سلاح الشائعات: تحليل الحرب الإعلامية ضد الجنوب وكيف تتصدى القوات المسلحة الجنوبية لأكاذيب حزب الإصلاح والحوثي

 الحرب الإعلامية
الحرب الإعلامية ضد الجنوب

في كل محطة مفصلية تحقق فيها القوات المسلحة الجنوبية تقدمًا نوعيًا على الأرض، خاصة في مناطق استراتيجية مثل وادي حضرموت والمهرة، تتكثف الحملات الإعلامية المعادية وتخرج ماكينة الشائعات بكامل طاقتها. 

هذه الظاهرة ليست وليدة اللحظة، بل هي استراتيجية ممنهجة تلجأ إليها القوى المناهضة لمشروع استعادة دولة الجنوب، تحديدًا عندما تشعر بأن موازين القوى لا تسير في صالحها. فالحرب الحديثة أصبحت "حربًا هجينة" تستخدم فيها المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي لشن هجمات نفسية تهدف إلى زعزعة ثقة الشارع الجنوبي بقيادته.

ما يجري اليوم من ترويج مكثف لأكاذيب تزعم وجود ضغوط خارجية لإجبار القوات المسلحة الجنوبية على الانسحاب من وادي حضرموت والمهرة، ليس سوى فصل جديد من فصول الحرب الإعلامية ضد الجنوب التي يقودها ببراعة مكشوفة حزب الإصلاح اليمني، بتنسيق غير معلن مع جماعة الحوثي. تهدف هذه الحملة إلى خلق حالة من عدم اليقين وإظهار أن القرار الجنوبي مرهون بالخارج، وهو ما يتنافى مع حقائق التفويض الشعبي الواسع الذي يحظى به المجلس الانتقالي الجنوبي.

شائعة الانسحاب: توقيت كاشف ودلالات ميدانية

لم يأتِ ترويج شائعة الانسحاب من وادي حضرموت والمهرة عبثًا، بل تزامن بدقة مع متغيرات ميدانية وسياسية أربكت حسابات حزب الإصلاح والحوثي على حد سواء. النصر الذي حققته القوات المسلحة الجنوبية، والالتفاف الشعبي الواسع حولها، سحب البساط من تحت أقدام القوى التي اعتادت الاستثمار في الفوضى والفراغ الأمني لعقود طويلة.

التوقيت هنا ليس تفصيلًا ثانويًا، بل عنصرًا كاشفًا لحقيقة الحملة. فمع كل انتصار جنوبي، يُعاد إنتاج الخطاب ذاته: حديث عن ضغوط خارجية، تسريبات عن صفقات، وشائعات عن انسحابات وشيكة. والهدف واحد: كسر المعنويات، وزرع الشك بين صفوف الشارع الجنوبي، ومحاولة إظهار المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته بمظهر الخاضع للإملاءات. إنها محاولة يائسة لتقويض شرعية الإنجاز الميداني عبر التشكيك في استقلالية القرار الجنوبي الذي يسعى لـ استعادة دولة الجنوب.

حزب الإصلاح والحوثي: تحالف مصلحي في الحرب الإعلامية ضد الجنوب

على الرغم من التناقض الظاهري في أيديولوجياتهم، يجد حزب الإصلاح والحوثي نفسيهما في خندق واحد عندما يتعلق الأمر بمواجهة المشروع الوطني الجنوبي. يدرك الطرفان أن نجاح المشروع الجنوبي يعني نهاية نفوذهما في مناطق استراتيجية وحيوية. هذا "التحالف المصلحي" غير المعلن يتجلى بوضوح في تبني الروايات ذاتها وتكرار العناوين نفسها، خاصة بعد الهزائم العسكرية الميدانية التي مُني بها الإصلاح وفقدانه لنفوذه في الجنوب.

فقد وجد حزب الإصلاح في الإعلام ساحة بديلة لتعويض خسائره، فيما يرى الحوثي في أي استهداف لـ القوات المسلحة الجنوبية فرصة لإضعاف خصم أساسي أفشل تمدده جنوبًا. هذا التناغم في الخطاب الإعلامي يفضح حقيقة أن عدوهما المشترك هو استقرار الجنوب وقوة مشروعه الوطني، ويؤكد أن عداءهما المتبادل ليس سوى أكذوبة يظهر زيفها في التحالف العلني ضد مساعي استعادة دولة الجنوب.

تغلغل إعلام الإخوان في القنوات الإقليمية: إفلاس سياسي بلباس إعلامي

تكشف التحليلات أن نفوذ القيادات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين مستمر داخل غرف تحرير عدد من القنوات الإقليمية. هذا النفوذ لم يعد خافيًا على المتابعين، بل بات واضحًا في طريقة تناول الملف الجنوبي، واختيار العناوين، وصياغة الأخبار بما يخدم أجندة محددة تستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته. هذه الممارسات تخرج عن إطار المهنية الصحفية، وتندرج ضمن حرب إعلامية ممنهجة هدفها تشويه الحقائق.

إن الحملات المتكررة التي تشنها هذه المنابر ليست دليل قوة، بل مؤشر واضح على الإفلاس السياسي الذي يعيشه حزب الإصلاح وحلفاؤه. فعندما تعجز القوى عن تحقيق أي إنجاز على الأرض، تلجأ إلى الإعلام كملاذ أخير. هذا الإفلاس يتجلى في التناقض الصارخ بين ما يُبث على الشاشات وما يراه الناس على الأرض؛ فـ القوات المسلحة الجنوبية تواصل تمركزها وثباتها، والأمن في المحافظات يتحسن، والشارع الجنوبي يزداد التفافًا حول قيادته.

شعب الجنوب: صاحب القرار وحامي المشروع

لا تقف القوات المسلحة الجنوبية وحدها في مواجهة هذه الحملات، بل يقف خلفها شعب بأكمله، يدرك طبيعة المعركة، ويميز بين الحقيقة والدعاية. فـ شعب الجنوب، الذي خبر ويلات التضليل لسنوات، بات أكثر وعيًا وصلابة، وأكثر تمسكًا بـ المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل سياسي لإرادته الوطنية. هذا الوعي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج تجارب مريرة، وهو الضمانة الحقيقية لاستمرارية المشروع الوطني الجنوبي حتى تحقيق استعادة دولة الجنوب.

الخاتمة: أوهام تتبدد أمام الحقيقة الميدانية

تخلص الوقائع إلى حقيقة واحدة لا تقبل الجدل: الحملات الإخوانية والحوثية، مهما تصاعدت، لن تغيّر من الحقائق الميدانية قيد أنملة. القوات المسلحة الجنوبية ثابتة في مواقعها، والمجلس الانتقالي الجنوبي يحظى بتفويض شعبي واسع. إن الواقع على الأرض، المتمثل في الأمن والاستقرار والسيادة الجنوبية المتنامية، هو الرد الأبلغ على كل الأكاذيب. الحرب الإعلامية ضد الجنوب هي محاولة بائسة لتزييف الوعي، لكن مسار الجنوب نحو استعادة دولة الجنوب ماضٍ بثبات، غير عابئ بضجيج الشائعات ولا بأوهام المنهزمين.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1