الإثنين 15 ديسمبر 2025
booked.net

تفشي الحصبة يهدد مكانة الولايات المتحدة الصحية.. تحذيرات من فقدان صفة دولة خالية من المرض

الحصبة
الحصبة

 

حذرت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية من أن الولايات المتحدة باتت على أعتاب فقدان مكانتها كدولة خالية من مرض الحصبة، في ظل اتساع رقعة تفشي المرض في عدد متزايد من الولايات، وسط أوضاع وصفتها مصادر طبية بـ«الحرجة». 

وربط خبراء في الأمراض المعدية هذا التطور مباشرة بتراجع معدلات التطعيم، وما صاحب ذلك من تحولات في السياسات الصحية، خاصة بعد تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لروبرت إف. كينيدي جونيور وزيرًا للصحة والخدمات الإنسانية.

وشهدت ولاية كارولاينا الجنوبية خلال الأسبوع الجاري فرض حجر صحي على ما لا يقل عن 254 شخصًا، عقب تأكيد أكثر من 20 إصابة بالحصبة، في أحدث بؤرة تفشٍ ضمن ما يُعد أسوأ عام تشهده الولايات المتحدة من حيث انتشار المرض في تاريخها الحديث.

وفي غرب ولاية تكساس، سُجّلت منذ يناير الماضي أكثر من 700 حالة إصابة مؤكدة، إلى جانب وفاة طفلين، فيما أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالإبلاغ عن 47 بؤرة تفشٍ للحصبة على مستوى البلاد خلال العام الجاري.

ويرى متخصصون أن تصاعد الإصابات يعكس التأثير المباشر لحركة مناهضة التطعيم في الولايات المتحدة. وقالت فيونا هافرز، الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة إيموري، والموظفة السابقة في قسم الأمراض المعدية بمراكز السيطرة على الأمراض، إن ما يحدث يمثل مثالًا واضحًا على الضرر الذي ألحقته حركة مناهضة التطعيم بالصحة العامة.

وكان روبرت إف. كينيدي جونيور من أبرز الأصوات المعارضة للتطعيم في البلاد قبل توليه منصبه الوزاري، إذ سعى منذ تعيينه إلى إعادة تشكيل المجلس الاستشاري الوطني للتطعيمات وأجزاء أخرى من المنظومة الصحية بما يتماشى مع رؤيته، وهو ما أثار مخاوف واسعة في الأوساط الطبية.

وتفقد أي دولة صفة «الخلو من الحصبة» إذا شهدت انتقالًا مستمرًا للعدوى لمدة 12 شهرًا متتالية. 

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن كندا والمكسيك شهدتا بدورهما ارتفاعًا حادًا في الإصابات هذا العام، حيث فقدت كندا رسميًا هذا اللقب الشهر الماضي.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت القضاء على الحصبة عام 2000، غير أن استمرار انتقال العدوى دون انقطاع يضع البلاد أمام استحقاق حاسم مع حلول 20 يناير المقبل، الذي سيُكمل عامًا كاملًا من التفشي المتواصل، ما يجعل فقدان هذا اللقب أمرًا مرجحًا للغاية.

ووصف خبراء هذا السيناريو بأنه «محرج للغاية» للولايات المتحدة، مؤكدين أن السيطرة على التفشيات الحالية أصبحت أكثر صعوبة بسبب تراكم عقود من المعلومات المضللة حول لقاحات الحصبة، والتي ساهمت في تراجع معدلات التطعيم وفتح الباب أمام عودة أمراض كان يُعتقد أنها أصبحت من الماضي.