تقرير المصير.. عبد الخالق عبد الله يطلق دعوة صريحة للعالم بشأن مستقبل الجنوب العربي

عبد الخالق عبد الله
عبد الخالق عبد الله

في تحليل سياسي حاد ومباشر، سلط المحلل السياسي البارز عبد الخالق عبد الله الضوء على حالة التفكك السياسي والأمني التي يعيشها شمال اليمن، داعيًا إلى ضرورة توحيد الشمال اليمني الممزق قبل أي حديث عن حلول شاملة للأزمة اليمنية.

وقد لفت عبد الخالق عبد الله في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، نشر اليوم الجمعة، إلى أن الشمال لم يعد يمثل كتلة واحدة، بل انقسم إلى "3 أشمال بـ 3 سلطات متنازعة"، في إشارة واضحة إلى تعدد مراكز القوى التي تسيطر على مناطق النفوذ الرئيسية شمال اليمن. واختتم المحلل السياسي دعوته بجملة أثارت جدلًا واسعًا: "عليكم توحيد البيت الشمالي ودعوا الجنوب العربي يقرر مصيره".

يأتي هذا الطرح ليعكس قلقًا إقليميًا متزايدًا من استمرار حالة الفوضى والانقسام، والتي تعقد جهود السلام وتجعل تنفيذ أي اتفاق مستقبلي أمرًا شبه مستحيل.

خارطة السيطرة الشمالية: ثلاثة مراكز قوة متنافسة

حدد المحلل السياسي عبد الخالق عبد الله بوضوح مراكز القوة الثلاثة التي تتقاسم السيطرة على شمال اليمن، مشيرًا إلى التباينات الأيديولوجية والسياسية بين هذه السلطات:

صنعاء (مليشيات الحوثي الإيرانية): لا تزال العاصمة التاريخية صنعاء تحت قبضة مليشيات الحوثي الإيرانية، التي تمثل الطرف الأبرز في الصراع وتسيطر على المؤسسات الرسمية والمركزية في البلاد. الحوثيون، المدعومون من إيران، يمثلون تحديًا كبيرًا لأي مساعي للتوحيد الوطني.

مأرب (سلطان العرادة وحزب الإصلاح): تقع محافظة مأرب الاستراتيجية، الغنية بالنفط والغاز، تحت سيطرة سلطان العرادة، المحسوب على حزب الإصلاح الإخواني. يشكل هذا الكيان سلطة معترف بها دوليًا إلى حد كبير، ولكنه يختلف جذريًا في التوجه عن الأطراف الأخرى.

الساحل الغربي (قوات طارق صالح): يسيطر على مناطق الساحل الغربي، الممتدة من المخا إلى الحديدة، قوات طارق صالح، المدعومة إقليميًا والمحسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام. يمثل هذا الطرف قوة عسكرية فاعلة ذات أجندة خاصة في إطار الصراع اليمني.

إن وجود ثلاث سلطات متنافسة بأجندات مختلفة في الشمال يضع علامة استفهام كبيرة على قدرة القوى الشمالية على تشكيل كيان سياسي موحد قادر على التفاوض أو تحقيق الاستقرار الذاتي.

دعوة لتوحيد البيت الشمالي: ضرورة قصوى للحل السياسي

دعا عبد الخالق عبد الله القوى الشمالية إلى توحيد "البيت الشمالي"، مؤكدًا أن هذا التوحيد هو خطوة أولى لا غنى عنها نحو إيجاد حل للصراع.

معضلة التفاوض: يرى المحلل أن تشتت الشمال يربك أي مفاوضات سلام، فمن يمثل الشمال فعليًا؟ وهل يمكن لأي سلطة متنازعة أن تضمن التزام الأطراف الأخرى بالاتفاقيات؟

الكيان الواحد: يؤكد عبد الخالق عبد الله على أن توحيد الشمال في كيان سياسي أو عسكري واحد، أو على الأقل تنسيق عالي المستوى، هو الشرط الأساسي لإمكانية الدخول في أي ترتيبات مستقبلية مع الجنوب.

هذا الطرح يعزز وجهة النظر التي ترى أن التحدي الأكبر للسلام في اليمن يكمن في عدم وجود شريك شمالي موحد يمكن التعويل عليه لإرساء دعائم دولة مستقرة.

 تقرير المصير الجنوبي: فصل الأجندات

الشق الثاني والأكثر حساسية في دعوة عبد الخالق عبد الله هو قوله: "دعوا الجنوب العربي يقرر مصيره". هذه الدعوة تتماشى مع الطرح المستمر من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي والقوى الجنوبية التي تطالب بـ تقرير مصير الجنوب، وإعادة دولة الجنوب السابقة التي كانت عضوًا في الأمم المتحدة حتى عام 1990.

انفصال الملفات: تهدف هذه الدعوة إلى فصل ملف الشمال عن ملف الجنوب، حيث يرى الجنوبيون أن قضيتهم مختلفة عن صراع السلطة في الشمال، وأن دمج الملفين يعيق التوصل إلى أي حل عادل.

إنهاء الارتباط القسري: يرى مؤيدو هذا الطرح أن توحيد الشمال على نفسه يمثل اعترافًا ضمنيًا بفشل الوحدة القسرية وإقرارًا بحق الشعب في الجنوب العربي في استعادة دولته.

تُختتم رؤية عبد الخالق عبد الله بتأكيد الحاجة إلى معالجة جذرية للانقسامات الشمالية، مع الإقرار بالواقع السياسي المتنامي في الجنوب، مما يجعل هذه الدعوة نقطة محورية في النقاشات الجارية حول مستقبل اليمن.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1