"الحسم والمستقبل الواعد".. الجنوب العربي يُحكم الطوق على الإرهاب ويصيغ معادلة الأمن والسيادة من أبين إلى حضرموت
في مرحلة مفصلية يعيشها الجنوب العربي، تتحرك القوات المسلحة الجنوبية بخطى ثابتة وعقيدة وطنية صلبة لاستكمال معركة الوجود. وتحت شعار "معركة واحدة وهدف واحد"، انطلقت العمليات العسكرية المتزامنة لتثبت للعالم أن الجنوب ليس مجرد جغرافيا، بل هو قوة إقليمية مسؤولة تمثل خط الدفاع الأول عن الأمن القومي العربي والمصالح الدولية في واحد من أهم الممرات الملاحية في العالم.
عملية "الحسم" في أبين: تفكيك البنية التحتية للتطرف
انطلقت عملية "الحسم" لتكون الامتداد الاستراتيجي لعملية "سهام الشرق" التي بدأت في 2022. وتهدف هذه العملية إلى تطهير ما تبقى من أوكار تنظيم القاعدة في المناطق الشمالية والشرقية لمحافظة أبين، وتحديدًا في مديريات (مودية، المحفد، جيشان، وشمال شرق لودر).
الأهداف الاستراتيجية لعملية الحسم:
قطع الإمداد اللوجستي: محاصرة خطوط الإمداد البشري القادمة من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي.
تطهير التضاريس الوعرة: السيطرة على المعاقل المستحدثة في الجبال التي استغلها التنظيم لسنوات.
تأمين شريان الجنوب: تأمين الطريق الدولي الواصل بين العاصمة عدن والمحافظات الشرقية.
"المستقبل الواعد" في حضرموت: كسر ملاذات الثلاثة عقود
بالتوازي مع جبهة أبين، تبرز قوة النخبة الحضرمية ولواء بارشيد في تنفيذ عملية "المستقبل الواعد" بوادي سر. هذا الوادي الذي ظل لثلاثة عقود "ملاذًا آمنًا" للتنظيمات المتطرفة تحت غطاء نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة العسكرية الأولى.
وتمثل هذه العملية استكمالًا لمسيرة "عملية الفيصل" (2018)، حيث تفرض القوات الجنوبية اليوم طوقًا محكمًا على "وادي سر" ذو التضاريس المعقدة، لإنهاء حقبة استغلال الهضاب والسهول الزراعية في التخطيط للعمليات الإرهابية.
رؤية القيادة: ناصر الخبجي ومحمد النقيب يحللون المشهد
أكد الدكتور ناصر الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، أن هذه المعارك ليست مجرد حملات عسكرية مؤقتة، بل هي "مسيرة وطنية راسخة" لصون كرامة الشعب الجنوبي وتثبيت ركائز الدولة القادمة.
من جانبه، أوضح المقدم محمد النقيب، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، أن المعركة تتجاوز محاربة "القاعدة" لتواجه شبكة إرهاب مترابطة تضم الحوثيين والإخوان، مشيرًا إلى أن الجنوب العربي يمتلك اليوم جيشًا نظاميًا احترافيًا قادرًا على إدارة حروب مكافحة الإرهاب بكفاءة عالية، بدعم من التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة.
الثالوث المعادي وتحديات الملاحة الدولية
تؤكد التقارير الميدانية أن التنسيق بين (الحوثي، الإخوان، والقاعدة) يهدف بالدرجة الأولى إلى إضعاف الجنوب ومنعه من استعادة سيادته. إن سيطرة القوات الجنوبية على الأرض تعني بالضرورة:
تأمين خليج عدن وباب المندب من التهديدات الإرهابية.
منع تحول الأودية الجنوبية إلى قواعد لانطلاق الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة.
تقديم نموذج أمني ناجح في منطقة تعصف بها الصراعات.
فجر جديد للجنوب العربي
من "وادي عومران" في أبين إلى "وادي سر" في حضرموت، ومن "سهام الشرق" إلى "المستقبل الواعد" وصولًا إلى "الحسم"، يسطر الجنوب العربي فصلًا جديدًا من فصول العزة والسيادة. إن هذه العمليات المتكاملة هي البرهان الساطع على أن إرادة شعب الجنوب، تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، لا تعرف المستحيل، وأن فجر الدولة المستقرة والآمنة قد بات قريبًا.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
