هيئات إماراتية ودولية تطلق حملة توعوية تحت شعار "الغذاء من أجل الحياة"

متن نيوز

أطلقت هيئات إماراتية ودولية، في إكسبو 2020 دبي، حملة توعوية تحت شعار "الغذاء من أجل الحياة"، وذلك ضمن فعاليات قمة مستقبل الغذاء.

 

وشارك في إطلاق الحملة، وزارة التغير المناخي والبيئة ووزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات، وجمعية الإمارات للطبيعة ومع الصندوق العالمي للطبيعة ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).

 

وتأتي هذه الحملة ضمن الاحتفال بنهاية أسبوع الغذاء والزراعة، وذلك في قاعة دبي للمعارض داخل إكسبو 2020 دبي، حيث تقام فعاليات قمة مستقبل الغذاء في 23 و24 فبراير/ شباط 2022،

 

وتهدف الحملة إلى المساهمة في بناء مستقبل أفضل وصحي من خلال تثقيف الناس والتفاعل معهم حول تأثير اختياراتهم الغذائية على صحتهم وسلامة كوكب الأرض بالإضافة إلى تعزيز الأنماط الصحية والأنظمة الغذائية المستدامة وتعزيز فهم الأفراد لتأثير سلوكهم الصحي والتغذوي على الطبيعة.

 

وستقدم الحملة محتوى تفاعلي ومؤثرً وغني بالمعلومات من خلال أنشطة عملية مجتمعية يمكن المشاركة فيها من خلال المنصة الرقمية لحملة "الغذاء من أجل الحياة"، وهو ما سيسهم في تعزيز الأنظمة الغذائية الصحية والمستدامة.

 

 

كما تهدف الحملة إلى تعزيز مكانة الإمارات ضمن صناع التغيير في العالم بالإضافة إلى حشد الجهود المجتمعية لدعم هذا التوجه، لتكون الدولة في طليعة رواد التغيير من أجل إعادة تصور وتشكيل أنظمتنا الغذائية لضمان صحة الأفراد وسلامة كوكب الأرض.

 

وشهد إطلاق الحملة حضور ومشاركة مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة في الإمارات، والدكتور أمين حسين الأميري الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، وليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة بالإضافة إلى الدكتور دينو فرانسيسكوتي موتيس، المنسق الإقليمي الفرعي للفاو وممثل منظمة الأغذية والزراعة في دولة الإمارات، وعدد من كبار المسؤولين من الوزارتين.

 

وأظهرت دراسة أجريت مؤخرًا من قبل بعض الشركاء الرئيسيين في مبادرة "الغذاء من أجل الحياة"، ضرورة الحاجة إلى تثقيف وتوعية المجتمع بأهمية النظم الغذائية الصحية في الإمارات، حيث وجدت الدراسة أن أقل من 25٪ من سكان الإمارات يتناولون وجبات متوازنة ومتكاملة كل يوم. في حين أفاد أقل من ثلث المشاركين أن السعر يمثل مشكلة بالنسبة إليهم، بالإضافة إلى غيره من العوامل والتحديات مثل ثقافة الطعام في المنزل، وقلة الوقت وسهولة الحصول على طعام رخيص وملائم.

 

وتتضمن الحملة التي تمتد لشهرين عدة محطات بارزة بهدف تحسين الأنماط الغذائية الصحية، من خلال تبني استراتيجيات النظم الغذائية الصحية، كوسيلة لوقاية صحة المجتمع، والحفاظ على البيئة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

 

 

وانعقدت في مستهل حفل الإطلاق حلقة نقاش بعنوان "الغذاء من أجل الحياة"، تخللها عرض شعار الحملة وفيديو تعريفي عن أهداف الحملة. كما تم تنظيم جولة لكبار الشخصيات في "سوق المزارعين" مع عروض الطهي والتذوق التي يقدمها الطهاة، وزيارة المندوبين الآخرين سوق المزارعين والمشاركة في اختبارات التذوق. بالإضافة إلى ورشة عمل خاصة بالشباب، لتشجيعهم على البدء في تحسين خياراتهم الغذائية، وتمكينهم من دفع عجلة التغيير في مجتمعاتهم.

 

ومن أهم محطات الحملة؛ قمة مستقبل الغذاء، 23-24 فبراير/ شباط، وهي الحدث العالمي الذي يستضيف ويدعم ويمهد الطريق للابتكارات والحلول الغذائية، حيث تناولت القمة سبل تحسين سلامة الغذاء وسلسلة القيمة الغذائية والزراعية، بمشاركة وفود دولية وقادة المنظمات غير الحكومية ومبدعي التكنولوجيا الزراعية والعلماء والمخترعين والأكاديميين من جميع أنحاء العالم لضمان مستقبل آمن للغذاء للجميع

 

 

 

 والمحطة الثانية هي مهرجان دبي للمأكولات من 3 - 19 مارس/ آذار المقبل، المهرجان السنوي الغني بالفعاليات والأنشطة المتعلقة بالطعام من قبل مشاهير الطهي، والتركيز على المأكولات النباتية والغذاء الصحي. بينما المحطة الثالثة هي ساعة الأرض في 26 مارس/ آذار حيث تتضامن الأفراد والمؤسسات من جميع أنحاء العالم مع الكوكب، مع دعوة أوسع للعمل على تشكيل مستقبل جديد، مع اتخاذ خطوات فردية نحو العيش بشكل مستدام وحث الشركات والحكومات على المساعدة في بناء مستقبل إيجابي للطبيعة خالٍ من الكربون.

 

وستقام طوال فترة الحملة فعاليات مجتمعية مستمرة بالتعاون مع المزارع المحلية والجمعيات الخاصة بتقليص الهدر من الطعام.

 

وتشجع الحملة جميع المواطنين والمقيمين في الإمارات على زيارة المنصة الرقمية الخاصة بالحملة للحصول على تفاصيل أكثر حول كيفية المشاركة.

 

ألقت مريم بنت محمد المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة كلمة الافتتاح الرئيسية، وقالت فيها: "تسلط حملة الغذاء من أجل الحياة الضوء على أهمية الغذاء في حياتنا، والعلاقة بين أنظمة التغذية الصحية والغذاء المستدام، فالغذاء الذي نستهلكه لا يقتصر تأثيره على صحتنا ولكن يمتد إلى عافية الكوكب، فالنظام الغذائي العالمي هو المساهم الأكبر بفقدان التنوع البيولوجي، وزوال الغابات، والجفاف، وتلوث المياه العذبة، وتداعي الحياة المائية، كما أنه ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري بعد صناعة الطاقة، والأمر يعتمد علينا لمعالجة هذا التحدي".

 

بدوره أكد عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات، التزام الوزارة مع شركائها الاستراتيجيين التزامًا راسخًا بتعزيز صحة المجتمع، وتوفير مقومات الرعاية الصحية وفق أفضل الممارسات العالمية ووقاية المجتمع من الأمراض المزمنة، من خلال توسيع نطاق مبادرات التغذية لمستقبل أكثر صحة واستدامة، انطلاقا من توجيهات ورؤية حكومة الإمارات لتطوير القطاع الصحي، وتوافقًا مع السياسات والاستراتيجيات الدولية والإقليمية لتعزيز الصحة والتثقيف في مجال التغذية. إضافة إلى تحديث الأدلة الإرشادية الوطنية التغذوية، وتطوير أساليب عمل التغذية لكافة شرائح المجتمع، وتحديث الأطر التشريعية التي تعزز وتدعم الأغذية الصحية".

وأشار العويس إلى أهمية الشراكة مع وزارة التغير المناخي والبيئة، وجمعية الإمارات للطبيعة والصندوق العالمي للطبيعة ومنظمة الأغذية والزراعة، في نجاح حملة "الغذاء من أجل الحياة"، التي تدعم التوجهات الحكومية المتكاملة لرسم خارطة طريق متكاملة لتطوير منظومة العمل الصحي الغذائي بطرق مستدامة، ووضع الحلول الجذرية للتحديات الصحية التغذوية، بما يسهم بتحسين الحالة الصحية للمجتمع بجميع المراحل العمرية. وذلك في إطار ترسيخ مكانة دولة الإمارات بناء على توجيهات القيادة الحكيمة لتغدو أحد صناع التغيير في العالم في إعادة تشكيل النظام الصحي الغذائي وريادة مساراته.

 

ولفت إلى التأثير الفاعل لخطط الوزارة في تطوير نتائج المؤشرات الوطنية الصحية وتخفيض السمنة عند الأطفال واليافعين، لترسيخ الجانب الوقائي وتخفيض معدل الأمراض المتعلقة بنمط الحياة، مع التركيز على تعزيز وتحسين البيانات عن علاقة التغذية بالأمراض، لوضع وتطوير سياسات فعالة وأطر رصد وتقييم، من أجل مجتمع يتمتع بمستوى متقدم من الصحة المستدامة. وذلك في إطار جهود الدولة لتحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بتعزيز التركيز على التغذية في نطاق الخدمات الصحية بحلول عام 2025 وأهداف التنمية المستدامة الموازية لها بحلول عام 2030".

 

من جانبه، أشار الدكتور سالم الدرمكي مستشار وزير الصحة ووقاية المجتمع، إلى أن الأمن الصحي والغذائي يمثل أحد أهم الركائز الاستراتيجية لتعزيز التنمية المستدامة، ولذلك تأتي أهمية حملة "الغذاء من أجل الحياة" في دعم خطط وبرامج الوزارة لتعزيز ثقافة متكاملة لضمان مستقبل الغذاء المستدام، وتقليل مخاطر الأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي، في سبيل تحقيق النمو والتطور الأمثل لجميع الأفراد، ودعم الأداء الوظيفي والرفاهية البدنية والعقلية والاجتماعية في جميع مراحل الحياة للأجيال الحالية والمستقبلية.

 

ولفت الدكتور الدرمكي إلى تكامل الرؤية والأهداف مع الشركاء في الحملة، لتسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الغذاء في صحة المجتمع، والترابط بين الأنماط الصحية وأنظمة الغذاء المستدامة. وضرورة تطوير العادات الغذائية الصحية، لتحسين أنماط الحياة، والصحة، والتغذية، والبيئة. وخلق فهم أفضل للغذاء والطبيعة للأجيال القادمة.

 

من جانبها، أشارت ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، إلى أن حملة الغذاء من أجل الحياة ستسهم في تشجيع كافة أطياف المجتمع الإماراتي على تغيير سلوكياته وتبني أنظمة غذائية صحية تسهم في بناء مستقبل أكثر صحي ومستدام يأخذ بعين الاعتبار ضمان السلامة البيئة والصحة البشرية، مؤكدة أن إصلاح الأنظمة الغذائية يبدأ من خلال التعاون المجتمعي والعمل يدًا بيد بدءًا من المنتج وانتهاءً بالمستهلك النهائي حيث يمكننا جميعًا اتخاذ خيارات غذائية صحية أفضل تزيد من الطلب على المنتجات المصنعة من مصادر المستدامة، واختتمت حديثها قائلة أن هذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا افرادًا ومؤسسات.

 

الوعي الغذائي الصحي

وسلط الدكتور دينو فرانسيسكوتي، المنسق الإقليمي الفرعي لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن وممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" في الإمارات، الضوء على "أهمية النظم الغذائية الصحية لتحقيق النمو والتنمية الأمثل لجميع الأفراد والبيئة.

 

وأكد أن الوعي والتثقيف حول النظم الغذائية والأنظمة الغذائية الصحية ضروريان لمواجهة التحديات العالمية والإقليمية والمحلية، وتعزيز فهم الروابط بين الغذاء والنظام الغذائي والصحة والكوكب "

 

وقال الدكتور فرانسيسكوتي: " تحتاج النظم الغذائية الحالية إلى التغيير والإصلاح، حيث تلعب النظم الغذائية الصحية دورًا مهمًا في خططنا المستقبلية للاستدامة، ولذلك يجب التركيز على تعزيز أنظمة غذائية شاملة وفعالة ومرنة ومستدامة، وخاص في عالم ما بعد COVID-19.

 

وأضاف: "يجب أن تتغير الطريقة التي تتم بها الزراعة والتعامل مع الغذاء وتوزيعه وإعداده واستهلاكه وحتى إهداره، لضمان أن تصبح الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية للأغذية، مصدرًا أساسيًا للأجيال الحالية والمستقبلية على المستوى الوطني وفي أنظمة الغذاء العالمية.

 

وتأتي هذه الحملة في إطار التزام دولة الإمارات بدعم الجهود الدولية لتعزيز الأمن الغذائي بوصفه جزءًا محوريًا لتحقيق الرفاه لشعوب العالم، وضرورة ملحّة لضمان مواصلة عمل القطاعات الحيوية حول العالم وتلبية المتطلبات التنموية في كافة المجالات.

 

وتعزز الحملة مساهمة دولة الإمارات في تقديم حلول عالمية مستدامة تسهم في تحسين حياة الإنسان في كل مكان، وترسخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي رائد للأمن الغذائي القائم على الابتكار والمعرفة.