"قوة غزة الدولية": كواليس قمة الدوحة السرية وخطة واشنطن لنشر 10 آلاف جندي في يناير 2026
تشهد العاصمة القطرية الدوحة حراكًا دبلوماسيًا وعسكريًا مكثفًا تقوده القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، يهدف إلى صياغة "اليوم التالي" في قطاع غزة.
ومع عقد قمة مغلقة يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025، برزت ملامح خطة طموحة ومعقدة لإنشاء قوة الاستقرار الدولية (ISF)، وهي القوة التي تراهن عليها إدارة الرئيس دونالد ترامب لفرض واقع أمني جديد في القطاع.
في هذا التقرير، نكشف الأسرار التي لم تُعلن في البيان الختامي، والتحديات التي تجعل من "يناير المقبل" موعدًا مفصليًا لغزة.
قمة الدوحة: 45 دولة ترسم مستقبل غزة "دون إسرائيل"
في خطوة لافتة، استبعدت واشنطن التمثيل الإسرائيلي المباشر من محادثات الدوحة، لضمان مشاركة أوسع من دول عربية وإسلامية ترفض الظهور بمظهر المتعاون مع الجيش الإسرائيلي.
المشاركون: ممثلو نحو 45 دولة (من أصل 70 دعوة وجهتها واشنطن)، ضمت دولًا مثل إندونيسيا، أذربيجان، باكستان، بنغلاديش، وإيطاليا.
الهدف: الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من خطة السلام، والتي تتطلب التزامات فعلية بقوات ميدانية، تمويل، أو برامج تدريب.
هيكل القوة المقترحة: 10 آلاف جندي تحت قيادة أمريكية
تطمح الولايات المتحدة إلى تجميع قوة قوامها 10،000 جندي بحلول نهاية عام 2026، إلا أن الانتشار الأولي قد يبدأ في يناير 2026 وفقًا للجدول الزمني المستهدف.
القيادة: ترشيح الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز لقيادة القوة، وهو صاحب خبرة سابقة في مراقبة وقف إطلاق النار بلبنان.
مناطق الانتشار: سيبدأ الانتشار في "الخط الأصفر" (المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي حاليًا)، وتحديدًا في منطقة رفح.
المهام: الإشراف على وقف إطلاق النار، تدريب شرطة فلسطينية "مفلترة"، وتأمين وصول المساعدات، مع التأكيد على أن القوة لن تدخل في مواجهة مباشرة مع حماس.
عقبات وقواعد اشتباك "عالقة"
رغم التفاؤل الأمريكي، يحيط الغموض بتفاصيل حاسمة تسببت في قلق الدول المشاركة:
خطر الاشتباك: تخشى دول مثل إيطاليا وفرنسا من انجرار قواتها لمواجهات مع مسلحين أو حتى نيران إسرائيلية صديقة في ظل غياب "قواعد اشتباك" واضحة.
الفيتو الإسرائيلي على تركيا: استُبعدت أنقرة من القمة بناءً على اعتراض إسرائيلي صارم، رغم رغبة واشنطن في إشراكها، مما دفع تركيا لممارسة ضغوط على دول أخرى لعدم المشاركة.
مصير سلاح حماس: لا تزال آلية "نزع السلاح" غير واضحة، حيث ترفض الحركة التخلي عنه قبل ضمانات بإقامة دولة فلسطينية.
بدائل الاتحاد الأوروبي: التدريب بدل القتال
اقترح ممثلو الاتحاد الأوروبي حلًا وسطًا يتمثل في توسيع برنامج تدريب الشرطة الفلسطينية المعمول به في الضفة الغربية، ليشمل أفرادًا يتم نشرهم في غزة لاحقًا كقوة أمنية تكنوقراطية، وهو ما تراه إيطاليا دورًا مثاليًا لها بدلًا من نشر قوات قتالية.
يناير 2026: هل تصمد الخطة؟
تأمل واشنطن أن تبدأ القوة في التشكل خلال الأسابيع المقبلة، مع تدريب محتمل في "دولة ثالثة" بالمنطقة. ومع ذلك، يرى دبلوماسيون غربيون أن العملية "تدريجية" ولا توجد نقطة بداية واضحة في ظل استمرار سيطرة إسرائيل على مساحات واسعة من القطاع وحماس على مساحات أخرى.
قمة الدوحة كانت "جس نبض" دوليًا؛ نجحت واشنطن في حشد الاهتمام، لكنها لا تزال تفتقر إلى الالتزامات الصلبة لنشر جنود على الأرض في "عش الدبابير" الغزي.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
