متى تقرأ سورة الواقعة للرزق؟ سر "سورة الغنى" وأفضل الأوقات لجلب الرزق وتجنب الفقر

يظل السؤال عن متى تقرأ سورة الواقعة للرزق من أكثر التساؤلات تداولًا بين المسلمين، فالحاجة إلى الرزق وكفاية العيش دافع فطري، والبحث عن السُبل الشرعية لتحقيق ذلك هو جوهر العبادة والسعي في الأرض.

 وتُعد سورة الواقعة إحدى كنوز القرآن الكريم التي اشتهرت بفضلها العظيم في جلب الرزق ومنع الفقر، حتى لُقبت بـ "سورة الغنى".

إن فهم أفضل الأوقات التي يُستحب فيها تلاوة هذه السورة المباركة هو مفتاح اغتنام هذا الفضل والثواب الكبير الذي وردت به النصوص النبوية، وإن كان بعضها موضع نظر عند المحدثين.

 متى تقرأ سورة الواقعة للرزق؟ أفضل الأوقات المستحبة

ورد عن العلماء والمشايخ عدة أوقات يُستحب فيها قراءة سورة الواقعة للرزق، وإن كان الأصل في قراءة القرآن الكريم أنه مشروع في كل وقت وحين:

بين الفجر والشروق: يُمكن قراءة سورة الواقعة في الفترة ما بين أداء صلاة الفجر وبين طلوع الشمس (وقت الشروق). هذا الوقت من الأوقات المباركة التي يُستجاب فيها الدعاء ويُستحب فيها ذكر الله.

قيام الليل: قراءتها في صلاة قيام الليل تُعد من أوقات التعبد الخالصة، حيث يكون المسلم أقرب ما يكون لربه.

يوم الجمعة: قراءتها في يوم الجمعة المبارك، بنية التعبد وقراءة آيات القرآن الكريم طلبًا للرزق من الله عز وجل.

كل ليلة: الأهم هو مداومة القراءة، لا سيما كل ليلة، اقتداءً بما ورد في بعض الآثار.

وقد ورد أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم– كان يداوم على قراءة سورة الواقعة في صلاة الفجر، وقد أوصت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها النساء بقراءتها، لما لها من فضلٍ عظيمٍ وأجرٍ كبير.

فضل سورة الواقعة: لماذا سُميت بسورة الغِنى؟

تُعد سورة الواقعة أفضل سورة لجلب الرزق لما تناقلته الأمة حول فضائلها. وقد ذكر العلماء عدة فوائد لسورة الواقعة المستنبطة من الأحاديث والآثار، وإن كان بعضها ضعيف الإسناد، إلا أن فضائل الأعمال يُتساهل فيها:

منع الفقر والفاقة: من أهم فضائلها أن مداومة قراءتها بتفكر وتدبر لآياتها، تمنع الفقر وتجنب الفاقة.

جلب الرزق والغنى: سُميت بـ "سورة الغنى"؛ لأنها تجلب الرزق وتمنع البؤس والشدة.

اجتناب الغفلة: من داوم على قراءتها لم يُكتب من الغافلين، لما فيها من ترهيب وذكر لأهوال القيامة والحساب والعقاب والاحتضار، مما يجعل القارئ دائم التذكر للآخرة.

وفي هذا الصدد، روى ابن دقيق العيد عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالَ أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللَّهِ أراكَ قد شِبتَ؟ قالَ: «شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ»، لِما تضمنته هذه السور من التّخويف من عذاب الآخرة وذكر صفات الجنّة والنار.

أصح ما ورد في فضل سورة الواقعة قبل النوم

من أصحّ ما جاء في فضائل وأسرار سورة الواقعة ما رُوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من قرأ سورةَ الواقعةَ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا وقد أمرتُ بناتي أن يقرأْنها كلَّ ليلةٍ».

وعلى الرغم من وجود أحاديث ضعيفة أخرى تُثبت أن قراءتها كلَّ ليلة تمنع الفقر وتجلب الرزق، إلا أن تلاوة سورة الواقعة وغيرها من سور القرآن الكريم يُعدّ من الأعمال الفاضلة، ولا حرج على المسلم في أن يداوم عليها بنية التعبد وطلب الرزق.

سورة الواقعة: التعريف والمكانة

سورة الواقعة هي سورة مكيّة بالإجماع، أي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، وتقع في الجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم.

ترتيبها: السورة السادسة والخمسون (56) في المصحف الشريف.

عدد الآيات: ستٌ وتسعون آية (96).

التسمية: يعود سبب تسمية السورة بهذا الاسم إلى ورود لفظ "الواقعة" فيها، وافتتاحها به، والواقعة هو اسمٌ من أسماء يوم القيامة.

وقد بدأت هذه السورة بوصف هذا اليوم العظيم في بدايتها، بأسلوب الشرط، في قوله تعالى: «إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ(2)».

 لا تغفل عن دعاء سورة الواقعة للرزق

بالإضافة إلى تلاوة السورة في أوقاتها المفضلة، من المستحب أن يجمع المسلم بين تلاوة القرآن والدعاء. يمكن للمسلم أن يردد دعاء سورة الواقعة للرزق والغنى وسداد الديون بعد الانتهاء من تلاوتها، فالدعاء مخ العبادة، ويجمع بين فضل القراءة وطلب الحاجة من الله تعالى.

إن مداومة قراءة سورة الواقعة بتدبر، مع اليقين التام بأن الرزق كله بيد الله، هو خير سبيل لتحقيق الغنى وكفاية العيش في الدنيا والآخرة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1