الأربعاء 17 ديسمبر 2025
booked.net

من المكلا.. فريق الرقابة الرئاسي يرسم ملامح المرحلة القادمة بحضرموت: انتصارات عسكرية تعزز الحضور السياسي للجنوب

صورة من اللقاء
صورة من اللقاء

في ظل حراك سياسي وعسكري مكثف تشهده المحافظات الجنوبية، احتضنت مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت،  لقاءً موسعًا عقده فريق التوجيه والرقابة الرئاسي مع قيادات ونخب المحافظة. يأتي هذا اللقاء في إطار النزول الميداني للفريق الرئاسي للوقوف على آخر التطورات الميدانية، وتوحيد الرؤى بين القيادة والقاعدة الشعبية في واحدة من أهم المحافظات الاستراتيجية في الجنوب العربي.

حضرموت في قلب الأحداث: ترحيب ومهام ميدانية

افتتح اللقاء محمد صالح باتيس، القائم بأعمال رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، مرحبًا بفريق الرقابة الرئاسي وأعضاء الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين. وأوضح باتيس أن هذا اللقاء يكتسب أهمية استثنائية نظرًا للتوقيت الحساس الذي يمر به الجنوب، مشيرًا إلى أن حضرموت تعيش اليوم مخاض أحداث سياسية وعسكرية متسارعة تتطلب أعلى درجات اليقظة والمتابعة الميدانية المستمرة.

الدكتور عبدالسلام مسعد: معادلة "النصر العسكري والتعزيز السياسي"

من جانبه، ألقى الدكتور عبدالسلام مسعد، عضو فريق الرقابة والتوجيه الرئاسي ورئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي، كلمة محورية استعرض فيها أبعاد الصراع الراهن. وأكد مسعد أن الانتصارات العسكرية التي تحققت في الآونة الأخيرة لم تكن مجرد مكاسب ميدانية، بل هي تحولات استراتيجية ساهمت في تغيير موازين القوى على الصعد المحلية والإقليمية والدولية.

أبعاد المواجهة ضد الإرهاب

أشار مسعد إلى أن الصراع القائم يمتلك أبعادًا متعددة:

البعد الأمني: متمثلًا في معركة اجتثاث الإرهاب بكافة أشكاله وصوره.

البعد الاقتصادي: حماية مقدرات الجنوب وضمان توظيفها لخدمة المواطن.

البعد السياسي: تعزيز المكاسب العسكرية من خلال حضور سياسي قوي يواكب تطلعات الشعب.

وشدد الدكتور مسعد على أن أي انتصار عسكري يحتاج بالضرورة إلى "غطاء سياسي" فعال يحافظ على هذه المكتسبات ويترجمها إلى استحقاقات وطنية ملموسة.

رسائل سياسية للخارج: العلاقة مع التحالف العربي

تطرق اللقاء إلى الدور المحوري للأشقاء في دول التحالف العربي. وأكد الدكتور مسعد على عمق العلاقة الاستراتيجية التي تجمع الجنوب بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

المملكة العربية السعودية: وصفها بالدولة المحورية والعمق الاستراتيجي للجنوب، مؤكدًا على ثبات العلاقة التاريخية التي تربط الطرفين.

دولة الإمارات العربية المتحدة: أشاد بدورها كحليف داعم لقضية شعب الجنوب، نافيًا جملة وتفصيلًا الشائعات التي تروج لسيطرة الإمارات على القرار الجنوبي، معتبرًا إياها محاولات بائسة للتشويش على الشراكة القائمة.

الملف الخدمي: ضرورة ملامسة المواطن للتغيير

لم يقتصر اللقاء على الجانب السياسي والعسكري، بل وضع "المواطن" في صلب الأولويات. شدد الفريق الرئاسي وقيادة انتقالي حضرموت على أن الانتصارات الكبرى يجب أن تُترجم إلى خطوات عملية يلمسها المواطن في حياته اليومية.

وطالب الحاضرون بضرورة:

توفير تطمينات حقيقية للمواطنين حول استقرار الأوضاع.

تحسين الخدمات العامة في المرافق الحكومية بساحل حضرموت.

تفعيل الدور الرقابي لضمان كفاءة العمل الإداري والتنظيمي.

مداخلات النخبة الحضرمية: تكامل العمل العسكري والمدني

شهد اللقاء مداخلات عديدة من أعضاء الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين، والذين أجمعوا على أن المرحلة تتطلب "تزاوجًا" بين العمل العسكري والعمل الخدمي والسياسي. وأكدت المداخلات أن قوة الجبهة الداخلية تبدأ من إصلاح المرافق الحكومية وتعزيز العمل التنظيمي داخل هيئات المجلس الانتقالي، بما يضمن سلاسة تنفيذ المهام وتجاوز العقبات البيروقراطية.

رؤية موحدة لمستقبل حضرموت والجنوب

يأتي نزول فريق الرقابة والتوجيه الرئاسي إلى المكلا ليؤكد أن محافظة حضرموت تمثل حجر الزاوية في المشروع الوطني الجنوبي. إن التكامل بين القيادة السياسية والعسكرية، والحرص على الشفافية والرقابة، هو الضمان الوحيد للعبور بالجنوب نحو بر الأمان وبناء مؤسسات دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات.

تظل رسالة المكلا اليوم واضحة: "لا تراجع عن المكتسبات العسكرية، والعمل جارٍ لتحويلها إلى واقع سياسي وخدمي مستدام".

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1