عبدالرحمن شاهر: الانتماء الحقيقي للوطن عمل ومسؤولية.. والجنوب يمر بمرحلة مفصلية وحاسمة
أكد عبدالرحمن شاهر، أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي، أن الانتماء الحقيقي للوطن يتجاوز حدود الشعار والقول، ليصبح موقفًا يُجسَّد فعلًا ومسؤولية عملية على الأرض.
جاء ذلك في منشور نشره شاهر على منصة "إكس"، حظي بتفاعل واسع، حيث وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بمفهوم الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الجنوب العربي.
الوطنية ليست شعارات: تلبيشة الواجب قبل النقد
شدد شاهر في رسالته الواضحة على أهمية تلبية الواجب الوطني قبل أي شيء آخر، محذرًا من أن التخلف عن أداء الدور المنوط بالفرد في بناء الوطن يعطي فرصة للعدو قبل الصديق "أن يُشار إليه بالبَنان الشامت: عاد وطنه وتخلف عن أن يكون أحد مواطنيه". هذه النقطة تعتبر دعوة صريحة ومباشرة لجميع أبناء الجنوب للانخراط الفاعل في معركة الوجود والبناء.
يشير أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي إلى أن الوطنية الصادقة تفرض على الفرد أن يكون جزءًا أصيلًا من حركة مجتمعه، لا مجرد مراقب أو ناقد من الخارج. هذا المنطق يؤسس لمرحلة جديدة من الوعي، حيث يكون المقياس هو حجم العمل والإنجاز على أرض الواقع، وليس فقط حجم الشعارات المرفوعة.
مرحلة مفصلية وحاسمة نحو استعادة دولة الجنوب
وصف عبدالرحمن شاهر المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن الجنوبي بأنها "مرحلة مفصلية وحاسمة"، وهي مرحلة تفرض المساواة التامة بين جميع أبناء الجنوب العربي، بغض النظر عن الانتماء أو الموقع. وقال شاهر إن هذه المرحلة "تُساوي بين جميع أبنائه في القيمة والقدر والمكانة والمواطنة والوطنية، وتحمّلهم جميعًا دون استثناء دورًا ومسؤولية في مسيرة التحرير والحرية واستعادة دولة الجنوب وبناء مؤسساتها".
هذا التأكيد على المساواة والشمولية يُعد ركيزة أساسية في استراتيجية المجلس الانتقالي الجنوبي الهادفة إلى توحيد الصفوف وتوزيع الأدوار والمسؤوليات بشكل عادل ومنصف. إن استعادة دولة الجنوب لا يمكن أن تتم إلا بتضافر جهود كافة الشرائح المجتمعية.
بهذه العبارة، يلخص شاهر فلسفة التفاضل في هذه المرحلة، حيث يصبح العمل والتضحية هما المعيار الأوحد للقيمة والمكانة، مشددًا على أن الميادين متعددة، لكن الهدف واحد: الجنوب.
تعدد ميادين الواجب والهدف الأوحد
أوضح الأمين العام أن ميادين الواجب في الجنوب لم تعد مقتصرة على الجانب العسكري أو الأمني فحسب، بل اتسعت لتشمل جميع مجالات الحياة. وأكد أن هذه الميادين "تلتقي جميعًا في هدف واحد: هو الجنوب، هي ميادين الدفاع والذود عنه وبناء دولته وصون كرامته وعزة شعبه".
سواء كان العمل سياسيًا يهدف إلى حشد الدعم الدولي، أو عسكريًا وأمنيًا لضمان استقرار الجبهات الداخلية والخارجية، أو اقتصاديًا واجتماعيًا لتحسين معيشة المواطنين، فإن جميع هذه الجهود تصب في بوتقة واحدة هي بناء دولة الجنوب العربي وصون هويته.
كما أشار إلى دور الإعلام والفكر في التعبير الشجاع و"الكلمة الصادقة التي تمثل شعبنا وأرضنا وهويتنا وقواتنا المسلحة ودولتنا، دولة الجنوب العربي". هذا الاعتراف بأهمية القوة الناعمة والإعلامية يُعد خطوة إيجابية في إدراك شامل لمعركة الوعي والهوية.
وحدة الصف شريان النصر والاعتزاز بالتحالف العربي
في ختام تصريحاته، وضع عبدالرحمن شاهر معادلة النصر، وهي الوحدة والوعي. وشدد على أن الجنوب يجمعنا، وأن الجميع "شركاء في بنائه، وكلنا مسؤولون عن حاضره، وكلنا معنيون بتقرير مستقبل أبنائنا وأجيالنا القادمة"
ولم يغفل شاهر عن تأكيد الثوابت الاستراتيجية للجنوب، حيث جدد الاعتزاز بالانتماء العروبي الأصيل والوفاء لـ التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأكد كذلك على الشراكة المستمرة مع الأصدقاء الدوليين في مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي والدولي.
تصريحات أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي ترسم خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة، مؤكدة على أن استعادة دولة الجنوب هي هدف جامع، وأن الانتماء الوطني يُقاس بحجم العمل والتضحية في مختلف الميادين، مع التأكيد على العلاقة الوطيدة بالعمق العربي والالتزام بأهداف التحالف العربي في المنطقة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
