الإثنين 08 ديسمبر 2025
booked.net

الموجة الكبرى تبدأ.. اعتصامات جماهيرية مفتوحة تجتاح محافظات الجنوب العربي للمطالبة بـ "الاستقلال الثاني"

اعتصامات جماهيرية
اعتصامات جماهيرية مفتوحة تجتاح محافظات الجنوب العربي

شهدت محافظات الجنوب العربي تحولًا مصيريًا في مسار قضيتها الوطنية، تمثل في انطلاق اعتصامات جماهيرية مفتوحة وغير مسبوقة.

 هذه التحركات الواسعة النطاق، التي بدأت في 7 ديسمبر 2025، جاءت استجابة لـدعوة حاسمة أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحولت فورًا إلى ذروة تصعيدية تهدف إلى تحقيق الهدف الأسمى: "الاستقلال الثاني" واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.

من العاصمة عدن (ساحة العروض بخور مكسر) إلى أقصى الشرق في المهرة، مرورًا بـحضرموت (سيئون والمكلا)، وشبوة، ولحج، وأبين، وسقطرى، والضالع، وحد الجنوب إرادته عبر هذه الاعتصامات، مؤكدًا أن مرحلة التحرير العسكري التي قادتها القوات الجنوبية المسلحة قد اكتملت، وأن المرحلة التالية هي مرحلة "التحرير السياسي" وإنجاز الاستقلال. 

هذا التقرير يرصد تفاصيل هذا الحراك المصيري ودوافعه وأصداءه وتأثيره المحتمل على الخارطة الإقليمية والدولية.

دوافع التصعيد: تحويل المكاسب العسكرية إلى إنجاز سياسي

تأتي الدعوة إلى هذه الاعتصامات المفتوحة بعد سلسلة من التطورات الميدانية والسياسية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية. الدافع الأوحد لهذا التصعيد الجماهيري هو: إعلان قيام دولة الجنوب العربي.

الهدف الأوحد: إعلان الاستقلال الثاني

إنهاء الاحتلال: يعتبر شعب الجنوب أن السيطرة العسكرية لقواته على الأرض، والتي امتدت لتشمل مناطق استراتيجية كـوادي حضرموت والمهرة، قد أنهت فعليًا احتلال الجنوب الذي بدأ عام 1994.

التحول الجذري: تمثل هذه الاعتصامات "تحولًا جذريًا في مسار القضية الجنوبية"، حيث تهدف إلى تحويل هذه السيطرة العسكرية والأمنية إلى إنجاز سياسي لا رجعة فيه.

الضغط على المجتمع الدولي: الحراك الشعبي الواسع النطاق يهدف إلى إرسال رسالة قوية للمجتمع الإقليمي والدولي مفادها أن إرادة شعب الجنوب العربي هي الفاصل والحكم في مستقبل المنطقة، وأن أي تسوية سياسية لا تضمن استعادة الدولة الجنوبية لن يكتب لها النجاح.

المطالبة بالاستقلال الثاني أصبحت الهدف الأوحد الذي يوحد كافة الفعاليات، وهو ما أكده البيان الجماهيري الحاسم الصادر عن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.

المشهد الجنوبي: ساحات موحدة من المهرة إلى لحج

يُظهر المشهد في المدن الجنوبية حالة من التنسيق والتنظيم غير المسبوق، حيث تحولت الساحات إلى مراكز ضغط سياسي يومي.

هذا التنسيق الواسع يؤكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي نجح في توحيد الصفوف بعد النجاحات الأمنية في المناطق الشرقية، وأن المرحلة الاحتجاجية تتجاوز في حجمها أي تحرك سابق، لتروي قصة شعب قرر أن "يضع مصيره بيده".

التحديات والآفاق: مستقبل القضية الجنوبية

تأتي هذه الحركة الاحتجاجية الواسعة النطاق في ظل ظروف إقليمية ودولية دقيقة، مما يطرح تساؤلات حول مآلاتها المحتملة وتأثيرها:

أصداء إقليمية ودولية:

التحالف العربي: هذه الاعتصامات تضع دول التحالف العربي، خاصة المملكة العربية السعودية، أمام مسؤولية الاعتراف بالإرادة الشعبية الجنوبية كأمر واقع لا يمكن تجاوزه في أي تسوية شاملة للأزمة اليمنية.

الأمم المتحدة والملف اليمني: سيُجبر المبعوثون الدوليون على التعامل بجدية مع ملف استعادة الدولة الجنوبية كقضية مركزية، وليس كقضية فرعية يمكن تأجيلها، خصوصًا أن الحراك الجماهيري يُعطي غطاءً قويًا للمفاوض الجنوبي.

مآلات الاعتصامات:

تهدف الاعتصامات إلى البقاء مفتوحة حتى تحقيق الإنجاز السياسي. وهي تعمل كقوة ضغط مباشرة على القيادة السياسية للمجلس الانتقالي ممثلة بـالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، لتسريع قرار إعلان الاستقلال الثاني. إذا نجحت هذه الاعتصامات في الاستمرار وتحقيق أهدافها، فإنها ستكون بمثابة الإعلان الجماهيري لإنهاء اتفاق الوحدة لعام 1990 وبدء مرحلة بناء دولة الجنوب العربي.

خاتمة: إرادة شعب الجنوب تحدد مسار المنطقة

إن انطلاق هذه الاعتصامات الجماهيرية المفتوحة يمثل لحظة فارقة في تاريخ الجنوب العربي. لقد أرسل شعب الجنوب رسالته الأخيرة والنهائية: مرحلة التحرير قد انتهت، ومرحلة الاستقلال تبدأ الآن. التحدي يكمن في استمرار الزخم الشعبي وسط الظروف المعيشية الصعبة، وتحويل هذا الزخم إلى قرار سياسي لا رجعة فيه يُعيد عدن عاصمة لدولة الجنوب المستقلة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1