الإثنين 15 ديسمبر 2025
booked.net

الخُبجي يؤكد شرعية الواجب الوطني لحماية الأرض وترسيخ الأمن

الخُبجي
الخُبجي

في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها محافظات الجنوب العربي، وتحديدًا في حضرموت والمهرة، والتي تهدف إلى بسط السيطرة الأمنية ومواجهة النفوذ غير المشروع، خرج الدكتور ناصر الخُبجي، رئيس وحدة شؤون المفاوضات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، ليضع النقاط على الحروف بخصوص شرعية هذه التحركات.

وفي تصريح قوي ومُحمل بالدلالات الاستراتيجية، أكد الخُبجي أنه "عندما تتقدّم البندقية لحماية الأرض تتراجع الأقلام، ويبقى صوت الحق وإرادة الشعب هما القوتان الحاسمتان". هذا القول يضع التحركات العسكرية الجنوبية في سياق الدفاع عن النفس وتلبية لنداء الواجب الوطني، متجاوزًا بذلك أي انتقادات سياسية أو محاولات لتصويرها كـ "إجراءات أحادية".

إن تصريحات الخُبجي لا تُعدّ مجرد رد فعل، بل هي تأكيد لـالرؤية الاستراتيجية التي يتبناها المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي ترى في الأمن والاستقرار الجنوبي الركيزة الأساسية لأي سلام مستقبلي عادل وشامل في المنطقة.

دحض الاتهامات: التحركات الجنوبية واجب وليست انفرادًا

استهدف الخُبجي في منشوره عبر منصة "إكس" الرد مباشرة على الأطراف التي تصف تحركات القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة بـ "الإجراءات الأحادية". وشدد على أن هذا الوصف يمثل "قراءة قاصرة للواقع".

وأوضح الخُبجي أن هذه التحركات "ليست عملًا منفردًا"، بل هي "واجبٌ وطنيٌ مشروع" تمليه مسؤولية القيادة تجاه أرضها وشعبها. وتتمحور مهام هذه القوات في الجنوب الشرقي حول محاور أساسية تتعلق بالأمن القومي:

حماية الأرض: تأمين الحدود الجغرافية الجنوبية.

منع الانفلات والإرهاب: مكافحة التنظيمات المتطرفة التي تستغل الفراغ الأمني.

مكافحة التهريب: إغلاق المنافذ غير الشرعية التي تُستخدم لتهريب السلاح والممنوعات.

ترسيخ الأمن: إعادة الاستقرار إلى رقعة جغرافية دفعت أثمانًا باهظة ثمنًا لتحررها.

 الشرعية: توافق وطني وإقليمي ومسار سلام

لتعزيز شرعية هذه التحركات، أكد رئيس وحدة شؤون المفاوضات أن القوات الجنوبية تتحرك ضمن إطار أوسع وليس بمعزل عن التوافقات القائمة. وقد ذكر الخُبجي أن هذه العمليات تتم "وفق توافق وطني وإقليمي"، وهي جزء لا يتجزأ من مهام واضحة ومحددة.

إن هذه المهام تشمل:

حماية المجتمع: ضمان أمن المواطنين وممتلكاتهم.

استكمال تحرير ما تبقى من أرض الجنوب: في إشارة إلى الأهداف الاستراتيجية طويلة الأمد للمجلس الانتقالي.

وأوضح الخُبجي أن التحركات الجنوبية ليست "تجاوزًا لأحد، ولا استهدافًا لأحد، ولا خروجًا عن السياق". بل هي "ممارسة لحقٍ أصيل كفلته الوقائع السياسية والاتفاقات ومسار السلام". هذه الإشارة إلى "مسار السلام" تضع التحركات العسكرية في سياق يهدف إلى بناء قوة ردع واستقرار تُمكّن من الوصول إلى تسوية سياسية عادلة، وليس لعرقلة هذا المسار.

 رسالة حازمة: قوة رادعة وإرادة شعب لا تنكسر

وجه الدكتور الخُبجي رسالة حازمة لمن يصرّون على وصف حماية الأرض بأنها خطوة "أحادية"، داعيًا إياهم إلى "قراءة جيدا إرادة شعب لا تنكسر". هذا الربط بين القوة العسكرية والإرادة الشعبية هو جوهر الشرعية التي يستمد منها المجلس الانتقالي سلطته وقوته.

وشدد على أن الواقع الجديد الذي صنعته التضحيات يُقابله وجود "قوةً رادعة لن تسمح بعودة الفوضى والعبث" في الجنوب، "مهما كانت البيانات والاتهامات". هذا التأكيد يعكس ثقة القيادة في قدرة قواتها على فرض الأمن والاستقرار وحماية المكتسبات التي تحققت بالدم والتضحيات.

الأولويات الاستراتيجية: مواجهة الحوثي وتوحيد الصفوف

في نقطة محورية، أعاد الخُبجي توجيه الأنظار إلى العدو الحقيقي المشترك، وهو الحوثي. وأكد أن التحركات الجنوبية الحالية هي في جوهرها عملية "توحيدٌ للجهود وترتيبٌ للصفوف"، هدفها الأساسي "حماية الجغرافيا الجنوبية" وتعزيز "الموقف المشترك في مواجهة مشروع الحوثي الذي يهدد الجميع بلا استثناء".

هذا التوضيح يعكس حنكة سياسية وإدراكًا بأن تشتيت القوى الوطنية بمعارك جانبية هو الهدف الأسمى للحوثيين. وقد أوضح الخُبجي بوضوح: "فلا يمكن ترك ساحاتنا مكشوفة، ولا السماح بإشغال القوى الوطنية بمعارك جانبية لا يستفيد منها إلا الحوثي".

 الجنوب القوي.. ركيزة السلام والردع

في ختام تصريحاته، وضع الخُبجي معادلة استراتيجية واضحة للمستقبل: الجنوب القوي المستقر هو الركيزة الأساسية لأمرين حيويين:

معادلة ردع حقيقية: القدرة على مواجهة الحوثي وتثبيت خطوط الدفاع.

سلام عادل وشامل: الأساس الذي سيُبنى عليه أي تسوية سياسية مستقبلية دائمة.

من خلال هذه التصريحات، يُرسّخ المجلس الانتقالي الجنوبي موقفه بأن تحقيق الأمن الداخلي وبسط السيطرة السيادية على الأرض الجنوبية هو شرط مسبق لا غنى عنه، ليس فقط لخدمة مصالح الجنوب، بل لخدمة الاستقرار الإقليمي والمساهمة في إنهاء الصراع في اليمن بشكل عام. إن هذا الموقف يرسخ مبدأ أن الأمن أولًا قبل أي نقاشات سياسية أخرى.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1