الإثنين 08 ديسمبر 2025
booked.net

جنوب اليمن يُذهل العالم بالصمود ويحسم ملف حضرموت

جنوب اليمن يُذهل
جنوب اليمن يُذهل العالم بالصمود ويحسم ملف حضرموت

تثبت التجارب الكبرى في تاريخ الشعوب أن الإرادة الجمعية، عندما تتجذر بعمق في الوعي العام، تتحول إلى قوة لا يمكن لأي طرف في العالم كبحها أو الالتفاف عليها. هذا المبدأ العميق جسّده شعب الجنوب العربي على مدار السنوات الماضية، مقدمًا نموذجًا استثنائيًا في الصمود والثبات رغم كل الظروف السياسية والعسكرية والاقتصادية القاسية التي حاولت مرارًا إضعاف مساره وتشتيت وحدته.

لقد أذهل الجنوب العربي المراقبين بقدرته الفائقة على التماسك في أحلك المراحل، وبقدرته الفريدة على تحويل المعاناة إلى قوة دافعة، واليأس إلى تصميم لا يلين، والتحديات المعقدة إلى فرص متجددة لإثبات الذات وتحقيق الأهداف الوطنية.

حضرموت: عقد من الصراع يقابله نضوج الوعي

في قلب هذا المشهد المتماسك، تقف حضرموت كشاهد على الصراع، حيث مرت خلال عقد كامل بمرحلة معقدة تميزت بعدم الاستقرار وغياب الهدوء. عاش أبناؤها عشر سنوات شاقة، شهدت صراعات أمنية متقطعة، وتوترات سياسية مستمرة، ومحاولات متكررة لفرض واقع لا يتسق مع تطلعات الناس ولا مع طبيعة وهوية المنطقة.

كانت تلك الفترة سنوات مُنهِكة، اتسمت بتصارع قوى مختلفة استغلت الفراغ الأمني والإداري، في وقت كان فيه المواطن البسيط يبحث عن الحد الأدنى من الأمن والسكينة والعيش الكريم. أدت هذه الظروف إلى حالة من الإرباك السياسي والأمني، وتآكل الثقة في قدرة الإدارة السابقة على حماية المصالح العامة.

 تحوّل مفصلي: قلب المعادلة في وادي حضرموت

لكن، هذه الحالة من الفوضى والاستنزاف لم تستمر إلى ما لا نهاية. فمع نضوج الوعي الجنوبي، واتساع دائرة الإدراك الشعبي والسياسي بأهمية حسم الملفات العالقة التي تهدد مسار المشروع الوطني، جاءت مرحلة مفصلية قلبت المعادلة وأعادت رسم مشهد جديد في وادي حضرموت.

هذا التحول لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان انعكاسًا لإرادة شعبية واعية ترفض استمرار حالة "الفراغ الأمني" الذي يخدم مصالح ضيقة على حساب الأمن القومي للجنوب. ومع استعادة الجنوبيين زمام المبادرة الأمنية والسياسية، بدأت خطوات حاسمة لتثبيت الأمن وترسيخ الاستقرار في عموم المحافظة.

ضجيج الأصوات الناعقة: آخر صدى لمرحلة تطوى

وكما هو الحال دائمًا في أي تحوّل كبير يؤدي إلى إنهاء حالة الفوضى، ومع اقتراب الجنوب من تثبيت أمنه وترسيخ استقراره، بدأت تظهر أصوات اعتادت حياة الضجيج والاضطراب. هذه الأصوات، التي يمكن وصفها بـ الناعقة أو المعارضة الرخوة، لا تظهر أو تصرخ إلا عندما تبدأ مصالحها الشخصية أو الفئوية بالتضرر، وحين ترى أن استعادة الاستقرار بات يهدد مكاسبها الضيقة التي جنتها في مرحلة الفوضى.

هذه الأصوات تحاول مجددًا، عبر الشائعات والتشويه الإعلامي، بثّ القلق والتشكيك في محيط اجتماعي لم يعد يقبل عودة الفوضى أو الركون إلى حالة اللاحسم. إنها تحاول خلق جبهات افتراضية لعرقلة المسار الطبيعي لعودة المؤسسات وتثبيت النظام.

الجنوب اليوم: مسار واضح ووعي أنضج

ومع ذلك، فإن هذه الأصوات الناعقة ليست سوى آخر صدى لمرحلة باتت تطوي صفحاتها. فـ جنوب اليوم يختلف عن جنوب الأمس؛ فقد أصبح وعيه أنضج، وتماسكه المجتمعي أقوى، ومؤسساته العسكرية والأمنية أكثر فاعلية وتنظيمًا. والأهم من ذلك، أن مساره السياسي نحو الاستقلال أصبح واضحًا ومحددًا، مدعومًا بإرادة جمعية لا تقبل التراجع.

إن قوة الإرادة الجمعية هي التي مكّنت الجنوب من تجاوز عقد من الصراعات، وهي ذات القوة التي ستمكنه من عزل وتجاوز أصوات المعارضة التي تسعى إلى إدامة حالة عدم الاستقرار لمصالح فردية. إن حسم الملفات العالقة في حضرموت يمثل تأكيدًا قاطعًا على هذا النضج، وبداية لعهد جديد من الأمن والتنمية المستدامة، رغم ضجيج أولئك الذين فقدوا نفوذهم.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1