الإثنين 08 ديسمبر 2025
booked.net

"المستقبل الواعد" ينهي عقود الهيمنة في وادي حضرموت والمهرة.. والقوات المسلحة الجنوبية تستجيب لمطلب إعلان دولة الجنوب

عملية المستقبل الواعد
عملية المستقبل الواعد

عاش أبناء وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة لعقود تحت وطأة الهيمنة العسكرية لقوات كانت تُدار تحت مسمى "المنطقة العسكرية الأولى"، والتي كانت تُتهم بالولاء لجماعات الإخوان الإرهابية وشكلت امتدادًا لواقع ما بعد حرب عام 1994. 

هذا الواقع أفرز تدهورًا عميقًا في الأمن والتنمية، وحوّل مناطق غنية بالموارد إلى ساحات مفتوحة للعبث وتهريب السلاح. في استجابة تاريخية لتصاعد المطالب الشعبية، أعلنت القوات المسلحة الجنوبية عن إطلاق عملية "المستقبل الواعد"، التي تهدف إلى تحرير وتطهير وادي حضرموت والمهرة، وبدء مرحلة جديدة من الاستقرار والتمكين الجنوبي.

هذا التطور لا يمثل مجرد تغيير للواقع الأمني، بل هو استجابة مباشرة لنداءات أبناء المنطقة الذين طالبوا بإنهاء النفوذ العسكري غير الجنوبي، ومهد الطريق لاعتصامات مفتوحة جديدة تُطالب بـإعلان الاستقلال الثاني لدولة الجنوب العربي.

إرث "المنطقة العسكرية الأولى": التهريب والإرهاب

شكلت فترة سيطرة القوات المتمركزة في وادي حضرموت والمهرة فترة قاسية تركت آثارًا سلبية عميقة:

تهريب السلاح للحوثيين: تحول وادي حضرموت، بفعل تضاريسه المعقدة والسيطرة الأمنية الهشة، إلى أخطر شريان يمدّ ميليشيات الحوثي بالسلاح الإيراني المهرّب. تشير الشهادات والأدلة إلى أن القوات الموجودة هناك لعبت دورًا خطيرًا في تسهيل هذه العملية، مما زاد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة والإقليم.

بيئة خصبة للإرهاب: أصبحت هذه المناطق "ساحة مفتوحة لتحركات الجماعات الإرهابية"، التي وجدت من القيادات الأمنية هناك بيئة "خصبة لتوسّعها ونشاطها"، مما أثر سلبًا على الأمن الإقليمي.

نهب الثروات وغياب الخدمات: عانى المواطن الحضرمي والمَهْري من التهميش ونهب الثروات وتدهور الخدمات رغم غنى المحافظتين بالموارد والموقع الاستراتيجي.

الاستجابة الجنوبية: عملية "المستقبل الواعد"

لم تكن عملية "المستقبل الواعد" مجرد مبادرة عسكرية، بل جاءت ترجمة وتتويجًا لـمطالب أبناء حضرموت والمهرة المستمرة باستكمال تحرير مناطقهم. وقد صدرت العملية تنفيذًا لتوجيهات الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.

الأهداف الاستراتيجية لـ "المستقبل الواعد":

تحرير وتطهير المدن: تطهير مدن ومناطق وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة من التنظيمات الإرهابية والميليشيات الإخوانية.

قطع شرايين التهريب: قطع شرايين تهريب السلاح الإيراني للميليشيات الحوثية، وهو هدف أمني إقليمي بالغ الأهمية.

تطبيع الأوضاع: اتخاذ التدابير اللازمة لتطبيع الأوضاع وحفظ الأمن والاستقرار، وصون المصالح العامة والخاصة.

أكد بيان القوات المسلحة الجنوبية أن هذا النصر هو "تحقيق للأهداف الاستراتيجية" وطال انتظاره "طيلة أكثر من ثلاثين عامًا من النضال".

تلاحم شعبي واحتفالات تاريخية

كانت لحظة دخول القوات المسلحة الجنوبية إلى أطراف مدن وقرى وادي حضرموت والمهرة لحظة تاريخية فارقة. وقد أثبت أبناء المنطقة أنهم على الموعد، حيث خرج المواطنون بشكل متسارع بالتكبير والترحيب، رافعين العلم الوطني الجنوبي. هذا المشهد حمل دلالات عميقة:

شرعية التحرير: الترحيب الجماهيري أضفى شرعية شعبية على العملية العسكرية، مؤكدًا أنها استجابة حقيقية لإرادة أهل الأرض.

وحدة الهدف: الاحتفالات التي عمت كل مدن وقرى الجنوب، تؤكد على وحدة الهدف الجنوبي والابتعاد عن التبعية والهيمنة المفروضة.

وفي سياق متابعة ما بعد التحرير، عقدت الهيئة التنفيذية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي اجتماعًا برئاسة اللواء الزبيدي، حيث نوقشت سُبل تعزيز الأمن والاستقرار في محافظتي حضرموت والمهرة، والعمل على مواصلة تطبيع الأوضاع. وأشاد الاجتماع بـأبناء الشعب في الوادي والمهرة الذين كانوا "في طليعة من ساهم في تحقيق الإنجازات العسكرية والأمنية".

ما بعد التحرير: المطالبة بـ "الاستقلال الثاني"

انتقلت المطالب الشعبية بعد التحرير إلى مرحلة سياسية جديدة وأكثر حزمًا. ففي كافة محافظات الجنوب العربي، أُعلن عن اعتصامات مفتوحة ستقام في العديد من المدن. هذه الاعتصامات تهدف إلى:

تقرير المصير: الانطلاق من حق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره.

إعلان الاستقلال: المطالبة بـإعلان الاستقلال الثاني لدولة الجنوب العربي.

التمكين والإدارة: تمكين شعب الجنوب من حقه الكامل في إدارة أرضه وثرواته وبناء دولة عادلة تضمن الكرامة والحرية والعيش الكريم لكل أبنائه.

إن الدعوة التي وجهها  الزبيدي لجماهير الجنوب إلى "مزيد من التلاحم والاصطفاف والالتفاف حول قواتنا المسلحة والأمن" تؤكد على ضرورة تضافر الجهود في هذه المرحلة الحساسة لـبناء دولة الجنوب الفيدرالية الحديثة، والاستشعار بالمسؤوليات الملقاة على عاتق كل شرائح المجتمع الجنوبي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1