إشارة حزم جنوبية: القوات المسلحة الجنوبية تُؤمِّن المدخل الشرقي لوادي حضرموت وتنهي حقبة الجبايات
في خطوة عسكرية استراتيجية وذات دلالات واضحة، تواصل القوات المسلحة الجنوبية تحركاتها لتثبيت الأمن وتعزيز المكتسبات الميدانية في وادي حضرموت.
هذه التحركات تُعد إشارة حازمة من القيادة الجنوبية لإنهاء حالة الفوضى والتردي الأمني، والبدء في مرحلة جديدة من فرض النظام وبسط سيادة القانون في هذه المنطقة الحيوية.
تأمين البوابة الشرقية: حماية خطوط العبور الدولية
في قلب هذه التحركات، باشرت وحدات النخبة الحضرمية، الممثلة لـ القوات المسلحة الجنوبية والمتمركزة في البوابة الشرقية لمديريات وادي وصحراء حضرموت، تنفيذ مهامها الأمنية بتأمين المدخل الشرقي للمنطقة.
تضمنت هذه العملية الميدانية الحساسة إجراء عمليات تفتيش دقيقة ومُنظمة للمركبات القادمة والمغادرة. هذا الإجراء ليس مجرد روتين أمني، بل هو جزء من خطة شاملة تهدف إلى:
تعزيز الأمن والاستقرار في المديريات الشرقية.
حماية خطوط العبور الدولية التي تربط بين وادي وصحراء حضرموت وسلطنة عمان.
مكافحة الممارسات غير القانونية وضمان سيادة القانون.
أكد مصدر عملياتي أن الهدف الأساسي هو توفير بيئة آمنة لحركة المواطنين والتجارة، وهو ما ينعكس إيجابًا ومباشرًا على الاستقرار الاقتصادي والمعيشي في وادي حضرموت.
ارتياح شعبي ووداع لعهد الجبايات
لقيت هذه الإجراءات الأمنية ترحيبًا واسعًا من المواطنين وسائقي النقل الثقيل. أعرب المواطنون عن ارتياحهم للانتشار الأمني المنظم والتعامل المسؤول، مؤكدين أن هذه الخطوات أسهمت في تعزيز الشعور بالأمان وتسهيل حركة المرور دون أي تعطيل يذكر.
النقطة الأبرز التي سلط عليها ملاك وسائقو سيارات النقل الثقيل الضوء هي التباين الواضح بين الأداء الأمني الجديد وما كان عليه الحال سابقًا: "أوضح عدد من ملاك وسائقي سيارات النقل الثقيل أن النقاط الأمنية التابعة للنخبة الحضرمية والقوات المسلحة الجنوبية لا تفرض أي مبالغ مالية، على عكس ما كان يحدث سابقًا في نقاط المنطقة العسكرية الأولى، التي كانت تفرض جبايات كبيرة أثقلت كاهل السائقين ورفعت كلفة النقل."
هذا التغيير يمثل نهاية فعلية لـ "حقبة الجبايات" التي شكلت عبئًا اقتصاديًا على كاهل المواطنين والتجار، ويعزز الثقة في أن التحركات الجديدة هدفها حماية المواطن والمصالح العامة، وليس استنزافها.
تحول نوعي وإنهاء لمظاهر الفوضى
تكتسب تحركات القوات المسلحة الجنوبية لتأمين هذا المدخل الاستراتيجي أهمية بالغة كونها تمثل تحولًا نوعيًّا في مسار الأمن والاستقرار في وادي حضرموت. لسنوات طويلة، عانت المنطقة من مظاهر الفوضى والاختلالات الأمنية التي ارتبطت بشكل مباشر بأداء المنطقة العسكرية الأولى المُنتمية للمليشيات الإخوانية.
تأتي الإجراءات الأمنية المدروسة حاليًا لتحصين المنظومة الأمنية وإغلاق الثغرات وقطع الطريق أمام قوى العبث التي استغلت الفراغ الأمني لتهديد السكينة العامة والقضاء على صناعة الإرهاب التي ارتبطت بوجود المنطقة العسكرية الأولى، والتي أسهمت في ترسيخ حالة عدم الاستقرار.
إن تأمين المدخل الشرقي لا يُنظر إليه كإجراء ميداني معزول، بل هو جزء من رؤية أمنية شاملة تسعى إلى قطع الطريق على أي محاولات لفرض واقع أمني هش في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية.
دلالات سياسية وعسكرية: تثبيت السيادة الجنوبية
تحمل هذه التحركات دلالات سياسية وعسكرية لا يمكن إغفالها. فهي ترمز إلى إرادة جنوبية راسخة تؤكد أن تثبيت السيادة الأمنية والعسكرية الجنوبية في كافة مناطق الجنوب هو خيار لا بديل عنه.
بالنسبة للقيادة الجنوبية، فإن السيادة الأمنية هي الضامن الحقيقي لحماية الأرض، وتحقيق أمن المواطن، ومنع استغلال مناطق الجنوب كمنصة لزعزعة استقرار المنطقة. هذه الخطوات تمهد الطريق لإنهاء الوجود غير الجنوبي الذي أسهم في ترسيخ الفوضى وتفاقم المعاناة.
إن التنسيق الميداني والتعامل بمسؤولية من قبل النخبة الحضرمية والقوات المسلحة الجنوبية يؤكد القدرة على إدارة الملف الأمني بكفاءة ومهنية، مع الالتزام التام بتوفير بيئة مدنية آمنة للتجارة وحياة المواطنين، بعيدًا عن ممارسات الجباية والإرهاب التي سادت سابقًا.
وفي الختام، فإن تحصين البوابة الشرقية لـ وادي حضرموت هو بمثابة إعلان واضح عن دخول مرحلة الحسم الأمني، وتأكيد على أن الجنوب يسير بخطى ثابتة نحو استكمال تحرير أراضيه وتأمينها بالكامل.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
