لقاء القمة في عدن: الزُبيدي وقيادة التحالف العربي يُناقشان توحيد الجهود ضد الإرهاب وتأمين الملاحة الدولية (دلالات التوقيت)

صورة من الاجتماع
صورة من الاجتماع

قي خطوة سياسية وعسكرية لافتة في توقيتها ودلالاتها، احتضن القصر الرئاسي بالعاصمة عدن اجتماعًا رفيع المستوى جمع بين اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وقيادة القوات المشتركة للتحالف العربي.

يأتي هذا اللقاء في ظل تحديات أمنية متصاعدة في المنطقة، وحرصًا متبادلًا على تنسيق المواقف وتوحيد الجهود لمواجهة الأخطار المشتركة، وفي مقدمتها الإرهاب وتهديدات الملاحة الدولية.

 استقبال القيادة المشتركة: تثمين للدور الأخوي

استقبل الرئيس الزُبيدي، بحضور نائبه عبدالرحمن المحرمي عضو مجلس القيادة الرئاسي، قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي. وقد تقدّم الوفد الزائر كل من اللواء الركن سلطان العنزي واللواء الركن عوض الأحبابي، مما يعكس مستوى التمثيل العالي وأهمية الموضوعات المطروحة.

في مستهل اللقاء، وجّه الرئيس الزُبيدي تحية خاصة، مثمّنًا ومُشيدًا بـ "الدور الأخوي الصادق" الذي تقوم به دول التحالف العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. أكد الزُبيدي أن هذا الدور حيوي ومحوري في معركة التصدي للمخططات الإرهابية التي تُهدد استقرار الجنوب والمنطقة بأسرها.

 أجندة اللقاء: الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب

تركزت أجندة اللقاء على قضايا مصيرية تتعلق بالأمن الإقليمي والمصالح الدولية، وتمثلت في محاور رئيسية:

توحيد الجهود ضد المخاطر المشتركة

ناقش الجانبان سبل توحيد الجهود لمواجهة كافة التحديات التي لا تهدد فقط أمن المنطقة والإقليم، بل تتجاوز ذلك لتمس المصالح الدولية وحرية الملاحة الدولية في الممرات المائية الحيوية. هذا التنسيق يشير إلى إدراك عميق للتهديدات العابرة للحدود التي تستوجب تعاونًا مكثفًا.

تعزيز مكافحة الإرهاب وتجفيف المنابع

استعرض اللقاء آليات وخطط تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في الجنوب والمنطقة. وشدد الجانبان على أهمية:

تجفيف منابع تمويل الإرهاب على المستوى المالي والاقتصادي.

تنسيق الجهود مع الشركاء في التحالف الدولي لتشديد الرقابة.

وقف تهريب الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية وتفكيك شبكات التهريب.

يُظهر هذا التركيز أن الجنوب والمجلس الانتقالي يضعان أمن المنطقة كأولوية قصوى، مما يجعله شريكًا موثوقًا للتحالف العربي والمجتمع الدولي.

إشادة التحالف وتأكيد الشراكة المصيرية

من جانبها، أعربت قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي عن بالغ تقديرها وإشادتها بـ "التضحيات الجسيمة" التي قدمها أبناء الجنوب في المعركتين ضد المليشيات الحوثية وضد الإرهاب. وأكدت قيادة التحالف على "أهمية الدور المأمول" من القوات الجنوبية في الحاضر والمستقبل لمواصلة تثبيت دعائم الأمن.

في ختام اللقاء، جدد الرئيس الزُبيدي التأكيد على عمق ومتانة العلاقات الأخوية المصيرية التي تربط شعوب الجنوب بدول التحالف، مشيرًا إلى أنها "عُمّدت بالدم في معركة المصير الواحد".

دلالات التوقيت: حرص جنوبي على الحوار والثوابت الوطنية

يأتي انعقاد هذا اللقاء في توقيت مهم وحساس، ويُرسل عدة رسائل سياسية وعسكرية هامة:

تعزيز الثقة والشراكة: يعكس اللقاء حرصًا جنوبيًا متناميًا على إعلاء لغة الحوار وتعزيز التفاهم مع الشركاء الإقليميين، مع التأكيد على المحافظة على متانة الشراكة التي تساهم في تجاوز التحديات.

التمسك بالثوابت الوطنية: رغم كل محاولات التشويه المشبوهة التي قد تستهدف العلاقة بين الجنوب العربي والتحالف، فإن المجلس الانتقالي يؤكد أن تحركاته تتم دون أي مساس بالثوابت الوطنية أو الحقوق التحررية لشعب الجنوب.

إنجاز أهداف المرحلة: يؤكد المجلس الانتقالي من خلال هذا المسار التنسيقي أنه حريص على إنجاز أهداف المرحلة وتقويض أي محاولة تستهدف المساس بـ المكتسبات الأمنية والاستقرار الذي تم تحقيقه.

إن الرسائل السياسية الموجهة من المجلس الانتقالي في هذا الإطار واضحة لجميع الأطراف، مفادها أن الشراكة والتفاهم أمر أساسي، لكنه يتم دون المساومة على حق الجنوب في تحركاته النضالية والتحررية والمصيرية. اللقاء يعزز موقع الجنوب كشريك استراتيجي في المنطقة، قادر على تحمل المسؤولية الأمنية الإقليمية.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1