إرشادات جديدة تشرح بالتفصيل ما قد يشعر به الناس حال تعرضهم لنوبة قلبية

متن نيوز

قدمت حديثا إرشادات جديدة تشرح بالتفصيل ما قد يشعر به الناس حال تعرضهم لنوبة قلبية، وكذلك التفسيرات الأخرى المحتملة للشعور بآلام في الصدر.

 

وبحسب "الشرق الأوسط" إذا راودتك الشكوك في أنك تعاني من نوبة قلبية، عليك ألا تتردد إزاء الاتصال برقم الطوارئ. بوجه عام، عندما يتعلق الأمر بمجابهة حدث قد يشكل تهديدًا للحياة، فإنه ينبغي الالتزام هنا بتوخي الحذر قدر الإمكان، تجنبًا للشعور بالندم لاحقًا.

 

ومع ذلك، فإن الكلمتين اللتين غالبًا ما تستخدمان في وصف أعراض النوبة القلبية وهما «ألم الصدر» ينطويان على إشكالية كبيرة.

 

وقال الدكتور رون بلانكشتاين، طبيب القلب في مستشفى بريغهام آند ويمينز التابع لجامعة هارفارد وأستاذ الطب والأشعة في كلية الطب بجامعة هارفارد: «لا يستخدم الناس دائمًا كلمة الألم عند وصف أعراض النوبة القلبية لديهم». وأضاف أنه علاوة على ذلك، لا تقتصر أعراض النوبة القلبية على الصدر.

 

في الوقت الحالي، يهدف أول الإرشادات التوجيهية من نوعها على الإطلاق لتقييم وتشخيص ألم الصدر إلى توضيح الأمور من خلال توثيق أعراض النوبة القلبية المحتملة. وأفاد الدكتور بلانكشتاين، الذي كان من بين الأطباء الـ22 الذين عكفوا على صياغة الإرشادات التوجيهية، بأن: «بدلًا عن الشعور بالألم، غالبًا ما يستخدم الناس كلمات مثل ضغط pressure أو ضيق tightness أو عَصْر squeezing، أو ثقل heaviness. ويمكن أن يمتد هذا الشعور كذلك إلى الكتفين أو الذراعين أو الظهر أو العنق أو الجزء العلوي من البطن أو الفك.

 

وقدم التقرير، الذي حوى الإرشادات وجرى نشره أواخر العام الماضي، خريطة طريق لمساعدة الأطباء على تقييم آلام الصدر باستخدام انتقائي لأحدث الاختبارات المتاحة.

 

ويعتبر ألم الصدر أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الناس يلتمسون الرعاية في غرف الطوارئ، والعديد من هؤلاء الأشخاص من النساء في سن 65 عامًا أو أكبر. ومع ذلك، تكشف الدراسات أن النساء اللواتي يعانين من انخفاض تدفق الدم إلى القلب أقل عرضة لتلقي الرعاية المناسبة في الوقت المناسب. وفي كل من الرجال والنساء، تتمثل أكثر أعراض النوبة القلبية شيوعًا في الشعور بعدم راحة في منطقة الصدر.

 

ومع ذلك، تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بأعراض أخرى مرتبطة بالنوبات القلبية، من بينها الغثيان nausea وضيق التنفس shortness of breath. من الناحية التقليدية، غالبًا ما يشير الأطباء إلى هذه الأعراض باعتبارها «غير نمطية atypical» ـ وهو مصطلح لا تحبذه الإرشادات الجديدة الآن، وذلك لأنه يمكن أن يساء فهمه باعتباره يعني أنها أعراض أقل أهمية أو غير مؤذية.

 

وبدلًا عن ذلك، يجب على الأطباء استخدام مصطلحات تشير إلى الأعراض باعتبارها ذات صلة بالقلب، أو من المحتمل أن يكون لها صلة بالقلب أو ليس لها صلة بالقلب.

 

يحدث الألم القلبي أو المرتبط بالقلب عادة بسبب تدفق الدم المحدود إلى الشرايين التي تغذي القلب، الأمر الذي قد يتسبب في نوبات عرضية من الشعور بعدم ارتياح في منطقة الصدر، والذي يظهر عادة أثناء المجهود البدني أو الإجهاد، والمعروف باسم الذبحة الصدرية المستقرة. وإذا اشتدت هذه الأعراض واستمرت لأكثر عن 10 دقائق، فقد تكون نوبة قلبية.

 

إضافة لذلك، يمكن أن ينشأ ألم الصدر كذلك عن حالات أخرى تؤثر على القلب أو الأعضاء المجاورة (انظر «الحالات التي قد تشبه النوبة القلبية»). والحقيقة أن أكثر عن نصف الأشخاص الذين يعانون من شعور بعدم الارتياح في الصدر ويجري تشخيصهم في النهاية باعتبار أن ثمة سببا لا علاقة له بالقلب وراء الأعراض التي يشعرون بها. ومع ذلك، على المرء تجنب ممارسة التشخيص الذاتي للأعراض التي يعانيها ـ وإنما يتعين عليه دومًا استشارة طبيب، حسبما ينصح الدكتور بلانكشتاين.

 

ما هي الحالات التي قد تحاكي النوبة القلبية؟ قد ينشأ الشعور بعدم الارتياح أو الألم بالقرب من منتصف الصدر عن مشكلات لا علاقة لها بإمداد القلب بالدم.

 

وتتمثل واحدة من هذه المشكلات في التهاب غشاء التامور(الكيس الليفي المحيط بالقلب) pericarditis، والذي ينتج في الغالب عن عدوى فيروسية ويسبب تورمًا وتهيجًا في الغشاء مزدوج الطبقات المحيط بالقلب. وعادة ما يكون الألم حادًا ويزداد سوءا عند الشهيق والاستلقاء.

 

ومع ذلك، تبقى الأسباب الأكثر شيوعًا، والتي لا تتعلق بالقلب على الإطلاق ما يلي:

* ارتجاع الحمض Acid reflux. يُعرف كذلك باسم حرقة الفؤاد أو حموضة المدة heartburn، ويحدث حال ارتداد الحمض عند تهيج السوائل من المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي يربط الحلق بالمعدة. في كثير من الأحيان، يحدث

 

هذا بعد تناول وجبة ثقيلة أو حارة الطعم. ويبدأ الألم خلف عظم القص مباشرة ويتحرك إلى أعلى الحلق، وقد يتفاقم عند الاستلقاء أو الانحناء. ومن بين الأعراض الأخرى الطعم المر أو الحامض في مؤخرة الحلق.

 

* مشكلات العضلات أو المفاصل Muscle or joint issues قد تسبب العضلة المتمددة أو الممزقة ألمًا شديدًا في الصدر. ويمكن أن يحدث هذا إذا قمت بالكثير من عمليات الدفع push - ups، أو يعرف بتمارين البنش، أو تمارين مماثلة ـ خاصة إذا كنت لا تتمتع بلياقة بدنية عالية. ويمكن أن يؤدي السقوط كذلك إلى إصابة عضلة في الصدر أو الجزء العلوي من الجسم. وتنتج حالة أقل شيوعًا، التهاب الغضروف الضلعي costochondritis، عن التهاب الغضروف بين الضلوع وعظم الصدر. أما السبب الأساسي وراء هذا الأمر فيبقى لغزًا في الغالب، ويمكن أن يسبب ألمًا حادًا أو مؤلمًا في الصدر يتفاقم عندما تأخذ نفسًا عميقًا أو تسعل.

 

* مشكلات الرئة. يمكن أن يؤثر الالتهاب كذلك على الأغشية التي تفصل الرئة عن جدار الصدر، ما يؤدي إلى التهاب الجنبة pleuritis. وينتج ذلك عن مجموعة متنوعة من الحالات الأساسية، بما في ذلك الالتهابات وحدوث كسور في الأضلاع. ويؤدي التهاب الجنبة إلى ألم في الصدر عندما تتنفس، ويتوقف الشعور بالألم لدى حبس الأنفاس. ويمكن كذلك أن تسبب العدوى داخل الرئتين، مثل الالتهاب الرئوي، ألمًا قد يظنه البعض عن طريق الخطأ، نوبة قلبية.