واقعة "رجل المترو": القصة الكاملة لانفعال مسن صعيدي على فتاة بسبب "وضعية جلوسها"
تصدرت واقعة جديدة تريند منصات التواصل الاجتماعي في مصر، بطلها مسن يرتدي ملابس صعيدية، عُرف إعلاميًا بلقب "رجل المترو".
أثار مقطع فيديو مسجل من داخل إحدى عربات مترو الأنفاق ضجة واسعة، بعدما ظهر المسن وهو ينفعل بشدة على فتاة شابة، موجهًا لها انتقادات لاذعة بسبب طريقة جلوسها، مما فتح باب النقاش حول الحدود بين "النصيحة" و"الحرية الشخصية" و"الخصوصية" في الأماكن العامة.
في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل الواقعة، ردود الأفعال المتباينة، والتحليل الاجتماعي والقانوني لمثل هذه الحوادث التي تتكرر في وسائل المواصلات.
تفاصيل فيديو "رجل المترو" المتداول
بدأت الواقعة بانتشار مقطع فيديو صوره أحد الركاب خفية داخل عربة المترو، ويظهر فيه رجل عجوز يرتدي "الجلباب الصعيدي" وهو في حالة من الغضب والضيق. وجه العجوز حديثه لفتاة تجلس في المقابل له، آمرًا إياها بتعديل وضعية جلوسها لأنها كانت تضع "ساقًا على ساق".
نص المشادة الكلامية
حسب ما ورد في الفيديو، اعتبر المسن أن جلوس الفتاة بهذه الطريقة أمام الرجال "قلة احترام" ولا يليق بالآداب العامة، حيث قال لها بنبرة غاضبة: "أنتوا مبتحترموش حد.. هو مفيش احترام خالص!".
من جانبها، لم تلتزم الفتاة الصمت، وردت باستنكار على تدخل المسن في شأنها الخاص، قائلة: "أنا كلمتك؟ مالك أنت ومالي؟"، ليرد العجوز بتعجب وغضب مضاعف: "إيه مالك أنت ومالي دي؟". واستمر السجال اللفظي لدقائق وسط نظرات الركاب الذين انقسموا بين الصمت ومحاولات التهدئة.
ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي
انفجرت منصات "فيسبوك"، "إكس" (تويتر سابقًا)، و"تيك توك" بالتعليقات عقب انتشار الفيديو، وانقسم الرأي العام إلى فريقين:
الفريق الأول: المدافعون عن الحرية الشخصية
استنكر الغالبية العظمى من المتابعين تصرف العجوز، واصفين إياه بـ "التدخل السافر" في خصوصيات الآخرين. وجاءت أبرز الحجج كالآتي:
الحرية الشخصية: من حق أي مواطن الجلوس بالطريقة التي تريحه ما دام لم يتخطَّ المساحة المخصصة له ولم يؤذِ الآخرين جسديًا.
الوصاية المجتمعية: رفض فكرة تنصيب الأشخاص أنفسهم أوصياء على أخلاق الآخرين في الأماكن العامة.
التصوير دون إذن: انتقد البعض أيضًا الشخص الذي قام بتصوير الواقعة ونشرها، معتبرين أن ذلك يساهم في تشهير الأطراف دون داعٍ.
الفريق الثاني: المبررون للعجوز (منظور العادات)
على الجانب الآخر، التمس البعض العذر للمسن من منظور "الفجوة الجيلية" واختلاف الثقافات، معتبرين أن:
رجل المترو يمثل ثقافة ريفية أو صعيدية قديمة ترى في بعض الحركات "خروجًا عن الوقار"، وأنه لم يقصد الإساءة بل "النصيحة" من وجهة نظره.
دافع البعض عن "قيم الاحترام" القديمة، وإن اختلفوا مع أسلوبه الهجومي.
التحليل القانوني والاجتماعي للواقعة
تطرح واقعة "رجل المترو" تساؤلات قانونية هامة حول طبيعة التعامل في المرفق العام (مترو الأنفاق):
هل وضع "ساق على ساق" مخالفة؟
قانونيًا، لا يوجد نص يمنع الركاب من وضع ساق على ساق ما دام لا يعيق ذلك حركة المرور داخل العربة أو يتسبب في ملامسة ركاب آخرين بشكل يندرج تحت بند التحرش أو الأذى.
جريمة السب والقذف أو المضايقة:
انفعال شخص على آخر وتوجيه إهانات لفظية له في مكان عام قد يعرضه للمساءلة القانونية بتهمة "التعدي بالقول" أو "إزعاج السلطات" أو "المضايقة العمدية".
عقوبة التصوير والنشر:
يواجه من قام بتصوير الواقعة ونشرها على الإنترنت خطر الوقوع تحت طائلة قانون "جرائم تقنية المعلومات"، الذي يجرم انتهاك حرمة الحياة الخاصة ونشر فيديوهات للأشخاص دون موافقتهم في سياق يسيء إليهم.
"رجل المترو".. ليست الواقعة الأولى
ليست هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها مترو الأنفاق مشادات بسبب "السمت الأخلاقي"؛ فقد سبق وشهدت العربات حوادث مشابهة تتعلق بملابس الفتيات أو طريقة حديثهن. ويرى علماء الاجتماع أن هذه الصدامات هي نتيجة طبيعية لصدام الثقافات داخل "وسيلة مواصلات واحدة" تجمع بين أقصى الريف وأقصى المدنية.
تظل واقعة "رجل المترو" درسًا في أهمية التعايش وقبول الاختلاف في الأماكن العامة. ورغم أن كبار السن لهم قدر من التقدير في المجتمع المصري، إلا أن ذلك لا يعطي الحق في انتهاك الخصوصية أو ممارسة الوصاية على الركاب الآخرين.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
