الرئيس الكوميديان "زيلنيسكي".. هل يردع أحلام بوتين في أوكرانيا؟

زيلنيسكي وبوتين
زيلنيسكي وبوتين

يبدو أن طبيعة رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي الكوميدية غلبت على أحداث دولتهم خلال الساعات الأخيرة في ظل إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إستقلال مناطق في دولة الأول عن روسيا، ليقابل نظيره الأمر بطريقة غير جادة وحازمة.

 

فولوديمير أولكساندروفيتش زيلينسكي من مواليد 25 يناير 1978، هو رئیس جمهورية أوكرانيا بعد فوزه بإنتخابات الرئاسة الأوكرانية لعام 2019، وكان معروفا علي نطاق واسع كممثل كوميدي، ومخرج، ومنتج، وكاتب سيناريو، وهو المؤسس والمدير الفني لاستوديو "كفارتال-95".

 

واعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين، باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، في خطوة من شأنها أن تشعل نزاعًا كارثيًا مع حكومة كييف المدعومة من الغرب.

 

وفي خطاب حماسي متلفز استمر 65 دقيقة، وجّه بوتين سيلًا من الانتقادات لأوكرانيا، واصفًا إياها بالدولة الفاشلة، ومعتبرًا أنّها ليست إلا "دمية" في أيدي الغرب.

 

ولمّح بوتين أكثر من مرة إلى أنّ أوكرانيا هي تاريخيًا جزء من روسيا، متّهمًا سلطات كييف باضطهاد الناطقين بالروسية والتحضير لـ "حرب خاطفة" ضد منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.

 

وتقع دونيتسك ولوغانسك، الجمهوريتان الانفصاليتان المواليتان لروسيا التي اعترفت باستقلالهما الاثنين، في حوض دونباس الناطق بالروسية في شرق أوكرانيا، وقد أصبحتا منذ 2014 خارجتين عن سيطرة كييف.

 

ويبدو أن رئيس أوكرانيا سيكتفي بالدفاع عن دولته من خلال إنتظار مساعدة الغرب وهو وضح عندما قال إن العقوبات على روسيا يجب أن تتضمن إغلاقا كاملا لخط غاز نورد ستريم2، مشيرا إلى استعداد بلاده الكامل للجلوس على طاولة المفاوضات لبحث الأزمة وحلها عبر الحوار، مشددا: لن تكون هناك حرب ولكن سيكون تصعيدا واسع النطاق من الجانب الروسي.

 

وأضاف رئيس أوكرانيا خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الاستوني، اليوم الثلاثاء، بعض سفراء الدول يغادرون أوكرانيا، وبعض الزعماء يزورونها وهذا دعم كبير لنا في الوقت الراهن.مضيفا: " لا نخاف من أحد وسنتخذ خطوات عملية في مواجهة التصعيد الروسي".

 

وشدد على أن كييف "تتوقع خطوات دعم واضحة وفعالة من شركائنا، ومن المهم للغاية أن نرى الآن من هو صديقنا الحقيقي وشريكنا، ومن سيواصل تخويف روسيا بالكلمات"، مشيرًا إلى أن أوكرانيا ملتزمة بتسوية سياسية دبلوماسية ولا تستسلم للاستفزازات.

 

ولكن عن إمكانية تحكم الغرب في قرارات "بوتين"، قال مراقبون، إن قرارات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالاعتراف بدولتى لوغانسك ودونيتسك خطوة متوقعة لأن الرئيس بوتين منذ تصعيده خلال الشهور الثلاثة الأخيرة يسعى لتحقيق مكاسب من الغرب.

 

 

وأوضح مراقبون، أن الغرب لن يرضخ له ولن يقدم له أى تنازلات لروسيا بعد القرارات التى اتخذها فلاديمير بوتين، موضحا أن الرئيس الروسى يحاول أن يحافظ على ماء وجهه أمام شعبه.

 

وفي السياق ذاته أكد خبراء ليس هناك حرب أهلية فى أوكرانيا وروسيا تحتضن الآن الانفصاليين والعالم لن يعترف بهم وهذا الإقليم سيكون إقليم متمردا مثلما حدث فى جورجيا، وهذا سيعطى للغرب ذريعة لفرض عقوبات على روسيا.

 

كما قال خبراء إن القرار سيعني استعداد روسيا القانوني والعسكري، لتقديم الحماية الكاملة لهاتين الجمهوريتين من اي عمليات عسكرية من جانب اوكرانيا، كما أن هذا الاعتراف سيستعمل في أي مناقشات مقبلة مع الغرب فيما يخص انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وإذا ستكون مسألة الانضمام حتمية فحينها سيكون هناك أرجحية واضحة لغزو أوكرانيا.

 

وعن إمكانية مساعدة حلف الناتو لأوكرانيا، قالت تقارير إن انضمام اوكرانيا لحلف الناتو غير مطروح في هذه الفترة، انضمام أوكرانيا لحلف الناتو سيعني تعدي فعلي للخطوط الحمراء الروسية، ويبدو لنا أن روسيا تتعامل بالفعل بشكل جدي جدًا مع هذا، ويُمكن أن تبدأ بالفعل بغزو كييف ولكن ذلك مرتبط بانضمام أوكرانيا لحلف الناتو.