كيف يُحاول الإخوان التغلغل في أوروبا الشرقية

الإخوان
الإخوان

نجح تنظيم الإخوان المسلمين في التغلغل داخل المجتمعات الأوروبية عن طريق  السيطرة على المجالس الإسلامية المركزية، وتنطلق مساعيهم للتغلغل في المجتمعات الأوروبية من استراتيجية مدروسة، تعتمد فيها على مجموعة متنوعة من الأدوات، منها الأداة الدينية، والأداة الإعلامية، والمنصات الرقمية، والتطبيقات الإلكترونية، وتعتمد الجماعة في تمويل أنشطتها هناك على عدد من المصادر بعضها قانوني وبعضها الآخر غير قانوني، كغسل الأموال والاتجار في العملات، التي من الصعب تتبعها ومعرفة مصادرها.

 

الإخوان في البوسنة

وتتمتع الإخوان بوجود محدود في بلدان مثل ألبانيا أو كوسوفو واللتين تضمان عددًا كبيرًا من المسلمين، ويمكن تتبع عدد من الكيانات في هذه البلدان وربطها بالتنظيم الدولي للإخوان، وأكبر منظمتين نشطتين في أوروبا هما: اتحاد المنظمات الإسلامية، والاتحاد الإسلامي للمنظمات الطلابية الشبابية "فيمسو".

الاستثناء في هذا الإطار هو البوسنة والهرسك، إذ برزت الشبكات القريبة من جماعة الإخوان في هذا البلد منذ أوائل التسعينيات، بالتزامن مع إنشاء عدد من المنظمات غير الحكومية التي تدير الخدمات الإنسانية، لكنها في بعض الأحيان قدمت الدعم للمسلحين المشاركين في صراع البوسنة في ذلك الوقت.

كان نشاط الإخوان في البوسنة في أوائل التسعينيات، ولكن التواصل بدأ في أربعينيات القرن الماضي بتأسيس ما يعرف بمنظمة "الشباب المسلم".

ومعظم الإخوان الذين نشطوا في البوسنة والمناطق المجاورة لها، خلال الحرب، تركوا البلاد بعد انتهاء الصراع، وجد الإخوان حلفاء في شخصيات محلية بارزة في البوسنة، مثل الرئيس السابق إيشا إزتبريغوفيتش والمفتى السابق والحالي للبلاد مصطفى سيريتش وحوسين كافازوفيتش، وعقد المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث المرتبط بالإخوان، دورات متعددة بالشراكة مع "الشباب المسلم" في سراييفو في عامي 2007 و2013، وحضر مفتى الإخوان يوسف القرضاوي في دورات 2013.

وهناك منظمة أخرى عضوة في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، مظلة الإخوان في القارة، وهي جمعية الثقافة والتعليم والرياضة في البوسنة، التي تقول عن نفسها، إنها منظمة غير حزبية وغير حكومية وغير هادفة للربح وتمول أنشطتها من مساهمات المانحين، ورسوم عضوية، والأنشطة الاقتصادية.

وتضم منظمة مظلية الإخوان في البوسنة 5 منظمات في جميع البلاد، وتنشط في اختراق المجتمع عبر ملف التعليم والتثقيف الديني للشباب والمراهقين.

ولكن يعتبر وجود الإخوان في البوسنة يمكن صغير في الحجم والتأثير، وهذا وفق دراسة مركز الإسلام السياسي بالنمسا.


الإخوان في بولندا

يعتبر جناح الإخوان الأكثر نشاطًا وترابطًا مقارنة بباقي دول شرق أوروبا، يتواجد في بولندا، خاصة في ظل امتلاك البلد جالية إسلامية قليلة، وتأسست بيئة الإخوان في بولندا في أواخر تسعينيات القرن الماضي وأوائل الألفية الجديدة، على يد مجموعة من الطلاب القادمين من الشرق الأوسط، مع مكون فلسطيني كبير.

وأدى الانقسام بين التتار وهم من السكان الأصليين، والمهاجرين المسلمين في بولندا، إلى وجود كيانين متنافسين هما الرابطة الدينية الإسلامية التي تأسست عام 1925، والرابطة الإسلامية التي تأسست على يد مهاجرين عرب في 2004.


وقام التنظيم في تأسيس المنظمة المظلية للجماعة "الرابطة الإسلامية" عام 2004، دعت رابطة الطلاب المسلمين شخصيات إسلامية مرتبطة بجماعة الإخوان في أوروبا، خاصة فيصل مولوي وأحمد الراوي، للمشاركة في فعاليات، وقامت بنشر كتب لمؤلفين في قلب الخط الأيديولوجي للإخوان مثل سيد قطب.


وتختلف بيئة الإخوان في بولندا عن بقية دول شرق أوروبا، حيث أن عددًا من قيادات الجماعة البارزة في هذا البلد الأوروبي خدموا في منظمات إخوانية كبيرة في القارة الأوروبية.


وتتشابه طرق تحرك الإخوان في بولندا مع باقي دول شرق أوروبا التي تتشابه في قلة عدد الجاليات المسلمة.