تصريح ناري: العميد الشعيبي يرفض دعوات الانسحاب.. القوات الجنوبية ليست ضيفًا في وادي حضرموت
شهدت محافظة حضرموت، وتحديدًا منطقة وادي حضرموت الحيوية، تصريحًا حاسمًا يُعيد رسم ملامح المشهد العسكري والأمني، حيث أدلى العميد الركن عبد الدائم الشعيبي، قائد لواء بارشيد، بتصريح صحفي مُزلزل أكد فيه الرفض القاطع للدعوات المتزايدة التي تطالب بانسحاب القوات الجنوبية المسلحة من المنطقة.
ويأتي هذا التصريح ليضع حدًا للجدل المُثار مؤخرًا حول وجود هذه القوات ومهامها الوطنية في إحدى أهم محافظات الجنوب اليمني.
الوجود العسكري: واجب وطني لا يقبل المساومة
أوضح العميد الشعيبي في تصريحه أن القوات الجنوبية الموجودة حاليًا في وادي حضرموت تمارس مهامها في "أرضها" وتواصل عملياتها العسكرية وفق خطط استراتيجية مُحددة، مشددًا على أن هذه المهام ليست طارئة أو مؤقتة، بل هي جزء من واجب وطني شامل يهدف إلى بسط الأمن والاستقرار وحماية الحدود.
وقال الشعيبي بنبرة حازمة: "الأصوات التي تظهر عبر شاشات الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي وتطالب بانسحاب القوات الجنوبية لم تُسمع حين كانت قوات المنطقة العسكرية الأولى متمركزة سابقًا في الوادي، رغم أن غالبية أفرادها كانوا من محافظات شمالية". هذا التصريح يحمل دلالات عميقة، إذ يضع علامة استفهام كبيرة حول التوقيت والدوافع وراء المطالبات الحالية بالانسحاب، ويُقارن بين وضع القوات الجنوبية الحالية ووضع القوات الشمالية السابقة التي كانت تتمركز في المنطقة ذاتها.
ماذا يعني الرفض القاطع لدعوات الانسحاب؟
العميد الشعيبي لم يكتفِ برفض دعوات الانسحاب، بل أكد أن القوات الجنوبية جاءت إلى وادي حضرموت "لتأدية واجبها الوطني، وليس للانسحاب". وهذا التأكيد يُرسل رسالة واضحة بأن التواجد العسكري الجنوبي في الوادي ليس مجرد تمركز، بل هو التزام عميق ومستمر تجاه أمن حضرموت وسكانها.
ويُعتبر وادي حضرموت، بتاريخه وثرواته وموقعه الاستراتيجي، نقطة محورية في الصراع الدائر. وتُشير التحركات العسكرية الأخيرة إلى أن القوات الجنوبية تسعى لإحكام السيطرة الأمنية بشكل كامل، لإنهاء أي مظهر من مظاهر الفوضى أو التهديدات الإرهابية التي عانت منها المنطقة لسنوات.
استمرار التقدم نحو المناطق الحدودية: خطة لتعزيز الأمن
وفي خطوة تؤكد استمرارية العمليات العسكرية وعدم التراجع، أضاف قائد لواء بارشيد أن القوات الجنوبية ستواصل تقدمها نحو مناطق هامة تشمل زمخ ومنوخ والضويبي، إلى جانب جميع أطراف الحدود. ويُبيّن هذا المخطط العسكري أن الهدف ليس فقط التمركز داخل الوادي، بل مد نطاق الأمن والاستقرار إلى الأطراف الحدودية لضمان عدم وجود أي ثغرات يمكن استغلالها من قبل الجماعات الإرهابية أو الميليشيات المسلحة.
هذه المهام، كما وصفها الشعيبي، هي "عسكرية رامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار". إن عملية التقدم نحو الحدود هي استراتيجية وقائية تُعزز من قدرة القوات الجنوبية على حماية الشريط الحدودي الطويل، وهو أمر بالغ الأهمية لقطع طرق التهريب والتسلل التي يمكن أن تُهدد أمن المحافظة.
"ليست ضيفًا بل قوة وطنية تعمل داخل أرضها"
العميد الشعيبي اختتم تصريحه بعبارة قوية ومُختصرة لخصت موقفه بشكل لا يقبل التأويل، حيث أكد أن القوات الجنوبية "ليست ضيفًا لدى أحد حتى يُطلب منها المغادرة، بل هي قوة وطنية تعمل داخل أرضها وتؤدي واجبها".
هذا التوصيف القانوني والوطني يُشدد على شرعية وجود القوات الجنوبية في حضرموت، بوصفها جزءًا أصيلًا من النسيج العسكري والأمني للمنطقة. ويُعتبر هذا الرد المباشر على من يصفون هذه القوات بـ "القوات الغازية" أو "الضيوف"، تأكيدًا على هويتها وأهدافها.
وشدد الشعيبي على أن مهام القوات الجنوبية ستستمر "حتى استكمال الأهداف الموكلة إليها"، وهو ما يعني أن الانسحاب ليس خيارًا مطروحًا على الطاولة ما لم يتم الانتهاء من تحقيق الأمن الشامل واستعادة السيطرة الكاملة على كافة المناطق المستهدفة.
رسائل الشعيبي إلى الأطراف الداخلية والخارجية
يمكن قراءة تصريح العميد الشعيبي على أنه يحمل عدة رسائل موجهة لأطراف مختلفة:
للشعب الحضرمي: رسالة طمأنة بأن القوات الجنوبية تعمل لمصلحة حضرموت وأمنها، وأنها لن تتخلى عن مسؤوليتها.
للمطالبين بالانسحاب: رسالة رفض قاطع، وتذكير بسجل القوات السابقة التي لم يتم الاعتراض على وجودها بذات الحدة.
للقيادة السياسية والعسكرية الجنوبية: تأكيد الالتزام بالخطط المرسومة والاستمرار في تنفيذ المهام الموكلة.
ويُضاف إلى ذلك أن تصريح الشعيبي يأتي في ظل حراك سياسي وعسكري متصاعد في المنطقة الجنوبية، حيث تُعتبر مسألة السيطرة على وادي حضرموت جزءًا لا يتجزأ من الترتيبات المستقبلية لليمن. إن رفض الانسحاب يمثل تثبيتًا لمواقع القوات الجنوبية على الأرض، وهو ما يُعزز موقفها التفاوضي في أي تسوية سياسية قادمة.
يظل وادي حضرموت مسرحًا للتجاذبات. ولكن بتصريح العميد الركن عبد الدائم الشعيبي، تبدو المعادلة العسكرية قد حُسمت مؤقتًا لصالح استمرار وتمدد العمليات الجنوبية حتى تحقيق الاستقرار والأهداف العسكرية المرسومة بالكامل، مؤكدًا أن زمن القوات "الضيفة" قد ولى، وأن القوة الوطنية هي الوحيدة التي تحكم الأرض وتؤدي الواجب.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
