وداعًا سمية الألفي.. رحيل "أيقونة الدراما المصرية" بعد صراع مع المرض ومسيرة فنية خالدة
خيم الحزن على الوسط الفني المصري والعربي اليوم السبت 20 ديسمبر 2025، برحيل الفنانة القديرة سمية الألفي داخل أحد مستشفيات منطقة المهندسين بالقاهرة، عن عمر يناهز 72 عامًا، بعد صراع طويل ومرير مع المرض.
رحلت سمية الألفي تاركة خلفها إرثًا فنيًا عظيمًا جعل منها واحدة من أبرز وجوه الشاشة الفضية والدراما الرمضانية على مدار عقود.
اللحظات الأخيرة في حياة سمية الألفي
أكدت مصادر مقربة من أسرة الفنانة الراحلة، أن الحالة الصحية للفنانة سمية الألفي تدهورت بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، مما استدعى نقلها إلى المستشفى لتلقي الرعاية في العناية المركزة. يذكر أن الراحلة كانت قد خاضت معركة بطولية مع مرض السرطان، وأعلنت تعافيها منه في وقت سابق، إلا أن المضاعفات الصحية الأخيرة لم تمهلها طويلًا.
النشأة والبدايات: من محافظة الشرقية إلى قمة الشهرة
ولدت سمية الألفي في 23 يوليو 1953 بمحافظة الشرقية. تميزت منذ صغرها بحبها للقراءة والاجتماع، وهو ما دفعها للحصول على ليانس الآداب (قسم اجتماع) من جامعة القاهرة.
بدأت علاقتها بالفن من خلال بوابة الدراما التليفزيونية في أواخر السبعينيات، وتحديدًا في عام 1978 من خلال مسلسل "أفواه وأرانب"، الذي كان بمثابة شهادة ميلاد فنية حقيقية لها، حيث لفتت الأنظار بجمالها الهادئ وموهبتها الفطرية، لتبدأ من بعدها رحلة شاقة وطموحة أوصلتها إلى مصاف النجمات الأوائل.
مسيرة حافلة بالتنوع: أكثر من 100 عمل فني
تميزت الفنانة الراحلة بقدرة فائقة على التلون وتقديم شخصيات متباينة، فلم تحصر نفسها في قالب "الفتاة الجميلة"، بل برعت في الكوميديا، التراجيديا، والدراما التاريخية والاجتماعية.
أبرز أعمال سمية الألفي في السينما والتليفزيون:
في الدراما: شاركت في ملاحم درامية لا تزال عالقة في أذهان الجمهور مثل:
ليالي الحلمية: أحد أهم مسلسلات الدراما المصرية.
بوابة الحلواني: التي تألقت فيها عبر أجزائها الأربعة.
الراية البيضا (1988): بدور متميز أمام الفنانة سناء جميل.
العطار والسبع بنات (2002): بجانب الفنان نور الشريف.
في السينما: قدمت أفلامًا هامة منها:
علي بيه مظهر و40 حرامي (1985).
دماء بعد منتصف الليل (1995).
الحياة الشخصية: الثنائي الشهير مع فاروق الفيشاوي
شكلت سمية الألفي مع الفنان الراحل فاروق الفيشاوي واحدًا من أشهر الثنائيات في الوسط الفني. ورغم وقوع الانفصال بينهما، إلا أن علاقتهما ظلت نموذجًا للرقي والصداقة القوية حتى لحظة وفاته. أثمرت هذه الزيجة عن ابنيهما "عمر" والممثل المعروف أحمد الفيشاوي.
كانت دائمًا ما تصف فاروق الفيشاوي بأنه "حب حياتها"، وظلت وفية لذكراه ولعائلتها، محتفظة بحضورها القوي كأم وجدة وفنانة لها وزنها.
أيقونة تتجدد: مواجهة المرض والعودة للجمهور
رغم غيابها المتقطع في السنوات الأخيرة بسبب الظروف الصحية، إلا أن سمية الألفي ظلت محتفظة بلقب "أيقونة الدراما". أثبتت شجاعة كبيرة في مواجهة مرض السرطان، وكانت تظهر في اللقاءات التليفزيونية بروح متفائلة، مؤكدة أن الفن يسري في دمائها وأنها لا تغيب عن جمهورها إلا لتعود أقوى.
وداع مهيب للجميلة الهادئة
برحيلها اليوم، تفقد الساحة الفنية وجهًا من وجوه زمن الفن الجميل، ومدرسة في الأداء الراقي الذي يجمع بين البساطة والعمق. ستبقى أعمال سمية الألفي شاهدة على عصر ذهبي للدراما المصرية، وستظل ذكراها حية في قلوب الملايين ممن عشقوا "الأميرة" و"بنت البلد" التي قدمتها ببراعة على الشاشة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
