر الذي كان متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وصفه بالتضليل الأمريكي "الخبيث".

 

يشار إلى أن الصين هي أهم حليف لروسيا، لكنها تحاول الحفاظ على موقف محايد في الحرب الأوكرانية.

 

والأسبوع الماضي، كان البيت الأبيض أعلن أن مسؤولين أمريكيين وصينيين أجروا في روما "نقاشا جوهريا حول حرب روسيا على أوكرانيا".

 

وقال البيت الأبيض، في بيان مقتضب، إنهما شددا "على أهمية الحفاظ على قنوات تواصل مفتوحة بين الولايات المتحدة والصين" في وقت تصعد فيه واشنطن ضغوطها على بكين التي تمتنع حتى الآن عن مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قواته من أوكرانيا.

 

◄الحرب الروسية الأوكرانية 

وقبيل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، دائما ما أعلنت موسكو حقها في الدفاع عن أمنها وإزاحة من سمتهم "النازيين"، وذلك في ظل إصرار كييف وحلفائها في الغرب بضمها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يرغب في التوسع شرقا، ما يعني إقامة قواعد عسكرية قرب حدودها.

 

كما قالت روسيا إن عمليتها العسكرية جاءت للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك شرق أوكرانيا من "الإبادة الجماعية" التي تقوم بها كييف ضد المنطقتين اللتين أعلنتا استقلالهما عن كييف واعترفت موسكو بهما مؤخرا.


وأعلن بوتين في خطابه الذي دشن فيه العملية العسكرية أن بلاده لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، ولا تخطط لاحتلالها، ولكن "من المهم أن تتمتع جميع شعوب أوكرانيا بحق تقرير المصير"، مشددا على أن "تحركات روسيا مرتبطة ليس بالتعدي على مصالح أوكرانيا إنما بحماية نفسها من أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة".

◄ الخارجية الصينية


كما دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي تشيان، الولايات المتحدة الأمريكية لضرورة توضيح حقيقة أنشطتها العسكرية والبيولوجية في الخارج، بما في ذلك في أوكرانيا.


وعلق تشاو عن أنشطة معامل بيولوجية في أوكرانيا تمولها الولايات المتحدة، قال تشاو في إفادة صحفية  14 مارس: "إذا كانت الولايات المتحدة تريد إثبات صدق أنشطتها، فلماذا لا تفتح هذه المختبرات البيولوجية للتفتيش المستقل من قبل خبراء دوليين؟".

 

وتابع المسؤول الصيني أن النشاط العسكري البيولوجي في أوكرانيا هو مصدر قلق للمجتمع الدولي، ووفقًا للمعلومات التي تم نشرها مؤخرا، تعمل عشرات المختبرات البيولوجية في أوكرانيا بناء على طلبات من وزارة الدفاع الأمريكية.

 

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

 

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

 

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

 

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

 

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

 

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

 

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

 

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

 

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة.

 

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

 

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

 

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

 

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

 

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ "غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

 

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

 

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

 

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.


ونفت الصين يوم الثلاثاء مزاعم مسؤولين أمريكيين بأن روسيا سعت للحصول على مساعدة عسكرية في أوكرانيا، واتهمت واشنطن بنشر “معلومات مضللة خبيثة” من شأنها تصعيد الصراع.

 

وقالت السفارة الصينية في لندن لرويترز في بيان “تنشر الولايات المتحدة مرارا معلومات مضللة خبيثة ضد الصين بشأن قضية أوكرانيا”.

 

وأضافت أن “الصين تقوم بدور بناء في تعزيز محادثات السلام”.

 

وتابعت الأولوية القصوى الآن هي تخفيف حدة الوضع بدلا من سكب الوقود على النار، والعمل من أجل تسوية دبلوماسية بدلا من تصعيد الوضع على نحو أكبر”.

 

وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين إن روسيا طلبت من الصين عتادا عسكريا بعد غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير شباط، مما أثار مخاوف في البيت الأبيض من أن بكين قد تقوض الجهود الغربية الرامية لمساعدة القوات الأوكرانية في الدفاع عن بلادهم.