اجتماع تاريخي في عدن: الزُبيدي يقود مرحلة تعزيز الاستقرار في حضرموت والمهرة
شهدت العاصمة عدن اجتماعًا بالغ الأهمية، ترأسه اللواء عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مع القيادة التنفيذية العليا للمجلس الانتقالي.
هذا الاجتماع، الذي عُقد في توقيت حساس، يُمثل محطة مفصلية في مسار تعزيز حضور الدولة الجنوبية وتكريس نهج المسؤولية في إدارة أراضيها، وفي مقدمتها محافظتا حضرموت والمهرة الاستراتيجيتان.
تحية للأبطال: تثمين لـ "عملية المستقبل الواعد" والدعم الشعبي
بدأ الاجتماع بتوجيه تحية خاصة إلى "أبطال القوات المسلحة الباسلة" في مختلف ميادين الواجب. وقد ركّزت الإشادة بشكل خاص على الجهود المبذولة في عملية المستقبل الواعد، الهادفة إلى الحفاظ على الانتصارات والمكتسبات التي تحققت على الأرض.
لم تكن الإشادة موجهة للقوات العسكرية والأمنية فحسب، بل شملت أيضًا الدعم الشعبي والمؤازرة التي قدمها أبناء الشعب الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة. هذا التلاحم الشعبي العسكري يعكس وعيًا جنوبيًا متزايدًا بأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظتين بعد استكمال عمليات تطهيرهما وتأمينهما.
وقد أشاد الاجتماع بدور أبناء مناطق وادي وصحراء حضرموت، وفي محافظة المهرة، مؤكدًا أنهم كانوا في طليعة من ساهم في تحقيق هذه الإنجازات العسكرية والأمنية النوعية، مما يؤكد أن الأمن لا يمكن أن يُفرض بالقوة فقط، بل يجب أن يكون نابعًا من إرادة شعبية حقيقية.
المرحلة القادمة: متطلبات سياسية واقتصادية وأمنية
ناقش اجتماع القيادة التنفيذية العليا مجمل المستجدات على الساحة المحلية، مع التركيز على متطلبات المرحلة القادمة على مختلف الصعد. وتم تحديد الأهداف المستقبلية لتشمل الجوانب التالية:
تعزيز الأمن والاستقرار: وهي الأولوية القصوى، لضمان عدم عودة أي محاولات لزعزعة الأمن أو استغلال المرحلة الانتقالية.
مواصلة تطبيع الأوضاع: العمل على الانتقال السلس نحو العمل المنتظم في المحافظتين بعد استكمال تأمينهما.
النهوض بالجوانب الخدمية والتنموية: تولي القيادة الجنوبية اهتمامًا كبيرًا بجهود تطبيع الأوضاع الخدمية والإدارية، وإعادة الثقة بقدرة الجنوب على إدارة مناطقه بفعالية ومسؤولية.
الترتيبات السياسية: استعراض متطلبات المرحلة القادمة على الصعيد السياسي في سياق بناء دولة الجنوب الفيدرالية الحديثة.
إن حرص المجلس على مراجعة المستجدات الميدانية والأمنية بدقة يعكس التزامه المستمر بمتابعة تفاصيل المرحلة وتقييم احتياجاتها على أرض الواقع، بما يضمن تثبيت الاستقرار وترسيخ منظومة الأمن. ويتم التركيز على تعزيز التنسيق بين الوحدات الأمنية والعسكرية والسلطات المحلية لضمان تحقيق هذا الهدف.
دعوة الزُبيدي: تلاحم واصطفاف وطني شامل
في خضم هذا التوقيت المفصلي، وجه اللواء عيدروس الزُبيدي دعوة صريحة ومباشرة لجماهير الشعب الجنوبي، في الداخل والخارج، إلى مزيد من التلاحم والاصطفاف الوطني.
وأكد الرئيس القائد أن المرحلة التي يمر بها الجنوب العربي تتطلب تضافر الجهود والاستشعار بالمسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتق الجميع. هذا التلاحم يجب أن يتجسد في الالتفاف حول القوات المسلحة والأمن بمختلف تشكيلاتهما والمهام التي تؤديانها، مع إشارة خاصة إلى قوات النخبة الحضرمية.
كما شدد الزُبيدي على أن المسؤولية لا تقتصر على القيادات المدنية والسياسية والعسكرية فحسب، بل يجب أن يضطلع بها مختلف شرائح المجتمع الجنوبي، وعلى رأسهم رجال المال والأعمال. وهذا التأكيد يعكس نظرة شاملة تتطلب إشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني في سياق البناء الشامل لـ دولة الجنوب الفيدرالية الحديثة.
تكريس نهج المسؤولية والحفاظ على المكتسبات
يُمثل هذا الاجتماع بمخرجاته وتأكيداته رسالة واضحة حول مدى حرص القيادة الجنوبية على حماية المكتسبات الجنوبية وتعزيز حالة الاستقرار في أسرع وقت ممكن. هذه التدخلات الاستراتيجية الممنهجة تهدف إلى تفويت الفرصة على أي مخططات مشبوهة يمكن أن تستهدف النيل من هذه المكتسبات أو محاولة عرقلة جهود تطبيع الأوضاع واستعادة مؤسسات الدولة.
إن التركيز على حضرموت والمهرة، بوصفهما امتدادًا حيويًا وأساسيًا للجنوب، يؤكد التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بنهج المسؤولية الكاملة في إدارة أراضيه، مع التأكيد على أن استكمال التحرير والتأمين ليس سوى خطوة أولى نحو تحقيق التنمية والازدهار الشاملين.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
