السفير الأوكراني في ألمانيا: فرض العقوبات على موسكو خطوة متأخرة

بوتين
بوتين

أبدى السفير الأوكراني في ألمانيا، أندريه ميلنيك، اليوم الأربعاء، ترحيبًا بالعقوبات على روسيا، معربًا في المقابل عن خشيته من تأخرها.

 

وقال أندريه ميلنيك في تصريحات لمحطة "دويتشلاند فونك" الإذاعية الألمانية اليوم الأربعاء، إنه يقدر  الموقف الموحد في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والإجراءات التي اتخذت بالفعل، مثل تعليق خط أنابيب الغاز الألماني الروسي "نورد ستريم2"، مضيفًا "نرحب بكل هذا، اليوم فقط قد تكون جاءت متأخرة".

 

وبين ميلنك أن بعض العقوبات، إشارة جيدة، إلا أنه يرى أنه كان يجب اتخاذها فور الضم غير القانوني لشبه جزيرة القرم قبل 8أعوام، وقال: "اليوم بالطبع لها بعض التأثير، ولكن على الأرجح ليس لها تأثير حاد على تصميم بوتين على شن هذه الحرب. وعندما أقول حرب، فهذا يعني حرفيًا أنه يريد محو أوكرانيا من الخريطة"، مشيرًا إلى أن ليس أوكرانيا وحدها في خطر، ولكن العالم الحر بأسره.

 

وبعد التصعيد الأخير لموسكو، أطلق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على الفور عقوبات واسعة النطاق ضد روسيا. وتشمل عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة وضع 351 نائبًا في البرلمان الروسي، الذين صوتوا لصالح الاعتراف بجمهوريات لوغانسك ودونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، على قائمة العقوبات، إلى جانب 27 شخصًا ومنظمة أخرى.

 

 

 

بالإضافة إلى ذلك، سيُقيد وصول الدولة الروسية إلى الأسواق المالية للاتحاد الأوروبي وستقيد تجارة الاتحاد الأوروبي مع المناطق الانفصالية.

 

دعا مجلس الأمن الأوكراني، اليوم الأربعاء، إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد وسط مخاوف من غزو روسي وشيك، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.

 

وقال وزير الأمن والدفاع الوطني أوليكسي دانيلوف، بعد اجتماع هذه الهيئة: «ينبغي للبرلمان الأوكراني أن يصادق على هذا القرار في غضون 48 ساعة».

 

وصوّت البرلمان الأوكراني على الموافقة في القراءة الأولى على مشروع قانون يعطي الأوكرانيين الحق في حمل أسلحة نارية والتصرف دفاعًا عن أنفسهم، وفقًا لوكالة «رويترز» للأنباء، وقال واضعو مشروع القانون إنه ضروري بسبب التهديدات والمخاطر القائمة على مواطني أوكرانيا.

 

وظهرت واحدة من أسوأ الأزمات الأمنية في أوروبا بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا وأمر بنشر قواته هناك.

 

من جانبها، دعت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم، مواطنيها إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن خوفًا من تصعيد عسكري من موسكو.

 

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان: «توصي الوزارة المواطنين الأوكرانيين بعدم السفر إلى روسيا، وأولئك الموجودين هناك بالمغادرة فورًا».

 

وقال الجيش الأوكراني، اليوم، إن جنديًا قُتل وأُصيب ستة في قصف نفّذه انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية مع استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار بمستوى مرتفع، وفقًا لوكالة «رويترز» للأنباء.

 

وأضاف الجيش في صفحته على موقع «فيسبوك»، أنه رصد 96 واقعة قصف من انفصاليين في الساعات الأربع والعشرين الماضية مقارنةً مع 84 أمس (الثلاثاء)، وأشار إلى أن قوات الانفصاليين استخدمت المدفعية الثقيلة وقذائف المورتر ومنظومة «غراد» للصواريخ.

 

وتتهم أوكرانيا روسيا بارتكاب عنف استفزازي، قائلة إنها تستخدمه كذريعة للاعتراف رسميًا باستقلال شرق أوكرانيا وتحريك قواتها إلى داخل المنطقة، الأمر الذي تسبب في أزمة يخشى الغرب من أن تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة.

 

وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على روسيا تستهدف "دينها السيادي ونخبتها"، معترفا بأن هذه الإجراءات ستضرب كذلك اقتصاد الولايات المتحدة.

 

وقال بايدن، في كلمة ألقاها مساء أمس الثلاثاء: "على مدار الأشهر الأخيرة كنا نخوض تنسيقا وثيقا مع حلفائنا في الناتو وأوروبا والعالم كله تمهيدا للرد. حذرت الرئيس بوتين منذ أكثر من شهر بشكل مباشر مما سيحدث في حال اتخاذ روسيا إجراءات ضد أوكرانيا".

 

واعتبر بايدن أن روسيا "بلا شك اتخذت إجراءات ضد أوكرانيا من خلال اعترافها" باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، مضيفا: "لهذا السبب أعلن اليوم عن حزمة أولى من العقوبات على روسيا ردا على تصرفاتها. نتبنى هذه العقوبات بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا وسنقوم بتشديدها في حال إقدام روسيا على التصعيد".

 

وادعى بايدن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "أعطى أمس الاثنين أمرا بنشر قوات روسية في هاتين المنطقتين، واليوم ادعى أن لديهما أراض أوسع من تلك التي اعترف بها".

 

وتابع بايدن: "برأيي إنه خلق ذريعة للسيطرة على مزيد من الأراضي عن طريق القوة. إنها بداية لغزو أوكرانيا من قبل روسيا".

 

وأوضح الرئيس الأمريكي أن بلاده تفرض 4 مجموعات من الإجراءات التقييدية ستدخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء، مبينا أنها تشمل "عقوبات حظر كاملة" بحق مؤسسة "VEB" الروسية وبنكها العسكري، وتطبيق "عقوبات شاملة على الدين السيادي الروسي"، مضيفا: "ذلك يعني أننا نقطع الحكومة الروسية عن التمويل الغربي".

 

وتابع أن الإجراءات الجديدة ستستهدف "النخبة الروسية وأفراد عائلاتهم" واصفا هؤلاء الأشخاص بالجزء من "النظام الفاسد" في روسيا، كما أشار إلى أن المجموعة الرابعة من العقوبات ستكون موجهة ضد مشروع "السيل الشمالي 2" وسيتم تطبيقها بالتنسيق مع ألمانيا.

 

واعترف بايدن في الوقت ذاته أن العقوبات الأمريكية ستضرب كذلك اقتصاد بلاده، متعهدا باتخاذ إجراءات لحمايته خاصة في ظل ارتفاع محتمل لأسعار الطاقة.

 

وأضح: "ستستفيد إدارتي، بالتزامن مع تنفيذنا الإجراءات الجوابية، من كل فرصة في ترساناتنا لحماية قطاع الأعمال والمستهلكين الأمريكيين من ارتفاع الأسعار. كما قلت الأسبوع الماضي، حماية الحرية ستكلفنا ثمنا، علينا أن نكون صريحين. لكن مع القيام بذلك إنني عازم على اتخاذ خطوات حاسمة لتكون الأضرار من عقوباتنا موجهة إلى الاقتصاد الروسي وليس اقتصادنا".

 

وتابع أن الولايات المتحدة تحلل قضية الانقطاعات المحتملة في إمدادات موارد الطاقة عن كثب وتنفذ "خطة تنسيقية مع المستهلكين والمنتجين الأساسيين للنفط بهدف الاستثمار المشترك في ضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية".