الثلاثاء 16 ديسمبر 2025
booked.net

دراسة صادمة: أسرّة التسمير ترفع خطر سرطان الجلد 3 أضعاف وتسبب تلفًا "شاملًا" للحمض النووي

سرطان الجلد
سرطان الجلد

في كشف طبي جديد يضع حدًا لعقود من الجدل والمغالطات التسويقية، أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسيس" (Science Advances) أن استخدام أسرّة التسمير (Tanning Beds) يرتبط بزيادة تقارب ثلاثة أضعاف في خطر الإصابة بـ سرطان الجلد الميلانيني (Melanoma)، وهو أخطر أنواع سرطانات الجلد وأكثرها فتكًا.

لم تكتفِ الدراسة بتأكيد الإحصائيات، بل كشفت لأول مرة عن الآلية البيولوجية التي تُحدث بها هذه الأجهزة تلفًا واسع النطاق في الحمض النووي (DNA) يمتد ليشمل معظم سطح الجلد، مما يفند ادعاءات صناعة التسمير التي ما دام روجت بأن هذه الأجهزة تماثل في تأثيرها أشعة الشمس الطبيعية.

تفنيد الأكاذيب: التسمير الصناعي مقابل أشعة الشمس

لسنوات طويلة، استغلت شركات التسمير الداخلي "الغموض البيولوجي" حول كيفية تسبب الأشعة فوق البنفسجية الصناعية في السرطان، مدعية أنها "آمنة". لكن الفريق البحثي بقيادة باحثين من جامعتي نورثويسترن وكاليفورنيا أثبت أن التسمير الصناعي يُحدث طفرات جينية تتجاوز بمراحل ما تسببه الشمس.

يقول الدكتور بيدرَم جيرامي، أستاذ أبحاث سرطان الجلد والمؤلف الرئيسي للدراسة: "وجدنا في الجلد الطبيعي لمستخدمي التسمير الداخلي تغييرات عميقة في الحمض النووي، وهي عبارة عن طفرات أولية تمهد الطريق للميلانوما بشكل مباشر، وهذا اكتشاف لم يُرَ من قبل بهذا الوضوح".

لغة الأرقام: مقارنة بين 6،000 مشارك

اعتمد الفريق البحثي على منهجية مقارنة دقيقة شملت سجلات 3،000 مستخدم لأسرّة التسمير مقابل 3،000 شخص لم يستخدموها قط، مع توحيد العوامل المؤثرة مثل:

العمر والجنس.

تاريخ التعرض للحروق الشمسية.

العوامل الوراثية.

نتائج مرعبة:

معدل الإصابة: أصيب 5.1% من مستخدمي التسمير بالميلانوما، مقابل 2.1% فقط من غير المستخدمين.

تضاعف الخطر: بعد تعديل كافة العوامل، تبيّن أن استخدام هذه الأجهزة يزيد خطر الإصابة بمقدار 2.85 مرة.

مناطق "خفية" للتضرر: لاحظ الباحثون ظهور الميلانوما في مناطق محمية عادة من الشمس (مثل أسفل الظهر)، مما يثبت أن الجهاز يسلط إشعاعًا مكثفًا يخترق الملابس ويصل لمساحات شاسعة من الجسم لا تصلها الشمس العادية.

الميلانوما تحت المجهر: طفرات على مستوى الخلية الواحدة

استخدم العلماء تقنيات متطورة لتسلسل الحمض النووي لخلايا الميلانين على مستوى الخلية الواحدة. وبفحص 182 خلية من مجموعات مختلفة، ظهرت الحقيقة الصادمة:

صرخة ضحية: تجربة "هايدي تار"

ساهمت هايْدي تار (49 عامًا) من شيكاغو في هذه الدراسة عبر التبرع بعينات من جلدها، وهي التي استخدمت أسرّة التسمير بكثافة في مراهقتها. تقول هايدي: "إذا كان التبرع ببشرتي سيساعد الشباب على فهم أن هذا التوهج الذهبي المؤقت قد يتحول إلى كابوس سرطاني، فقد حققت هدفي".

توصيات طبية عاجلة وسياسات جديدة

شدد الدكتور جيرامي على أن منظمة الصحة العالمية تصنف أسرّة التسمير كمواد مسرطنة من الدرجة الأولى، تمامًا مثل التدخين و"الأسبستوس". وبناءً على نتائج الدراسة، يوصي الخبراء بـ:

حظر قانوني: منع استخدام هذه الأجهزة تمامًا لمن هم دون السن القانونية.

تحذيرات صارمة: وضع ملصقات تحذيرية على الأجهزة تشبه تلك الموجودة على علب السجائر.

الفحص الدوري: كل من استخدم هذه الأجهزة في شبابه يجب أن يخضع لفحص سنوي شامل لدى طبيب جلدية متخصص للكشف المبكر.

نصيحة الخبراء لمستخدمي "أقنعة الكولاجين":

بينما يبحث الكثيرون عن فوائد أقنعة الكولاجين للبشرة، يؤكد أطباء الجلد أن العناية الحقيقية تبدأ بـ الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية. فمهما كانت جودة الأقنعة والمستحضرات، لن تستطيع إصلاح التلف العميق الذي يلحق بالحمض النووي نتيجة التسمير الصناعي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1