الإثنين 15 ديسمبر 2025
booked.net

الجنوب العربي ينتفض: اعتصامات شعبية ضخمة تطالب بإعلان الدولة المستقلة بعد انتصارات حضرموت والمهرة

 الجنوب العربي
الجنوب العربي

يشهد الجنوب العربي حاليًا موجة واسعة من الاعتصامات الشعبية التي اجتاحت المدن والمحافظات الرئيسية هذه التجمعات الجماهيرية لم تعد مجرد فعاليات احتفالية عابرة، بل تحولت إلى منصة سياسية ضخمة يعبّر فيها المواطنون الجنوبيون بوضوح وبصوت موحد عن مطلبهم المركزي والأبرز: إعلان دولة الجنوب العربي واستعادة كامل حقوقهم السياسية والسيادية التي ناضلوا من أجلها طويلًا.

تأتي هذه التحركات الجماهيرية في أعقاب الانتصارات الميدانية والاستراتيجية الكبيرة التي حققتها القوات الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة. 

مثلت هذه الانتصارات نقطة تحول حاسمة، حيث استعادت القوات الجنوبية زمام المبادرة وعززت معادلة القوة لصالح مسار التحرر الوطني الجنوبي. هذا النجاح الميداني منح الشعب الجنوبي ثقة متجددة بقدرة قيادته على إدارة شؤونه وتحقيق حلمه بالاستقلال.

برزت مطالب إعلان دولة الجنوب العربي كـ تعبير حي ومباشر عن الإرادة الشعبية. الملايين خرجوا في كل أرجاء الجنوب، على اختلاف مكوناتهم القبلية والمناطقية، لتوحيد صوتهم خلف مطلب واحد يحمل في جوهره تطلعات عقود طويلة من النضال والكفاح.

ما يضفي على هذه التحركات وزنًا استراتيجيًا هو أنها لم تكن عفوية أو غير منظمة. بل جاءت مفعمة برسائل سياسية مدروسة ومنظمة تؤكد أن الجنوبيين يعتبرون اللحظة السياسية الراهنة فرصة تاريخية لا تتكرر. هذه الفرصة يجب أن تُقتنص دون تردد أو تأجيل، خاصة بعد سلسلة النجاحات الميدانية التي أزالت شكوك الماضي وعززت ثقة المواطنين في قدرة الجنوب العربي على إدارة دولته بعيدًا عن الاضطرابات والتحديات التي أثقلت كاهله لسنوات عديدة.

المجلس الانتقالي الجنوبي: تفويض شعبي للقيادة نحو الاستقلال

تضمنت الشعارات والبيانات الصادرة عن المعتصمين في الجنوب دعوة واضحة ومباشرة موجهة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي (STC). هذا المجلس، الذي ينظر إليه الجنوبيون على أنه الممثل الشرعي والوحيد لقضية شعبه، أصبح الآن أمام تفويض شعبي مباشر لا لبس فيه.

طالبت الجماهير المجلس الانتقالي باتخاذ الخطوات اللازمة والعملية لتنفيذ هذه المطالب، والتي اعتُبرت بمثابة ضوء أخضر شعبي للقيادة للمضي قدمًا نحو إعلان الدولة وتحقيق الاستقلال الكامل. الحشود الجنوبية أكدت أن المجلس الانتقالي يمتلك الشرعية الشعبية والنضالية الكافية للتحرك وفق هذه التطلعات، خاصة بعد أن أثبت قدرته وفعاليته في:

قيادة المواجهات العسكرية بنجاح، وصد هجمات القوى المعادية.

إدارة الملف السياسي بفاعلية على المستوى الإقليمي والدولي.

التعبير بصدق ووضوح عن تطلعات الشعب الجنوبي وقضيته العادلة.

رؤية استراتيجية: الاستقرار والازدهار في "دولة الجنوب المستقلة"

لا يمثل إعلان الدولة المستقلة مجرد مطلب عاطفي، بل هو خيار استراتيجي وواقعي نابع من تراكم تجارب طويلة ومؤلمة. أظهرت هذه التجارب أن الجنوب العربي لن يستطيع استعادة استقراره الدائم أو تحقيق الازدهار المنشود إلا من خلال إدارة مستقلة ووطنية. هذه الإدارة يجب أن:

تعكس الإرادة الشعبية الحقيقية لأبناء الجنوب.

تعمل وفق أولويات التنمية والاستقرار الجنوبيّة.

تتخلص من تأثيرات الصراعات الإقليمية التي أرهقت المنطقة.

الاستقلال يُنظر إليه على أنه الطريق الوحيد لإنهاء حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي استغلّتها قوى الاحتلال المعادية التي تسعى دائمًا لنسف إرادة الجنوبيين ومخططاتهم لتمزيق النسيج الجنوبي. لكن هذا الرفض الشعبي الواسع والقوي لمؤامرات تلك القوى يؤكد أن إرادة التحرر أقوى من أي محاولة لعرقلتها.

المستقبل القريب: خطوات عملية نحو البناء المؤسسي

بناءً على هذا الزخم الشعبي غير المسبوق، أصبح واضحًا أنَّ المرحلة المقبلة يجب أن تركز على خطوات عملية ومدروسة. هذه الخطوات يجب أن تتدرج بشكل فعال في البناء المؤسسي والسياسي للدولة المنتظرة. هذا الانتقال يجب أن يكون منظمًا ومحكمًا، لضمان:

انتقال سلس نحو إعلان الدولة المنشودة.

الحفاظ على الأمن والاستقرار في جميع المحافظات الجنوبية.

منع أي فراغ سياسي أو أمني يمكن أن تستغله القوى المعادية.

إن هذه الاعتصامات في الجنوب العربي ليست نهاية المطاف، بل هي بداية مرحلة جديدة. إنها إشارة واضحة للمجتمع الإقليمي والدولي بأن قضية الجنوب دخلت مرحلة متقدمة لا يمكن تجاهلها، وأن الشعب الجنوبي قد حسم خياره وتفويضه لقيادته نحو إعلان دولة الجنوب العربي المستقلة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1