فشل التضليل.. لماذا لم تستطع الحملات الإعلامية الشمالية إيقاف المسار الجنوبي نحو الاستقلال؟

تعبيرية
تعبيرية

بينما تتصاعد المطالب الشعبية في الجنوب العربي، حيث تعلو أصوات الملايين في عدن، وحضرموت، وشبوة، ولحج، والمهرة، وسقطرى مطالبة بالحق المشروع في الاستقلال الثاني، تتواصل آلة التحريض السياسية والإعلامية في الشمال، عبر قنوات محددة، في محاولات مستمرة لعرقلة هذا المسار. هذه القنوات، التي تجاوزت دورها الإعلامي، تحولت إلى أدوات تضليل تبث رسائل مغلوطة حول الجنوب، وتحاول ربط أي مشروع استقلال بـ التهديد المباشر للشمال.

النتيجة الأليمة لهذا التضليل الإعلامي ظهرت بشكل مأساوي في محافظة شبوة مؤخرًا، حيث استهدفت عملية إرهابية معسكر عرين، وراح ضحيتها عدد من الجنود الجنوبيين الشرفاء الذين كانوا يؤدون واجبهم في حماية الجنوب العربي ومواطنيه. ويؤكد المراقبون أن هذه العملية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة طبيعية لاستمرار حملات التحريض الإعلامي لقوى الاحتلال اليمني منذ عام الوحدة "المشؤومة"، والتي شحنت مشاعر جماعات متطرفة ومنحتهم ذريعة لتنفيذ أعمال العنف والإرهاب.

إرث التحريض الإعلامي: من الفتوى التكفيرية إلى التضليل الحديث

تعود جذور التحريض ضد الجنوب إلى تاريخ عميق، بدأ تحديدًا مع حرب 1994 وصدور الفتوى اليمنية التي كفّرت الجنوبيين المطالبين بالانفصال. ومنذ ذلك الحين، سعت بعض القوى في الشمال إلى تصوير الاستقلال الجنوبي كخطر وجودي وربط مطالبه بالدين والهوية.

أدوات التحريض الحالية:

قنوات مشبوهة: تستخدم بعض القنوات الإعلامية، مثل "الجزيرة" و"المهرية"، لغة التحريض الدموي، وتنقل أخبارًا مختلقة أو مشوهة عن الجنوب العربي، دون مراعاة للحقائق على الأرض.

إعادة إنتاج الكراهية: هذا النمط من التضليل يعيد إنتاج نفس بيئة الكراهية والتحريض التي كانت سببًا في نزاعات الماضي، ويمنح الجماعات الإرهابية دافعًا إضافيًا لارتكاب الجرائم.

إن الطريقة التي تُقدَّم بها الأخبار تلعب دورًا محوريًا في تشكيل وعي الناس؛ فعندما تُصوّر الأحداث بشكل مبالغ فيه، أو يُصوّر الجنوب على أنه "خطر على الشمال"، تتحول الرسائل الإعلامية إلى أدوات تحريضية تُلهم الإرهاب، كما حدث في استهداف معسكر عرين. هذه القنوات الفضائية الإخوانية مستمرة بتزييف الحقائق، مما خلق بيئة مشحونة بالعواطف جعلت بعض الجماعات المتطرفة ترى أن العنف خيار مشروع.

مشروع الدولة الحديثة: مواجهة الإرهاب والفساد بالقانون

في مواجهة هذا التحريض العنيف، تبرز القوات الجنوبية كقوة ضاربة لا تواجه الإرهابيين فحسب، بل تواجه كذلك الإرث الطويل من التضليل الإعلامي. يؤكد الجنوب العربي أن معركته ليست ضد "الشماليين البسطاء"، بل ضد الفساد والظلم والعنف والإرهاب.

دولة المؤسسات والقانون: إن الدولة الجنوبية القادمة ستكون دولة مؤسسات وقانون، هدفها الأساسي حماية حقوق كل من يعيش على أرضها، بغض النظر عن أصله أو منطقته.

العدالة والأمن والمواطنة: يقوم مشروع الدولة الجنوبية على قاعدة أساسية من العدالة والأمن والمواطنة، وسيعمل على منع أي جماعات متطرفة من استغلال التضليل الإعلامي لتحقيق أهدافها.

الاستقرار رسالة عملية: يؤكد الجنوب أن الاستقرار والأمن لن يكونا مجرد شعارات، بل سيشكلان رسالة عملية لكل من يفكر في نشر الإرهاب أو التحريض ضده.

إن الهجوم الإرهابي لـ الإخواني الحوثي الذي ضرب معسكر عرين في شبوة، هو تذكير مؤلم بأن التضليل الإعلامي يمكن أن يولّد العنف، ولكنه لن يوقف إرادة شعب يسعى لبناء دولة قانون تتسع للجميع وتضمن الأمن والحقوق.

إرادة الحرية أقوى من التحريض: حقائق الواقع

بالرغم من كثافة الحملات الإعلامية التحريضية، لن تستطيع تلك الحملات حجب الحقائق. فـ الشعب الجنوبي قد اختار طريقه نحو الحرية، وأثبت إرادته بـ الحشود والمقاومة والمواجهة على الأرض.

إن الإرادة الجنوبية للحرية والاستقلال، المدعومة بالوعي والممارسة على الأرض، أقوى من كل حملات التحريض وكل محاولات بث الكراهية، لأن الحقيقة، مهما حاول البعض إخفاءها أو تشويهها، ستظل واضحة على أرض الواقع. هذا الإصرار يضمن أن الجنوب العربي ماضٍ في طريقه نحو استعادة دولته كضامن وحيد لأمنه واستقراره الإقليمي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1