الإثنين 15 ديسمبر 2025
booked.net

الزُبيدي يحدد مسار الجنوب: تحرير حضرموت والمهرة وبناء دولة الجنوب العربي القادمة

الزُبيدي
الزُبيدي

عقد اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا استراتيجيًا موسعًا ضم قيادات الصف الأول بالمجلس، بما في ذلك أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ورؤساء هيئات الأمانة العامة، ورؤساء لجان الجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين. 

هذا اللقاء يمثل نقطة تحول مفصلية، حيث جاء ليرسم خريطة طريق واضحة للمرحلة القادمة، مؤكدًا على الإنجازات العسكرية والسياسية، ومشددًا على متطلبات بناء دولة الجنوب العربي القادمة.

 الإنجازات العسكرية: تحرير وادي حضرموت والمهرة

استهل الرئيس الزُبيدي كلمته بتوجيه تحية التقدير والتهنئة إلى شعب الجنوب على الانتصارات العسكرية الأخيرة، التي تجسدت في استكمال تحرير وادي حضرموت والمهرة. هذه الانتصارات لم تكن مجرد مكاسب ميدانية، بل هي دليل على الإرادة الصلبة للقوات المسلحة الجنوبية وقدرتها على فرض الأمن والاستقرار.

وقدّم الرئيس القائد في هذا السياق تحية إجلال لأرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا دفاعًا عن السيادة والكرامة والحرية، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى. يؤكد هذا التقدير العميق على أن قضية الجنوب مبنية على تضحيات جسيمة، وأن النصر تحقق بثمن غالٍ دفعه أبناء الجنوب.

المرحلة المصيرية: المسؤولية والتفويض الشعبي

أكد الرئيس الزُبيدي أن الجنوب يقف اليوم أمام "مرحلة مصيرية ووجودية" فرضتها المتغيرات السياسية والعسكرية. هذه اللحظة الحاسمة تتطلب وعيًا كاملًا بحجم التضحيات التي قُدمت، وبالأهداف الكبرى التي يسعى إليها شعب الجنوب.

لقد تحمل المجلس الانتقالي الجنوبي، وفقًا لتأكيد الرئيس القائد، "مسؤولية إدارة المرحلة الحساسة بكفاءة واقتدار"، مستندًا في ذلك إلى "التفويض الشعبي" الواسع الذي مُنح لقيادته. وهذا التفويض ليس مجرد دعم سياسي، بل هو عقد اجتماعي يلزم المجلس بالعمل على تحقيق تطلعات الجنوبيين.

دعوة لـ "وحدة الصف الجنوبي"

وفي إطار تعزيز الجبهة الداخلية، وجه الرئيس الزُبيدي دعوة صريحة ومهمة لمختلف شرائح المجتمع الجنوبي بضرورة "الوقوف إلى جانب المجلس". الهدف من هذه الدعوة هو تعزيز وحدة الصف الجنوبي وتقوية الجبهة الداخلية، وهو ما يعتبر ركيزة أساسية للحفاظ على الإنجازات التي تحققت وضمان الانتقال السلس نحو إقامة الدولة.

بناء دولة الجنوب العربي: الكفاءة، الشفافية، والشراكة

ركّز الرئيس القائد على أن المرحلة القادمة هي "مرحلة عمل مكثف"، حيث يتمحور الجهد حول بناء مؤسسات دولة الجنوب العربي القادمة. وشدد على أن هذا البناء سيتم وفق أسس حديثة تضمن:

الكفاءة: اختيار الأفضل لإدارة شؤون الدولة.

الشفافية: مكافحة الفساد وضمان الوضوح في الإدارة المالية والقرار.

المشاركة المجتمعية: إشراك كافة فئات المجتمع في صناعة القرار.

كما أوضح الرئيس الزُبيدي الملامح الرئيسية للدولة المنتظرة، مؤكدًا أنها ستكون:

دولة عادلة: تحترم القانون والمساواة بين الجميع.

حاضنة لجميع أبناء الجنوب: دون استثناء أو إقصاء.

قائمة على مبدأ الشراكة الوطنية: لضمان تمثيل الجميع.

تهدف هذه الدولة إلى تعزيز الأمن والاستقرار، والتعايش الإيجابي مع دول الجوار، لتكون جزءًا فاعلًا في المنظومة الإقليمية وصمام أمان في محيطها.

تثمين الدعم وشراكة المصير المشترك

خصّ الرئيس القائد جزءًا هامًا من كلمته لتثمين الدور المحوري الذي اضطلع به الأشقاء في التحالف العربي، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وقدّم الشكر على الدعم الكبير الذي قدموه، سواء على الصعيد:

السياسي: دعم جهود السلام وخيارات الشعب الجنوبي.

العسكري: المساهمة في تثبيت الأمن ودحر الميليشيات.

الإنساني: تقديم العون للشعب الجنوبي.

أكد الزُبيدي أن هذا الدعم يمثل شراكة استراتيجية قائمة على المصير المشترك، وأنها ستظل حاضرة في ذاكرة أبناء الجنوب. وأعرب عن تطلعه إلى مزيد من التعاون والتنسيق لخدمة الأمن الإقليمي، وتعزيز فرص السلام، ودعم الجهود المبذولة لإقامة دولة الجنوب العربي على أسس راسخة وقوية.

الرؤية المستقبلية

يؤكد هذا الاجتماع الموسع وكلمة الرئيس عيدروس الزُبيدي على أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد انتقل من مرحلة المقاومة إلى مرحلة بناء الدولة. الرؤية واضحة: استكمال التحرير، توحيد الصف الجنوبي، وتشييد مؤسسات دولة الجنوب العربي الحديثة القائمة على الكفاءة والعدالة والشراكة. إن هذا المسار لا يخدم تطلعات الجنوبيين فحسب، بل يمثل عامل استقرار إقليمي ضروري في المنطقة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1