في ظل العقوبات المستمرة.. هل تدفع روسيا مبكرًا ثمن الحرب التي تشنها على أوكرانيا؟

متن نيوز

بمجرد  بدء روسيا عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية الخميس الماضي بعد 3 أيام من اعترافها باستقلال منطقتي "دونيتسك" و"لوهانسك" شرقي أوكرانيا، ورغم تحذيرات دولية من ردود فعل قوية حال الإقدام على هذه الخطوة.

هذا وقد أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أن وزراء الخارجية الأوروبيين توافقوا على وقف التعامل مع المصرف المركزي الروسي.

 

وقال وزير الخارجية جوزيب بوريل، إن ذلك تم بالتنسيق مع الدول الأعضاء في مجموعة السبع.


وأوضح بوريل أن "أكثر من نصف احتياطات المصرف المركزي ستتعطل، لأنها موضوعة في مؤسسات بدول مجموعة السبع".

ولفت إلى أن الاتفاق السياسي بين الوزراء يشكل تمهيدا لتبن رسمي للإجراء قبل أن تفتح الأسواق غدا الإثنين.


وأعلن الحلفاء الغربيون عقوبات جديدة شاملة على روسيا، تضمنت حرمان بنوكها الرئيسية من الاستفادة من نظام سويفت المالي العالمي.

 

والخطوة أشادت بها أوكرانيا اليوم الأحد، في وقت تتصدى فيه قواتها للقوات الروسية التي تتقدم صوب العاصمة كييف.


وقالت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون أيضا إنهم سيفرضون قيودا على البنك المركزي الروسي، للحد من قدرته على دعم الروبل وتمويل جهوده الحربية.

 

وقال الحلفاء الغربيون في تصعيد لردهم العقابي "عازمون على الاستمرار في فرض تكلفة باهظة على روسيا من شأنها أن تزيد من عزلة روسيا عن النظام المالي الدولي واقتصاداتنا".

 

وجاء في بيان مشترك للولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وبريطانيا والمفوضية الأوروبية "سننفذ هذه الإجراءات خلال الأيام المقبلة".

 

وقال الحلفاء إنهم ملتزمون "بضمان استبعاد بعض البنوك الروسية من نظام سويفت للمراسلات".

 

◄ شركة "روسنفت" الروسية


كما دفعت شركة "روسنفت" الروسية العملاقة مبكرا ثمن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.

وأعلنت مجموعة "بي بي" النفطية البريطانية الأحد انسحابها من رأس مال شركة "روسنيفت" الروسية العملاقة والبالغة حصتها فيها 19،75 %على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.


وقال برنارد لوني الرئيس التنفيذي لبي.بي، الذي سيتنحى عن موقعه في مجلس إدارة روسنفت، في بيان إن الحرب تسببت في دفعنا لإعادة النظر في موقف بي.بي مع روسنفت".


ويشكل القرار نهاية مفاجئة ومكلفة لثلاثين عاما من العمل في الدولة الغنية بالنفط.


ولم تكشف بي.بي كيف تعتزم التخارج من حصتها التي قالت إنها سينتج عنها تكلفة تصل إلى 25 مليار دولار بنهاية الربع الأول. وتشارك روسنفت بنحو نصف احتياطات بي.بي من النفط والغاز ونحو ثلث الإنتاج.

 

وينكشف جزء من أعمال بعض شركات الطاقة العالمية على الاقتصاد الروسي، أبرزها شركة "شل" التي لديها 27.5% من مشروع الغاز "سخالين 2" المملوك لشركة غاز بروم.


وتعمل شركة إكسون موبيل منذ 25 عامًا في روسيا مع شركات تابعة لروسنفت.

 

فيما تمتلك شركة غلينكور 11% في شركة "أي أن بلس" للطاقة الروسي، وأيضًا شركات التجزئة مثل فيتول وترافيغورا وغنفور لديها أعمال ضخمة في روسيا.

 

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، اليوم الأحد إن بلاده ستنضم إلى حلفاء غربيين آخرين في منع بعض البنوك الروسية من استخدام نظام سويفت الدولي للدفع.


كما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن بناء سريع لمحطتين للغاز المسال في ألمانيا، وذلك على خلفية الصراع الروسي الأوكراني.

 

وذكر شولتس في بيان للحكومة بالجلسة الخاصة بالبرلمان الألماني "بوندستاج"، أن موقعي هاتين المحطتين ستكونان في مدينتي برونسبوتل وفيلهلمسهافن بشمال ألمانيا، وأضاف المستشار الألماني أنه من المقرر أيضا بناء احتياطي من الفحم والغاز.


وتابع شولتس: "صحيح أن هناك كثيرا من المحطات للغاز المسال في الاتحاد الأوروبي الذي يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية أو قطر، لكن ليس هناك أي محطة في ألمانيا".

 

يشار إلى أنه كان هناك خطط ترمي لذلك منذ وقت طويل، ولكن قطاع الغاز كان يشكو دائما من عدم كفاية الشروط الإطارية للاستثمارات.


وتابع شولتس قائلا إن إتباع "سياسة طاقة مسؤولة وواعدة يعد أمرًا حاسما، ليس فقط لاقتصادنا ومناخنا، ولكنها ضرورية أيضًا للأمن الألماني".

 

وأكد المستشار الألماني أنه كلما تم المضي قدما في توسيع نطاق الطاقة المتجددة بشكل أسرع في ألمانيا، كان ذلك أفضل أيضا.