صراع المرتزقة على أرض أوكرانيا.. روسيا والغرب يدفعان بالأغراب إلى جحيم فوق الثلوج

مرتزقة
مرتزقة

مستغلين ضعف الأوضاع الإقتصادية، لجأت كلًا من روسيا وأوكرانيا والغرب المتحارب على وقع هطول الثلوج في أوكرانيا إلى تجنيد مرتزقة من بلادًا هدموها وأهدروا إقتصادها، حيث لجأت الأطراف إلى الدفع بالمرتزقة السوريين والأفارقة للمشاركة في قتال لا ناقة لهم ولا جمل فيه.

وإزاء ذلك أظهرت معلومات إستخباراتية، إن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أكدت إن روسيا تجند مقاتلين سوريين وأجانب آخرين في الوقت الذي تكثف فيه هجومها العسكري على أوكرانيا، منذ الحرب الشاملة التي بدأتها روسيا ضد أوكرانيا منذ أسبوعين، حيث أكد مسؤولين أمريكيين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "في مهمة تجنيد" يسعى من خلالها إلى دفع بعض هؤلاء المقاتلين إلى قلب المعركة في أوكرانيا.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن روسيا، التي بدأت غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، جنّدت في الأيام الأخيرة مقاتلين سوريين، على أمل المساعدة في السيطرة على العاصمة كييف ومدن أخرى، علاوة على أن هؤلاء المقاتلين في روسيا بالفعل، وهم مستعدون للانضمام إلى القتال في أوكرانيا، على الرغم من أنه لم يتضح بعد كم هو عدد المقاتلين الذين جندتهم روسيا.

وعلى الرغم من عدم تكهن المسؤولين بعدد هؤلاء المرتزقة الذين انضموا إلى القتال، أو خبرتهم، قال البنتاجون إنه لا يوجد سبب للشك في دقة التقارير.

لكن على جانب آخر، سلكت أوكرانيا نفس المسلك الروسي إذ لجأت إلى دولًا أفريقية لإجتذاب الشباب والمقاتلين من هناك للدفع بهم إلى ساحات القتال، وكان من أبرز تلك الدول الإفريقية دولة السنغال، التي عبرت عن إستيائها من تحركات أجهزة إستخبارات أوكرانيا ودولًا غربية على أراضيها لتجنيد شبابها في الحرب الدائرة هناك.

وعبرت السنغال لأوكرانيا عن استيائها من دعوة سفارة أوكرانيا في السنغال لتجنيد مقاتلين، انطلاقا من أراضيها للمشاركة في الحرب الحالية ضد روسيا، حيث جاء هذا الموقف الدبلوماسي من جانب دكار، بعد الإعلان عن تجنيد 36 شخصا في السنغال للمساعدة في الحرب ضد الروس.

وبعد أسبوع من بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا، قالت وزارة خارجية السنغال في بيان إنها "تستغرب نشر نداء إلى المواطنين للمساعدة على صفحة السفارة الأوكرانية في دكار على فيسبوك".

وأضاف البيان أنه تم استدعاء السفير الأوكراني في السنغال يوريل بيفوفاروف "على الفور إلى وزارة الشؤون الخارجية للتحقق من المنشور وتأكيد صحته".

وتابع أن بيفوفاروف "أكد وجود دعوة وتجنيد 36 متطوعا من المرشحين"، حسب النص الذي لا يحدد هويات هؤلاء، وقال البيان إن دكار "تدين بشدة هذا العمل الذي يشكل انتهاكا لواجب احترام قوانين وأنظمة الدولة المضيفة".

وردًا على ذلك توعدت وزارة الدفاع الروسية، مواطني الدول الغربية القادمين للقتال ضد موسكو في أوكرانيا، وقالت إنها لن تعاملهم كأسرى حرب، وقالت الوزارة في موجز صحفي إن "كل المرتزقة الغربيين الذين يأتون للقتال في أوكرانيا لن تتم معاملتهم كأسرى حرب".

جاء ذلك عقب إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب وجّهه لشعبه، اليوم، أن بلاده ستستقبل الدفعة الأولى من المقاتلين الأجانب وعددها 16 ألف متطوع "ليدافعوا عن حرية أوكرانيا وشعبها"، حيث قال زيلينسكي: "لقد غير الروس التكتيكات بسبب صمودنا، ونقول لروسيا إنها ستدفع ثمن أفعالها بحق شعبنا وبلدنا".

وكان زيلينسكي وقع مطلع فبراير الجاري، مرسوما رئاسيا يسمح للمتطوعين الأجانب الراغبين في دعم أوكرانيا ضد الحرب الروسية بدخول البلاد دون تأشيرة.

وجاء في المرسوم الرئاسي أنه اعتبارا من الأول من مارس سيبدأ العمل بنظام دخول دون تأشيرة سيسمح للأجانب الذين يرغبون في الانضمام إلى الفيلق الدولي لأوكرانيا مؤقتًا خلال فترة سريان الأحكام العرفية، واستثنى المرسوم من ذلك المواطنين الروس.