اللواء الزُبيدي يفي بوعده.. تحولات ميدانية وسياسية تقرب الجنوب من الاستقلال
تشهد المحافظات الجنوبية خلال الأيام الأخيرة موجة متسارعة من التحركات السياسية والعسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي، في ظل مشهد يراه مراقبون بأنه “الأكثر حساسية وتأثيرًا”. التطورات الجديدة — من عدن إلى حضرموت مرورًا بشبوة وسيئون — تؤكد أن الانتقالي يدخل مرحلة تثبيت النفوذ وتعزيز مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم.
عدن… مركز الثقل السياسي والتحرك المنظم
تواصل عدن الحفاظ على موقعها مركزًا لإدارة العمليات السياسية والتنظيمية للمجلس الانتقالي.
التحركات الأخيرة شملت: اجتماعات مكثفة للهيئات القيادية بهدف إدارة التطورات في وادي حضرموت، تأكيد على ضرورة “ضبط الأمن وتحسين الخدمات” كرسائل موجهة للشارع الجنوبي، تنسيق دبلوماسي وإعلامي يهدف إلى تقديم صورة موحدة للجنوب في ظل المتغيرات الأخيرة، ويعتمد المجلس على عدن كمنصة لقيادة المرحلة المقبلة، خصوصًا مع ازدياد الدعم الشعبي للتحركات الحالية.
حضرموت… قلب التطورات ومركز التحوّل الأكبر
شهدت حضرموت — خصوصًا الوادي وسيئون — تحولًا مفصليًا بعد التحركات الأخيرة للقوات الجنوبية.
أبرز التطورات:
انتشار واسع لقوات الانتقالي في الوادي وسيئون بهدف “فرض الأمن وإنهاء حالة الانفلات”.
تحركات سريعة باتجاه المنشآت الحيوية وطرق الإمداد لمنع تهريب السلاح ونشاط الجماعات المتطرفة.
تأكيد من قيادات المجلس على أن الخطوات هدفها “إعادة القرار إلى أبناء حضرموت وتمكينهم من إدارة شؤونهم”.
وتعتبر هذه التطورات من أهم التحولات في المشهد الجنوبي، بالنظر إلى ثقل حضرموت الجغرافي والاقتصادي.
شبوة… استعادة الحيوية وتأمين الموارد
في شبوة، جاء التحرك الأخير للمجلس الانتقالي ضمن إطار “حماية الموارد” وتعزيز الأمن في المناطق الحيوية، وفي مقدمتها: المناطق النفطية والطرق المؤدية إلى الموانئ.، محاور النقل البرية التي تربط عدة محافظات جنوبية، وتسعى قوات الانتقالي إلى تثبيت وضع أمني مستقر يمنع عودة الفوضى أو التهديدات التي شهدتها المحافظة سابقًا.
سيئون… صوت شعبي متصاعد ومطالب واضحة
برزت سيئون خلال الأيام الأخيرة كمركز للفعاليات الشعبية التي تؤكد تأييد جزء واسع من أبناء الوادي للتحركات الجنوبية.
الشوارع شهدت: اعتصامات ومسيرات طالبت بدعم القوات الجنوبية، رفع أعلام الجنوب والمطالبة بخطوات واضحة تجاه استعادة الدولة، تأكيد على أحقية أبناء حضرموت في إدارة مناطقهم بعيدًا عن “الإقصاء والتهميش”، وهذه الفعاليات تعزز من الزخم الشعبي الذي يعتمد عليه المجلس الانتقالي في تحركاته داخل حضرموت.
المشهد العام: الجنوب في مرحلة إعادة تشكيل
تعكس التطورات الأخيرة أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتحرك وفق خطة واسعة تهدف إلى: توحيد مناطق الجنوب إداريًا وأمنيًا، إشراك القوى المحلية في القرار داخل محافظاتها، ونقل القضية الجنوبية من خانة “المطلب السياسي” إلى “واقع ميداني” يصعب تجاوزه.
وتظهر ملامح مرحلة جديدة تتجه فيها المحافظات الجنوبية نحو بنية مؤسسية أكثر تماسكا، بدعم شعبي واضح وتحركات منظمة على الأرض، ليفي اللواء الزُبيدي بوعده ويقترب الجنوب من الاستقلال.
