أبين تقرر مصيرها.. "حسم" عسكرية تساندها إرادة شعبية لا رجعة عنها
في خطوة استراتيجية تعكس الإرادة الصلبة لتطهير الجنوب العربي من آفة الإرهاب، شهدت محافظة أبين لقاءً مفصليًا جمع كبار القادة العسكريين في عملية حسم مع مشايخ وأعيان ووجهاء المنطقة الوسطى.
هذا اللقاء لم يكن مجرد اجتماع تنسيقي، بل كان إعلانًا لميثاق شرف جديد يربط السلاح بالأرض، والقبيلة بالدولة، في معركة مصيرية تهدف إلى إنهاء عقود من عبث العناصر المتطرفة في خاصرة الجنوب.
قيادة "حسم" في مواجهة الإرهاب: رسائل القوة والحكمة
ترأس اللقاء ثلة من أبرز القادة الميدانيين، يتقدمهم العميد محسن عبدالله الوالي، القائد العام لقوات الحزام الأمني، والعميد نصر بن عاطف، قائد ألوية الدعم والإسناد، والعميد نبيل المشوشي، قائد اللواء الثالث دعم وإسناد. وبحضور أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور خضر السعيدي والأستاذ عبدالناصر الجعري، اكتسب اللقاء صبغة رسمية تؤكد أن المعركة تحظى بغطاء سياسي وعسكري كامل.
العميد الوالي: "حسم" مستمرة حتى تطهير آخر شبر
في كلمة اتسمت بالوضوح والصرامة، أكد العميد محسن الوالي أن "عملية الحسم" ليست مجرد حملة عابرة، بل هي مسار مستمر لن يتوقف إلا بالقضاء الكامل على الإرهاب في محافظة أبين. ووجه الوالي رسالة "فرصة أخيرة" للمغرر بهم، داعيًا الأهالي والوجهاء للمبادرة بتسليم المطلوبين للعدالة قبل اللجوء إلى القوة الخشنة، مشددًا على أن التستر أو الإيواء للعناصر الإرهابية سيواجه بحزم قانوني وعسكري لا هوادة فيه.
مودية والمحفد: من حصار الإرهاب إلى آفاق التنمية
سلط اللقاء الضوء على المعاناة الطويلة التي عاشتها مديريات المنطقة الوسطى، وبالأخص مديرية مودية، التي حرمت من مشاريع التنمية بسبب تحولها إلى مسرح لعمليات التنظيمات الإرهابية.
تجربة المحفد.. نموذجًا يحتذى به
أشاد العميد نصر بن عاطف بموقف قبائل المحفد البطولي، التي كانت السند الأول للقوات المسلحة الجنوبية. وأوضح أن هذا التعاون القبلي لم يسفر عن تطهير الأرض فحسب، بل انعكس فورًا في صورة استقرار أمني سمح بدخول المشاريع الخدمية والارتقاء بحياة المواطنين. ودعا مشايخ مودية والمنطقة الوسطى للاقتداء بهذا النموذج لقطع الطريق أمام العناصر "الدخيلة" التي دمرت صورة المحافظة وقيمها.
المعالجة الشاملة: ما بعد الرصاصة الأخيرة
انتقل اللقاء من الحديث عن الميدان العسكري إلى آفاق الحلول المستدامة. حيث دعا الدكتور خضر السعيدي إلى إعداد دراسات مستقبلية لتقييم أسباب انتشار التطرف في أبين ومعالجتها جذريًا (فكريًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا)، لضمان عدم عودة هذه الجماعات مجددًا. فيما أكد سمير الحيد، رئيس انتقالي أبين، أن الهدف النهائي هو جعل أبين واحة للأمن والأمان، وهو ما يتطلب "شراكة أمنية" فاعلة من كل مواطن.
الموقف القبلي: الجنوب يلفظ التطرف
في ختام اللقاء، جاء الرد الشعبي حاسمًا من مشايخ وأعيان المنطقة الوسطى، الذين أعلنوا وقوفهم المطلق خلف عملية حسم. وأكد الوجهاء في بيانهم أن الإرهاب ظاهرة دخيلة على المجتمع الأبيني والجنوبي بشكل عام، ولا تمثل أعرافهم ولا قيمهم الدينية السمحاء. وحذروا من أن الإرهاب هو العدو الأول للتنمية، وأن مصلحة المنطقة الوسطى تكمن في اجتثاث هذه الآفة لفتح الباب أمام الإعمار والخدمات.
الأهمية الاستراتيجية لعملية حسم في أبين
تعتبر محافظة أبين مفتاحًا جغرافيًا للأمن في الجنوب، فهي حلقة الوصل بين عدن والمحافظات الشرقية. وتطهير المنطقة الوسطى يعني:
تأمين طرق الإمداد: ضمان سلامة التنقل للمواطنين والقوات المسلحة.
قطع دابر التهريب: منع تسلل العناصر الإرهابية أو السلاح عبر المناطق الوعرة.
تمكين الإدارة المحلية: عودة مؤسسات الدولة للعمل في بيئة آمنة.
تعزيز الشمول المالي والتنموي: جذب الاستثمارات والمشاريع التي توقفت لعقود.
ميثاق "أبين" ضد الإرهاب
إن لقاء قيادة عملية حسم بمشايخ المنطقة الوسطى يضع حدًا لمراهنات الأعداء على إحداث شرخ بين القوات المسلحة الجنوبية والحواضن القبلية. اليوم، أصبحت القبيلة هي العين الرقيبة، والقوات الجنوبية هي اليد الضاربة، وهو التحالف الذي يراه المحللون "الضربة القاضية" لتنظيم القاعدة وداعش في أبين.
تظل الرسالة الأهم التي خرج بها اللقاء: "أبين لن تكون ملاذًا للإرهاب بعد اليوم"، وأن عجلة التنمية ستدور بمجرد صمت المدافع واندحار المتطرفين.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
