السيسى يستقبل اليوم الفريق أول عبد الفتاح البرهان لبحث سبل تسوية الأزمة السودانية

السيسى والبرهان
السيسى والبرهان

تتجه أنظار المجتمع الدولي والإقليمي اليوم نحو العاصمة المصرية القاهرة، حيث يستقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني. تأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، لتعكس عمق الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع بين شعبي وادي النيل، وتؤكد على الدور المحوري لمصر في دعم استقرار السودان وسلامة أراضيه.

تتصدر أجندة اللقاء سبل تسوية الأزمة السودانية الراهنة، وبحث مسارات الحل السياسي، بالإضافة إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات الحيوية.

أبعاد الأزمة السودانية على طاولة القمة

منذ اندلاع النزاع في السودان، تبنت مصر موقفًا ثابتًا يرتكز على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية، ومنع التدخلات الخارجية التي قد تؤدي إلى تفاقم الصراع. ومن المتوقع أن تتناول المباحثات بين السيسي والبرهان النقاط التالية:

المسار السياسي: بحث آليات العودة إلى طاولة المفاوضات بما يضمن صون سيادة السودان ووحدته.

الملف الإنساني: تنسيق الجهود المشتركة لتيسير وصول المساعدات الإغاثية والطبية للمتضررين في كافة الولايات السودانية.

مبادرة دول الجوار: تقييم نتائج الجهود المصرية والإقليمية الرامية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية.

العلاقات المصرية السودانية: شراكة المصير الواحد

لا تقتصر المباحثات على الجانب السياسي فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز العلاقات الثنائية التي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. إن "أمن السودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري"، وهي القاعدة التي تنطلق منها كافة التفاهمات بين القاهرة والخرطوم.

ملفات التعاون الثنائي المستهدفة:

الربط الكهربائي والسككي: متابعة مشروعات الربط القاري التي تهدف إلى تحقيق تكامل اقتصادي حقيقي.

التبادل التجاري: تسهيل حركة البضائع والسلع عبر المنافذ البرية (أرقين وقسطل) لدعم الاقتصاد السوداني في ظل الظروف الراهنة.

التعاون الأمني والعسكري: التنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة ومنع عمليات التهريب.

الدور المصري في دعم استقرار السودان

أثبتت الدبلوماسية المصرية قدرة فائقة على إدارة الملف السوداني بحكمة وهدوء. فقد استضافت القاهرة مؤخرًا العديد من اللقاءات التي جمعت القوى السياسية السودانية، بهدف صياغة رؤية وطنية شاملة للخروج من النفق المظلم.

ويرى خبراء السياسة أن استقبال الرئيس السيسي للفريق البرهان يبعث برسالة قوية للعالم، مفادها أن مصر تضع كافة إمكانياتها اللوجستية والسياسية في خدمة الأشقاء في السودان، وأنها لن تتوانى عن دعم خيارات الشعب السوداني في العيش بأمان واستقرار.

قضايا إقليمية مشتركة: مياه النيل والأمن القومي

من المؤكد أن تتطرق القمة إلى ملف سد النهضة، حيث ينسق البلدان مواقفهما بشكل دائم لضمان الحفاظ على حقوقهما المائية التاريخية في مياه النيل وفقًا للقواعد الدولية. كما يبحث القائدان التطورات في منطقة القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر، بما يضمن حماية المصالح الحيوية للدولتين من أي تهديدات ناشئة.

دلالات الزيارة في التوقيت الراهن

تأتي زيارة البرهان للقاهرة في ظل تحركات دولية مكثفة لإنهاء الصراع. ويعتبر اختيار القاهرة كوجهة رئيسية لبحث سبل التسوية تأكيدًا على الثقة التي توليها القيادة السودانية في "الدور المصري النزيه" الذي لا يسعى إلا لمصلحة السودان العليا، بعيدًا عن أي أجندات ضيقة.

التطلعات المستقبلية: نحو سودان آمن ومزدهر

يأمل الشعبان المصري والسوداني أن تسفر هذه القمة عن خطوات عملية ملموسة تُنهي حالة الاقتتال، وتمهد الطريق لعملية انتقالية تقود السودان نحو الانتخابات والبناء. إن التكامل بين مصر والسودان ليس مجرد خيار سياسي، بل هو حتمية جغرافية وتاريخية يفرضها الواقع المشترك.

إن لقاء الرئيس السيسي والفريق البرهان يمثل حجر زاوية جديد في بناء جسور التعاون الأخوي. فبينما تبحث القمة سبل إنهاء الأزمة، فإنها تضع أيضًا اللبنات الأولى لمرحلة "إعادة الإعمار" وتعميق الشراكة الاستراتيجية التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين في وادي النيل.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1