بين النفي والإثبات.. ما هي العقوبات التي ستواجهها موسكو إذا غزت أوكرانيا؟

متن نيوز

ازداد التوتر بعد أن أعلنت وزارة الدفاع في روسيا البيضاء أن موسكو ستمدد التدريبات العسكرية في روسيا البيضاء والتي كان من المقرر أن تنتهي الأحد.

 

وأظهرت على ما يبدو صور الأقمار الصناعية عمليات نشر جديدة للمدرعات والقوات الروسية بالقرب من أوكرانيا.

 

ويخشى الغرب من أن تتذرع روسيا بحماية حلفائها في شرق أوكرانيا لشن حرب عليها، إذ يحتشد على حدودها آلاف من عناصر الجيش الروسي.

 

هذا وقد أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم دعوة مجلس الأمن في بلاده لاجتماع طارئ، في خطوة قد تؤيد تقديرات غربية بشأن نية روسيا في غزو أوكرانيا.

 

وتتواصل جهود دبلوماسية محمومة بين عواصم أوروبية وطرفي الأزمة لخفض درجة التصعيد وسط تقديرات أمريكية لقرب تحرك روسيا.


كما قال  البيت الأبيض إن الرئيسين الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا تطورات الأزمة الأوكرانية.

 

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تناول الدبلوماسية وجهود الردع الجارية" بشأن التعزيز العسكري الروسي بالقرب من أوكرانيا.


وكان ماكرون قد تحدث في وقت سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي مكالمة منفصلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

 

وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون ونظيره الروسي اتفقا في اتصال هاتفي على ضرورة تشجيع إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية وبذل كل الجهود لتحقيقه.


بدوره، حث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الحكومة الروسية على خفض التصعيد واختيار المسار الدبلوماسي.

 

وأظهرت صور أقمار صناعية، الأحد، انتشارا جديدا لمدرعات وقوات روسية قرب الحدود مع أوكرانيا وسط مخاوف من حدوث غزو.


وقالت شركة "ماكسار" الأمريكية لصور الأقمار الصناعية إنه جرت عمليات انتشار ميدانية جديدة متعددة للمدرعات والقوات في روسيا قرب الحدود مع أوكرانيا.

وأضافت ماكسار، في بيان، أن "هذا النشاط الجديد يمثل تغييرا في نمط عمليات النشر التي لوحظت سابقا للمجموعات القتالية (الدبابات وناقلات الجنود المدرعة والمدفعية ومعدات الدعم)".


وأعلنت فرنسا، الإثنين، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، وافقا على عقد قمة بشأن أوكرانيا باقتراح من الرئيس إيمانويل ماكرون.

 

وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان، إن ماكرون اقترح عقد قمة بشأن أوكرانيا بمشاركة جميع الأطراف المعنيين.


وأكدت أن "القمة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي لا يمكن أن تنعقد إذا قامت موسكو بغزو أوكرانيا".

وأشارت إلى أن "وزيري الخارجية الأمريكي والروسي سيعدان ما ستناقشه القمة".


بدوره، قال البيت الأبيض إن بايدن وافق من حيث المبدأ على عقد اجتماع مع الرئيس الروسي إذا لم يحدث غزو للأراضي الأوكرانية.

 

وأوضح أن "بايدن سيشارك في اجتماع افتراضي الخميس المقبل لزعماء مجموعة السبع لمناقشة الأزمة الأوكرانية".


فيما أشار إلى أن "روسيا مستمرة في استعداداتها لشن هجوم شامل على أوكرانيا قريبًا جدًا"، مؤكدا أن واشنطن "مستعدة لفرض عقوبات سريعة ومشددة على روسيا إذا اختارت الحرب".

وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجددا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمدة ساعة مساء الأحد بشأن أوكرانيا.

وتعد هذه المكالمة الثانية خلال اليوم نفسه، بعد أن تحدث أيضا مع نظيره الأمريكي جو بايدن، حسب ما أعلن الإليزيه.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون ونظيره الروسي اتفقا في اتصال هاتفي على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية وبذل كل الجهود لتحقيقه

وسبق لماكرون أن تحدث بعد ظهر الأحد لنحو ساعتين مع نظيره الروسي، في إطار سلسلة محادثات بين رؤساء الدول في محاولة لتجنب نشوب نزاع مسلح في شرق أوكرانيا.


وصدر هذا الإعلان بعد سلسلة من الاتصالات الهاتفية بين ماكرون والزعماء على جانبي المحيط الأطلسي كما أنه يأتي بعد أسبوع من التوترات المتصاعدة التي أثارها الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ألغى زيارة لولاية ديلاوير وسيبقى في واشنطن عقب اجتماع استمر ساعتين لمجلس الأمن القومي الأمريكي.

 

وتحدثت شركة ماكسار الأمريكية لصور الأقمار الصناعية عن عمليات نشر جديدة متعددة لوحدات عسكرية روسية في الغابات والمزارع والمناطق الصناعية على بعد 15 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا وهو أمر قالت ماكسار إنه يمثل تغييرا عما شوهد في الأسابيع الأخيرة.


وقالت الشركة "حتى وقت قريب، شوهدت معظم عمليات الانتشار متمركزة بشكل أساسي في أو بالقرب من حاميات عسكرية ومناطق تدريب موجودة.

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لمحطة "سي إن إن" إن جميع الدلائل تشير إلى أن روسيا على وشك الغزو، لكن روسيا نفت مرارا وجود مثل تلك الخطط.

 

وأضاف بلينكن: "كل ما نراه يشير إلى أن هذا أمر في غاية الخطورة، بأننا على وشك غزو"، موضحا أن الغرب مستعد بشكل متواز إذا أقدمت موسكو على تنفيذ الغزو.

 

وتابع "إلى أن تتحرك الدبابات بالفعل وتحلق الطائرات، سنستغل كل فرصة وكل دقيقة لدينا لمعرفة ما إذا كانت الدبلوماسية ما زالت قادرة على إثناء الرئيس (فلاديمير) بوتين عن المضي قدما".

 

وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن انفصاليين مدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا أعلنوا اليوم الإثنين مقتل مدنيين اثنين في قصف للقوات الحكومية في كييف.

 

ونقلت الوكالة عن ممثلي جمهورية لوهانسك الشعبية المعلنة من جانب واحد قولهم إن الحادث وقع في ساعة متأخرة من مساء الأحد.

 

بدورها، اتهمت كييف القوات الموالية لروسيا بقصف مواطنيها في شرق أوكرانيا لإلقاء اللوم في الهجمات على القوات الحكومية الأوكرانية.

 

وأدى القتال والتدريبات العسكرية الروسية المستمرة إلى توتر أوروبا.

 

وقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا في مقابلة تلفزيونية إن القارة على شفا كارثة.

 

وأضاف "ليس من قبيل المبالغة القول إن أوروبا تبتعد خطوة عن الحرب وهو أمر لم يكن متصورا قبل وقت ليس بطويل".

 

هذا وقد كشفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بعض تفاصيل العقوبات التي ستواجهها موسكو إذا غزت أوكرانيا.

 

وقالت فون دير لاين، لقناة "ايه.ار.دي" التلفزيونية في ساعة متأخرة من مساء الأحد، إنه سيتم استبعاد روسيا من الأسواق المالية الدولية وحرمانها من سلع تصدير رئيسية.


ورفض الزعماء الغربيون حتى الآن كشف تفاصيل الردود التي اتفقوا عليها في حالة الغزو الروسي واستبعدوا فقط الرد العسكري وتوعدوا بفرض عقوبات اقتصادية على نطاق غير مسبوق.

 

وأوضحت أنه "سيتم مبدئيا عزل روسيا عن الأسواق المالية الدولية".


وأضافت أنه سيتم فرض عقوبات على "جميع السلع التي نصنعها والتي تحتاجها روسيا بشكل ملح لتحديث وتنويع اقتصادها، حيث لنا الهيمنة على نطاق العالم وليس لديهم بديل".

 

وقالت إنه لن يتم فرض العقوبات إلا بعد أي غزو رافضة مناشدات يوم السبت من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفرض عقوبات فورية.


وأشارت فون دير لاين، التي ترأس اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة، إلى أن اعتماد روسيا على صادرات الوقود الأحفوري هو نقطة ضعفها.

 

وأضافت "إنها تشكل ثلثي صادراتها كما تأتي نصف ميزانية روسيا منها".

 

ولفتت إلى أن روسيا بحاجة إلى التحديث و"هذا بشكل دقيق لن يكون ممكنا" إذا تم تطبيق مزيد من العقوبات.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر استخبارية أن الولايات المتحدة تمتلك معلومات مفادها بأن الأمر أُعطي إلى قيادات الجيش الروسي لغزو أوكرانيا.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن هذه المعلومات هي التي دفعت الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التأكيد الجمعة أنه "مقتنع" بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين قرر مهاجمة أوكرانيا.


ونسبت الصحيفة الأمريكية هذه المعلومات إلى مصادر استخبارية، غير محددة، من دون أن تنشر أي اقتباسات مباشرة.

كما قال الكرملين اليوم الاثنين إنه "من السابق لأوانه" الحديث عن قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن التي أعلنت عنها فرنسا لنزع فتيل الأزمة بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا وخطر الغزو الروسي.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "ثمة توافق على ضرورة مواصلة الحوار على مستوى وزراء (الخارجية). من السابق لأوانه الحديث عن خطط ملموسة لتنظيم قمم".

 

إلا أن الكرملين أعلن في الوقت ذاته أنه منفتح من حيث المبدأ على عقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن التوترات ذات الصلة بأوكرانيا.