إيران تعقد مفاوضات الاتفاق النووي.. وخبير: إيران تطلب أمانًا من الانسحاب ومزيدًا من المكاسب المادية

مفاوضات فيينا
مفاوضات فيينا

لا تزال المفاوضات المتعلقة ببرنامج إيران النووي جارية في العاصمة النمساوية فيينا، في ظل تعثر المباحثات بين الأطراف التي تحاول الوصول إلى اتفاق مؤقت أو نهائي بين طهران وواشنطن لضمان الأمن والسلم الدوليين، وإعادة الأطراف إلى مربع الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

ومع استمرار المفاوضات برعاية الرباعية الدولية، إلا أن هناك مماطلة كبيرة من الجانب الإيراني، وإستمرار في تطوير البرنامج النووي الإيراني بشكل يصعب من الانتهاء السريع من المفاوضات الرامية إلى إعادة إيران إلى اتفاق 2015، إلا أن مطالبات إيرانية عقدت التوصل السريع للاتفاق.

وتشمل تلك المطالب ضرورة الحصول على تشريع من الكونجرس الأمريكي أو ضمانات قوية تضمن عدم خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق المرتقب، فضلًا عن الإفراج عن الأموال الإيرانية في البنوك الأمريكية وبنود العالم، والسماح لإيران بتصدير نفطها بكل حرية، بدلًا من تقييد التصدير بسبب العقوبات الأمريكية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أعقاب انسحابه من خطة العمل الشاملة المشتركة مساء 18 مايو 2018.

وفي هذا السياق يقول الباحث في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد خيري، إن ضياع الوقت يأتي في مصلحة إيران على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تضرب الداخل الإيراني في وقت لجأت فيه بعض المطاعم إلى التداول بالدولار بدلًا من العملة المحلية "التومان" وخروج الكثير من التظاهرات المطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية، لافتًا إلى أن طهران تريد من المفاوضات أن تحصل على أكبر قدر من المكاسب المادية مادامت ستعود إلى مربع الاتفاق النووي مرة أخرى.

وأضاف خيري في تصريحات لـ "متن نيوز" أن إيران تحاول الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب من خلال إعلانها عن تطوير برنامجها النووي، لأنها تعلم جيدًا أن ذلك يمثل تهديدًا وقلقًا للجانب الأمريكي والغربي لأن حصول إيران على سلاح نووي سيفتح الباب على مصراعيه أمام تطوير دول عربية لمنظومات نووية وهو ما يقلق كلًا من الغرب وأمريكا.

وأشار إلى أن إيران من أمهر دول العالم في التفاوض إلا أنها تتفاوض من موضع ضعف في ظل رغبة سياسية بالوصول لاتفاق لكن بما يضمن الإعتزاز القومي للجانب الإيراني، علمًا بأن البروبوجندا الإيرانية ستصدر فكرة أن إيران انتصرت على الغرب وأمريكا بعد توقيع الاتفاق، ولذلك فإن إيران تحاول بكل الطرق الوصول لاتفاق من أجل تحسين الأوضاع الداخلية.

وعن مسألة الدور الإيراني في الإقليم أكد خيري أن إيران لن تتفاوض على دورها في الإقليم وملف حقوق الإنسان والمنظومة الصاروخية والباليستية، وهي الملفات الثلاثة التي قدمها المبعوث الإسرائيلي على مائدة فيينا، في الوقت الذي تعمل فيه إيران على مساومة الجانب الغربي والأمريكي على مزدوجي الجنسية ممن يقبعون في السجون الإيرانية وبالتحديد سجن إيفين شديد الحراسة.