التضحية بحماس.. ماذا قدم أردوغان لإسرائيل لإنجاح التطبيع؟

أردوغان
أردوغان

يبدو أن زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا، ستحمل معها تأثيرات سلبية على قادة الحركة الفلسطينية "حماس"، وذلك من أجل رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إتمام ملف التطبيع مع الكيان الصهيوني.

و يتوجّه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الأربعاء إلى تركيا، وذلك بعد أكثر من عقد على تصدّع العلاقات الدبلوماسية بين الدولة العبرية وتركيا ذات الأغلبية المسلمة والتي تطرح نفسها على الساحة الدولية مؤيّدًا قويًا للقضية الفلسطينية.

وتصدّعت العلاقات بين تركيا وإسرائيل في 2010 إثر مقتل عشرة مدنيين أتراك في غارة إسرائيلية على أسطول سفن مساعدات كان يحاول الوصول إلى غزة وكسر الحصار الذي فرضته يومهات على القطاع الدولة العبرية.

وأبرم البلدان اتفاق مصالحة في العام 2016 شهد عودة سفيريهما لكنّ هذه المصالحة ما لبثت أن انهارت بعد عامين عندما استدعت تركيا سفيرها احتجاجًا على استخدام القوات الإسرائيلية العنف لقمع احتجاجات فلسطينية أطلق عليها اسم "مسيرات العودة".

واستمرّت تلك الاحتجاجات سنة ونصف السنة وكانت تجري كلّ يوم جمعة على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة والدولة العبرية للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي وتثبيت "حقّ العودة" للفلسطينيين الذين هجّروا من بلداتهم وقراهم لدى إنشاء دولة إسرائيل عام 1948.

ولكن يبدو أن تركيا تخلت عن هذا الموقف المؤيد لفلسطين من أجل التطبيع، حيث يقول مراقبون أن أول القرارات التي تثبت ما اتخذته تركيا ضد حركة حماس حيث أن جميع أرصدة قيادات حركة حماس في البنوك التركية، التي تسيطر عليها الحكومة، ستجمد وستمنع أي تحويل خارجي لها، كما سيتم التحفظ على عقارات وممتلكات حركة حماس في تركيا.

وأَضاف المراقبون: "خير دليل على ذلك ما صرح به وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في وقت سابق، بأنه في حال قامت تركيا بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل فإن "تركيا لن تغير سياستها تجاه الفلسطينيين ولن تدير ظهرها لهم".

كما قالت تقارير إن أنقرة أبلغت "حماس" بأن "أصحاب المناصب العسكرية في حركة حماس لن يمكثوا في تركيا، وأنها لن توفر مساعدات عسكرية للحركة، وذلك ضمن الشروط التي وضعتها إسرائيل من أجل التطبيع مع تركيا.

وأضافت التقارير: "تل أبيب لطالما أرادت طرد عناصر حماس من تركيا، وخاصة الأسرى الذين أفرجت عنهم تل أبيب في صفقة جلعاد شاليط عام 2011، وأسفرت صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي احتجزته حركة حماس لخمس سنوات، عن إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا، تم ترحيل عدد منهم إلى دول عربية وغربية بينها تركيا التي استقبلت عشرة بينهم تسعة من حماس وأسيرة من حركة فتح".