أزمة ليبيا تعود للواجهة.. صعوبات أمام تسلم باشاغا مقاليد الحكومة في طرابلس

فتحي باشاغا
فتحي باشاغا

يبدو أن الأزمة الليبية ستعود مجددًا إلى تصدر المشهد السياسي العربي، في ظل صعوبات أمام حكومة فتحي باشاغا والتي حازت على ثقة مجلس النواب الليبي في تولي مقاليد السلطة في العاصمة الليبية طرابلس، في ظل رغبة من رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة في البقاء في السلطة ورفض تسليم مقرات الوزرات للحكومة الجديدة، ما يبشر بأزمة تتعلق بصراع على السلطة في ليبيا.

وعلى الرغم من أن هناك ترتيبات تجرى لمباشرة هذه الحكومة مهامها من طرابلس، إلا أنه لم يتم تحديد موعد وتاريخ تحولها للعاصمة، لتحل مكان حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي لا زال متمسكا بعدم التسليم.

مجلس النواب الليبي 

ويأتي ذلك وسط أنباء عن حشود عسكرية لبعض التشكيلات المسلحة الموالية لحكومة الوحدة، لعرقلة استقبال باشاغا، كما تقول بعض المصادر الإعلامية.

وأفادت مصادر إعلامية أن كتيبة "النواصي" قد أعلنت حالة الطوارئ على خلفية أنباء عن قدوم رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا قريبا إلى طرابلس، وانتشرت أمام مقر الكتيبة أليات عسكرية تابعة لها للتوجه لمطار معيتيقة لمنع طائرة باشاغا من الهبوط.

هذا التحرك الرافض لتسلم باشاغا وإدارته للحكومة من طرابلس، يأتي في إطار الرفض لتصريحات باشاغا التي أكد فيها عزمه اتخاذ تدابير وخطوات عملية لدخول طرابلس بقوة القانون كما صرح بذلك.

ويبدو أن طرابلس ستشهد فصلا جديدا من معارك الصراع على السلطة بوجود حكومتين، هما الجديدة برئاسة باشاغا، والوحدة الوطنية التي يرأسها الدبيبة.

وعقب أداء اليمين الدستورية طالب باشاغا مختلف الأجهزة العاملة في البلاد بعدم الاعتداد بأي قرارات صادرة عن حكومة الدبيبة منتهية الولاية كما يعتبرها باشاغا.

عبد الحميد الدبيبة 

وفي السياق ذاته، أعلن وزير الدفاع في حكومة باشاغا، أحميد حومة، عزم الحكومة الانتقال لطرابلس من دون عنف.

ومن جانبه، أكد رئيس أركان القوات الموالية للدبيبة، محمد الحداد، أنه يراقب تطورات المشهد السياسي في البلاد، وقال "لن نتدخل في السياسة لكن إذا لم تلب حقوقنا سننتزعها نزعا، ولن نسمح بتقسيم المؤسسة العسكرية".

وأدى وزير الصحة في حكومة باشاغا عثمان عبد الجليل، يوم السبت، اليمين القانونية أمام رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بمكتبه في مدينة القبه، عقب تعذر وصوله لجلسة الخميس الماضي.

وأرجع عبد الجليل في كلمته تعذر حضوره جلسة أداء اليمين للاعتداء المسلح الذي تعرض له موكبه رفقة وزراء آخرين أثناء تنقلهم برا لمدينة طبرق مما نتج عنه احتجاز ثلاثة وزراء في الحكومة الليبية قبل أن يتم الإفراج عنهم في وقت لاحق.

وأضاف عبد الجليل أن الحكومة ستباشر مهامها من طرابلس في أسرع وقت ممكن، وتعهد بتنفيذ كل الإصلاحات للقضاء على الفساد المستشري في الدولة، ورفع مستوى القطاع الصحي خلال فترة وجيزة.

وعلّق باشاغا على التطورات الجارية بالقول "أبلغت السفير الأميركي الحرص على استلام مهامي بشكل سلس وفقا للقانون ومباشرة مهام العمل من طرابلس، إضافة إلى الالتزام بتهيئة كافة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.