تعزيز الشراكة الاستراتيجية: تفاصيل لقاء الرئيس السيسي ووزير الخارجية الروسي بالقاهرة
شهدت القاهرة اليوم لقاءً دبلوماسيًا رفيع المستوى، حيث استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير خارجية روسيا الاتحادية، سيرجي لافروف، في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين. يأتي هذا اللقاء في توقيت بالغ الحساسية إقليميًا ودوليًا، ليسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه مصر كركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا.
أجندة اللقاء: مشروعات قومية وتعاون اقتصادي عابر للحدود
بدأ اللقاء بنقل تحيات متبادلة بين القيادتين المصرية والروسية، حيث أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لمسار العلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا، والتي تترجمت في الآونة الأخيرة إلى مشروعات عملاقة على أرض الواقع.
أبرز ملفات التعاون الثنائي:
مشروع محطة الضبعة النووية: ناقش الجانبان التقدم المحرز في هذا المشروع الحيوي الذي يمثل حجر الزاوية في طموحات مصر لإنتاج الطاقة النظيفة.
المنطقة الصناعية الروسية: تم التأكيد على أهمية المنطقة الصناعية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تهدف لتحويل مصر إلى مركز لوجستي وصناعي للصادرات الروسية نحو الأسواق الأفريقية والعربية.
التبادل التجاري: شهدت المباحثات سبل زيادة حجم التبادل التجاري وتسهيل حركة الاستثمارات المشتركة، بناءً على التفاهمات التي تمت خلال زيارة الرئيس السيسي لروسيا في مايو 2025.
روسيا وإفريقيا: مصر تقود قاطرة التنمية والشراكة
احتلت القارة السمراء حيزًا كبيرًا من المباحثات، حيث ثمن الرئيس السيسي استضافة مصر لـ المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة روسيا – إفريقيا.
أهداف الشراكة الأفريقية الروسية:
تعميق التعاون التنموي: النظر في سبل دعم أجندة إفريقيا 2063 للتنمية المستدامة.
تعزيز الأمن والسلم: التنسيق بين روسيا والدول الأفريقية لمواجهة التحديات الأمنية في القارة.
القمم المستقبلية: كشف الوزير لافروف عن تطلع بلاده لعقد النسخة الثالثة من المؤتمر في 2026، بالإضافة إلى التحضير لـ قمة روسيا والدول العربية العام المقبل.
الملفات الإقليمية: غزة، السودان، وليبيا في قلب المباحثات
لم يغب الوضع الإقليمي المتأزم عن طاولة النقاش، حيث توافقت الرؤى المصرية والروسية على ضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي واستقرار دول الجوار.
1. الأوضاع في قطاع غزة
شدد اللقاء على ضرورة وقف الحرب في غزة فورًا وتثبيت وقف إطلاق النار، مع التأكيد على وصول المساعدات الإنسانية ومنع التصعيد الذي قد يجر المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع.
2. السودان وليبيا
أكد الجانبان على ضرورة الحفاظ على سيادة الدول وسلامة أراضيها، ودعم الحلول السياسية التي تلبي تطلعات الشعوب بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي تؤجج الصراعات.
الأزمة الروسية الأوكرانية والموقف المصري
فيما يخص الملف الدولي الأبرز، تطرق اللقاء إلى تطورات الأزمة الروسية - الأوكرانية. وجدد الرئيس السيسي تأكيد موقف مصر الثابت والداعم لكافة المساعي الرامية لتسوية الأزمة سياسيًا.
"مصر مستعدة لتقديم كافة أشكال الدعم للجهود الدولية الهادفة لإنهاء النزاع، بما يضمن استعادة الاستقرار الاقتصادي العالمي المتضرر من تداعيات هذه الأزمة." — السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
لماذا تعد هذه الزيارة نقطة تحول؟
تأتي زيارة لافروف للقاهرة لتعزز مفهوم "تعدد الأقطاب" في السياسة الخارجية المصرية. فبينما تحافظ مصر على علاقات متوازنة مع كافة القوى الكبرى، تظل روسيا شريكًا أمنيًا واقتصاديًا لا غنى عنه.
إن التنسيق المصري الروسي لا يقتصر فقط على المصالح الثنائية، بل يمتد ليكون صمام أمان لاستقرار المنطقة. ومع اقتراب موعد القمم القادمة (روسيا-إفريقيا وروسيا-العرب)، تكرس مصر مكانتها كحلقة وصل استراتيجية بين الشرق والغرب، وبين القارة السمراء وبقية العالم.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
