عملية الحسم في أبين.. لماذا يُعد تطهير المحافظة مفتاح استقرار الجنوب العربي بالكامل؟
في خطوة استراتيجية ومفصلية لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية، أطلقت القوات المسلحة الجنوبية عملية عسكرية واسعة النطاق تحت اسم "عملية الحسم" في محافظة أبين.
تهدف العملية بشكل أساسي إلى القضاء على بؤر الإرهاب وفلول التكفيريين المتطرفين الذين استغلوا تعقيدات الأوضاع لزعزعة الأمن في هذه المحافظة الحيوية.
يُعد إطلاق "عملية الحسم" ترجمة فعلية لالتزام القيادة الجنوبية بمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، خاصة بعد النجاحات المماثلة التي تحققت في محافظتي حضرموت وشبوة. وتأتي العملية لتؤكد أن تأمين الجنوب العربي من خطر التنظيمات المتطرفة يمثل أولوية قصوى لا تهاون فيها، ولا يمكن أن يتم أي تقدم سياسي أو اقتصادي دونه.
أبين: موقع استراتيجي وتحديات أمنية
تتميز محافظة أبين بموقعها الجغرافي الحساس، الذي يربط بين عدد من المحافظات الجنوبية، بما في ذلك عدن (العاصمة المؤقتة). هذا الموقع جعلها لفترات طويلة نقطة ضعف وبؤرة لتمركز ونشاط الجماعات الإرهابية مثل تنظيمي القاعدة وداعش.
لذلك، فإن نجاح "عملية الحسم" لن يقتصر أثره على أبين فحسب، بل سينعكس إيجابًا على أمن المنطقة بأكملها، خاصة العاصمة عدن. العمليات النوعية للقوات الجنوبية تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:
تطهير الأودية والجبال: استهداف المخابئ والمقرات التي تستخدمها العناصر الإرهابية كنقاط انطلاق لشن الهجمات.
قطع طرق الإمداد: تدمير أي شرايين لوجستية محتملة للإرهابيين، سواء كانت لتهريب السلاح أو العناصر المقاتلة.
تأمين الشريط الساحلي: تعزيز السيطرة على المناطق الساحلية التي قد تستغلها التنظيمات المتطرفة للهروب أو الحصول على دعم خارجي.
منهجية "عملية الحسم": السرعة والدقة
تعتمد القوات المسلحة الجنوبية في تنفيذ عملية الحسم على منهجية جديدة تجمع بين السرعة في الانتشار والدقة في الاستهداف، معتمدة على معلومات استخباراتية عالية الجودة. وتشارك في العملية وحدات متخصصة ومدرّبة تدريبًا عاليًا على حرب العصابات ومكافحة الإرهاب في المناطق الوعرة.
يتم تنفيذ العملية بتنسيق كامل يضمن:
تجنب الأضرار الجانبية: الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين.
الدعم الجوي واللوجستي: استخدام القدرات الاستطلاعية والدعم اللوجستي لتوفير غطاء حماية للقوات المتقدمة.
إن التزام القيادة الجنوبية بالقضاء على الإرهاب في أبين يبعث برسالة قوية بأن الجنوب العربي لن يكون ملاذًا آمنًا للمتطرفين، وأن المرحلة القادمة هي مرحلة البناء والاستقرار.
الأهمية الاستراتيجية لـ "عملية الحسم"
تكتسب "عملية الحسم" أهمية استراتيجية تتجاوز الإطار الأمني المباشر:
تعزيز الثقة الشعبية: النجاح في تطهير أبين يعزز الثقة بقدرة القوات الجنوبية على حماية المواطنين وتحقيق الاستقرار، مما يدعم الشرعية الشعبية للقيادة.
دعم العملية السياسية: توفير بيئة آمنة هو شرط أساسي لأي تقدم في العملية السياسية وإعادة بناء الدولة. لا يمكن التفاوض أو تحقيق الحكم الرشيد في ظل وجود تهديد إرهابي نشط.
تأكيد الفصل عن الشمال: تُعد مكافحة الإرهاب من جانب القوات الجنوبية دليلًا على قدرتها على إدارة الملفات الأمنية السيادية بشكل مستقل وفعال، وهو ما يعزز مطلب إعلان الدولة الجنوبية.
دور الدعم الإقليمي والدولي
من المتوقع أن تحظى "عملية الحسم" بدعم إقليمي ودولي واسع، خاصة من الدول الشريكة في التحالف العربي، التي تدرك أن استقرار الجنوب هو مفتاح استقرار الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر. مكافحة الإرهاب في أبين تخدم المصالح الأمنية الإقليمية والعالمية عبر تضييق الخناق على التنظيمات العابرة للحدود.
في الختام، تُعد "عملية الحسم" في أبين فصلًا جديدًا في معركة القوات المسلحة الجنوبية ضد الإرهاب والتطرف. وبينما تتواصل الأعمال العسكرية بدقة، فإن الآمال معقودة على أن تنجح هذه العملية في اقتلاع الجذور الأخيرة للإرهاب، فاتحة الباب أمام محافظة أبين للعب دورها الكامل في تحقيق التنمية والازدهار في الجنوب العربي المستقر والمستقل.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
