وزير التسامح والتعايش الإماراتي يؤكد أن بلاده شريك أساسي بكل الاتفاقيات المرتبطة بتحقيق السلام

متن نيوز

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي إن الإمارات شريك أساسي بكل الاتفاقيات المرتبطة بتحقيق السلام والوفاق.

 

جاء ذلك في كلمته خلال اليوم الثاني لاجتماع الجمعية العامة السادس عشر لبرلمان البحر الأبيض المتوسط في دبي الذي يستضيفه ⁧المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي.

 

وأضاف: "أحييكم، وأرحب بكم، ويسعدني كثيرًا، أن أتحدث إليكم اليوم، بصفتي وزير التسامح والتعايش، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن أعبر لكم، عن التزامنا القوي، بأن يكون التسامح، والتعايش، والأخوة الإنسانية، جزءًا أساسيًا، في مسيرة المجتمع – أعبر لكم كذلك، عن قناعتنا الأكيدة، بأن تأكيد قيم التسامح، والتعايش، والحوار المفيد، بين أتباع الحضارات والثقافات، يتطلب من الجميع، العمل المخلص، وبذل الجهد".

 

وأوضح أن "وزارة التسامح والتعايش، هي الوزارة الوحيدة، من نوعها في العالم، تتمثل رسالتها بالأساس، في أنها وزارة لجميع السكان في الدولة.. تركز في عملها، على عدة مجالات، هي: التعليم والتوعية، لجميع المواطنين والمقيمين، مع التركيز بصفةٍ خاصة، على الأسرة والشباب، بالإضافة إلى العمل المثمر، مع كافة مؤسسات المجتمع، وتوفير كافة الفرص، أمام جميع السكان، للإسهام الناجح، في مسيرة المجتمع والعالم، دونما تشدد أو تعصب، أو تفرقة أو تمييز".

 

وتابع: "للوزارة كذلك، دور مهم، في إنتاج المعارف، ونشرها، حول التسامح في الإمارات، بالإضافة إلى اقتراح القوانين والتشريعات، وتنظيم الأنشطة والفعاليات، التي تجسد مفاهيم التسامح والأخوة الإنسانية، وإنشاء المؤشرات التي تقيس مدى تحقق التسامح في الدولة، للوزارة أيضًا، دور مهم، في نشر ثقافة التسامح والأخوة في العالم– نحن شريك أساسي، في كافة الاتفاقيات، والمعاهدات الدولية، التي ترتبط بحقوق الإنسان، ونبذ العنف والكراهية، وتحقيق السلام والوفاق، في العالم – وهنا أشير على سبيل المثال، إلى أن الوزارة، قد أطلقت هذا العام، مبادرة مهمة، لتأسيس "التحالف العالمي للتسامح"، الذي سوف يسهم بعون الله، في نشر قيم التعايش والمحبة والسلام، في كل مكان".

 

ومضى قائلا: "إننا في الإمارات، إنما نعتز كثيرًا، بما نحظى به من تقاليد عريقة، وقيم أصيلة، أعانتنا على تحقيق التواصل والتفاعل، بين جميع سكان الدولة، وبيننا وبين جميع شعوب العالم، وهو ما جعلنا، نحن أبناء وبنات الإمارات، مواطنين عالميين بكل المقاييس – وقد يهمكم أن تعلموا، إن هذا النموذج الناجح والفريد، في التعايش والأخوة، قد نشأ مع بداية مسيرة الدولة، منذ خمسين عامًا، بفضل قائد حكيم وشجاع، هو مؤسس دولتنا، المغفور له، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه – لقد أدرك هذا القائد العظيم، أهمية التعليم في تشكيل مستقبل الدولة، وركز على تمكين المرأة، وتأكيد إسهاماتها في كافة مناحي الحياة، وسعى بكل جهد، إلى توفير الحياة الكريمة، للجميع".

 

وتابع: "نحمد الله كثيرًا، أن هذه القيم والمبادئ، التي أرساها الوالد الشيخ زايد، في ربوع الإمارات، لازالت هي الأساس المتين، لجعل هذه الدولة، نموذجًا وقدوة، في التعايش السلمي، والتعددية الخلاقة – نحن ولله الحمد، دولة تحمي حقوق الإنسان، وتؤكد على سيادة القانون واستقلال القضاء، وتسعى إلى ضمان اندماج الجميع، في مسيرة الدولة، دونما تهميش أو إقصاء – نحن دولة، تحترم كرامة الفرد، وتوفر للجميع، العدالة والحرية والمساواة، وفرص الإسهام الكامل، في حياة المجتمع – وهنا أشير بصفةٍ خاصة، وبكل فخر واعتزاز، إلى أن ذلك كله، قد انعكس في وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، التي صدرت خلال الزيارة التاريخية للإمارات، في عام 2019، لقداسة البابا فرانسيس، وفضيلة الإمام الأكبر، الشيخ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وهي الزيارة التي دعا إليها، ورعاها بحكمةٍ وفكرٍ مستنير، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تأكيدًا منه، على أننا في الإمارات، نحترم كل الأديان والمعتقدات، ونعمل بكل جد، على تطوير العلاقات الإيجابية، مع أصحاب الحضارات والثقافات المختلفة، ونسعى باستمرار، إلى تحقيق التواصل والتعارف والمحبة بين الناس، كل الناس".

وأشار إلى أن "هذه الوثيقة التاريخية، التي تمثل رسالة سلام ومحبة، من الإمارات إلى العالم، إنما تؤكد على أن التسامح والأخوة الإنسانية، بما يتضمناه من تعارف، وحوار، وعمل مشترك بين الجميع، يؤديان دونما شك، إلى نشر التعاون، والتفاهم، والاحترام المتبادل، بين الأمم والشعوب – التسامح والأخوة الإنسانية، يؤديان إلى العمل المشترك، من أجل تحقيق الحكم الرشيد، ومن أجل نجاح التنمية البشرية، وتوفير الفرص الكاملة، أمام الجميع، للإسهام في مسيرة العالم، يسهمان في دعم القدرة على حماية البيئة، وفي تحقيق التنمية المستدامة في كل مكان، يساعدان على حل الخلافات، والتخلص من الصراعات، ومكافحة التطرف والتشدد والإرهاب".

 

واختتم كلمته قائلا: "إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وانطلاقًا من تجربتنا الناجحة، في مجال التسامح والتعايش، حريصون كل الحرص، على التعاون التام، مع كافة الدول والمنظمات – نحن على استعداد كامل، لعرض تجربتنا أمام الآخرين، كما أننا حريصون في الوقت نفسه، على التعرف على التجارب الناجحة في كافة بقاع العالم – وهنا، أشير بصفةٍ خاصة، إلى إكسبو 2020 دبي، الذي آمل أن تتاح أمامكم، فرصة زيارته، والتعرف على أنشطته وفعالياته – إن هذا الحدث العالمي، المهم، إنما يوفر فرصًا واسعة، لمكافحة الجهل بالآخر، والتخلص من الصور النمطية عنه، والسعي إلى أن يعتاد الجميع، على تبادل الأفكار والمبادرات، والعمل على تحقيق مستقبل للبشر، يقوم على المعارف والعلوم والتقنيات، ويحتفي بالإبداع والابتكار، ويتسم بالسلام والوفاق والاحترام المتبادل، بين الجميع".

 

ويعد اجتماع الجمعية العامة السادس عشر لبرلمان البحر الأبيض المتوسط في دبي سابقة هي الأولى التي ينعقد فيها هذا الاجتماع في دولة برلمانها عضو منتسب في برلمان البحر المتوسط.