الإثنين 08 ديسمبر 2025
booked.net

الجنوب يعيش "اللحظة الفاصلة".. حشود جماهيرية تمنح الزُبيدي تفويضًا لإعلان استعادة دولة الجنوب العربي

جنوب اليمن
جنوب اليمن

يشهد الجنوب العربي اليوم حالة من الزخم الشعبي والسياسي غير المسبوق، توصف بأنها "اللحظة الفاصلة" في مسار قضية التحرر التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود. 

تتسع رقعة الحراك الجماهيري والرسمي في محافظات الجنوب كافة، من العاصمة عدن إلى حضرموت والمهرة، مؤكدين جميعًا عدالة مطلبهم بإعلان دولتهم المستقلة كاملة السيادة. هذا التصعيد يأتي استجابة لـالتطلعات الشعبية المتنامية التي تتجدد يوميًا في الساحات والميادين، ويضع القيادة السياسية أمام حتمية اتخاذ القرار التاريخي.

تؤكد هذه الفعاليات والاعتصامات الشعبية، التي تُعد الأكبر منذ سنوات، على التأييد الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزُبيدي، مانحة إياه التفويض الشعبي الكامل لاتخاذ القرار المصيري بـإعلان دولة الجنوب العربي، بما ينسجم مع الواقع السياسي والعسكري الذي فرضته القوات المسلحة الجنوبية على الأرض.

تفويض تاريخي: نهاية مرحلة الانتظار وبداية الاستقلال

جاءت المطالب الجماهيرية لتؤكد أن الجنوب قد دخل مرحلة جديدة لا تقبل التسويف. فالإجماع الواسع في مختلف محافظات الجنوب، بما فيها حضرموت (الوادي والساحل) والمهرة، يعكس وعيًا جمعيًا مرتفعًا بضرورة اتخاذ الخطوة الأخيرة.

ملامح التفويض الشعبي:

قيادة المرحلة: التأكيد على تأييد المجلس الانتقالي الجنوبي في قيادة المرحلة الانتقالية وصولًا إلى استعادة دولة الجنوب العربي الفيدرالية.

القرار التاريخي: إعلان التفويض الشعبي الكامل للرئيس عيدروس الزُبيدي لاتخاذ القرار التاريخي بإعلان دولة الجنوب العربي.

الوعي الجمعي: يؤكد المشاركون أن "مرحلة الانتظار قد انتهت"، وأن اللحظة باتت مواتية لاتخاذ القرار المصيري، بعد أن تم تثبيت الأركان العسكرية والأمنية على الأرض.

هذا الحراك المتصاعد يُرسل رسالة واضحة للمراقبين بأن إرادة شعب الجنوب هي المحور الأساسي الذي يُبنى عليه المستقبل، وأن المطالبة بـالاستقلال تستند إلى جذور تاريخية وسياسية عميقة.

جذور القضية: 30 عامًا من الهيمنة والتهميش

يستند الحراك الحالي إلى تاريخ طويل من المعاناة. يرى أبناء الجنوب أن الوحدة التي تمت عام 1990م تحولت لاحقًا إلى واقع من الهيمنة والاستنزاف والتهميش طوال أكثر من ثلاثة عقود. وقد دفعت سلسلة الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والخدمية الشعب الجنوبي إلى التمسك بحق تقرير المصير.

الإطار القانوني: يشدد الحراك على أن هذا الحق مكفول وفقًا للمواثيق الدولية، والقانون الدستوري الذي يمنح الشعوب حق استعادة دولها متى تحولت الشراكة إلى "أداة للظلم والاضطهاد".

النضج السياسي والعسكري: يرى المراقبون أن المشهد اليوم يختلف عن المراحل التحررية السابقة؛ إذ يأتي في ظل واقع سياسي وعسكري أكثر رسوخًا بوجود مؤسسات جنوبية فاعلة، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية التي أثبتت قدرتها على فرض الأمن والمكاسب على الأرض.

رسائل مباشرة للمجتمع الإقليمي والدولي

وجّهت الحشود الجماهيرية من ساحات الاعتصام رسائل قوية ومباشرة للأطراف الإقليمية والدولية:

1. لدول التحالف العربي (المملكة العربية السعودية والإمارات):

المطالبة باحترام الإرادة الشعبية الجنوبية وحقها المشروع في استعادة دولتها. الاعتراف بالواقع الجديد يمثل أساسًا للاستقرار الإقليمي.

2. للرؤساء العرب ومجلس الأمن:

دعوة إلى التعاطي مع الواقع الجديد في الجنوب، والاعتراف بـالمكاسب العسكرية والأمنية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية، والتي أسهمت بشكل مباشر في:

محاربة الإرهاب.

تأمين الممرات والمصالح الدولية في واحد من أهم الممرات البحرية في العالم (البحر العربي وخليج عدن).

الأبعاد السياسية والإقليمية: استقرار جنوبي يعني استقرارًا إقليميًا

يحمل قرار استقلال دولة الجنوب أبعادًا تتجاوز الحدود المحلية إلى الأمن الإقليمي والدولي:

الاستقرار الإقليمي: يرى خبراء أن استعادة الدولة الجنوبية سيشكل "عاملًا مهمًا من عوامل الاستقرار الإقليمي"، من خلال إنهاء الفوضى الأمنية.

التنمية والاقتصاد: ستصبح الدولة الجنوبية المستقلة "منصة لانطلاق مشاريع التنمية والاقتصاد" في مناطق حيوية مثل البحر العربي وخليج عدن.

الأمن الدولي: سيُسهم هذا الاستقرار في الحد من تهديدات الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، بما ينعكس إيجابًا على حركة الملاحة والتجارة العالمية.

حتمية القرار الشعبي لم تعد قابلة للتأجيل

تعيش محافظات الجنوب حالة من التفاعل الشعبي المتصاعد الذي يؤكد أن أبناء الجنوب قد حسموا خيارهم التاريخي. الإجماع الواسع والاعتصامات المفتوحة تُشير إلى أن القرار لم يعد "قابلًا للتأجيل"، وأن الظروف المحيطة محليًا وإقليميًا ودوليًا قد "باتت مهيأة لفرض واقع جديد" يقوم على الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره. المرحلة القادمة عنوانها الاستقلال وبناء الدولة كاملة السيادة ضمن حدود ما قبل 1990م.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1