تحوّل استراتيجي: تحرير وادي حضرموت يُعزز أمن السعودية ويُغلق منافذ الإرهاب
يُشكل تحرير وادي حضرموت من قبضة قوى التطرف والفوضى على يد القوات المسلحة الجنوبية محطة تحوّل استراتيجية تتجاوز نطاق الجنوب العربي لتلامس صلب المصالح الأمنية للمملكة العربية السعودية.
هذه العملية العسكرية ليست مجرد استعادة لأرض، بل هي خطوة مُحكمة لإغلاق أحد أخطر الممرات التي استخدمتها الجماعات الإرهابية لتهديد الاستقرار في المنطقة، وخاصة على طول الحدود الجنوبية للمملكة.
وادي حضرموت: من بؤرة قلق إلى درع أمن للسعودية
لطالما مثّل وادي حضرموت، خلال السنوات الماضية، نقطة "هشّة" وعنصر ضعف استراتيجي استغلته جماعات التطرف كساحة لإرباك الأمن الإقليمي. هذا الوضع لم يكن مجرد تحدٍ داخلي، بل امتد ليصبح مصدر تهديد فعلي ومباشر للعمق السعودي. وقد وثّقت الفترات الماضية اعتداءات متفرقة نفذتها هذه الجماعات، استهدفت بشكل مباشر القوات السعودية في محيط هذه الرقعة الجغرافية الحيوية.
إن استمرار الوضع السابق كان يُمثّل لغزًا أمنيًا صعبًا؛ حيث مكّنت الفوضى تلك العناصر الإرهابية من استخدام مساحات واسعة كحاضنة وممر لوجستي ينطلقون منه لتنفيذ مخططاتهم نحو العمق السعودي. بالنسبة للرياض، كان هذا يعني استمرار حالة الاستنزاف الأمني في جوارها المباشر، ما يستوجب تحركًا عاجلًا لتغيير قواعد اللعبة.
العمليات الجنوبية تُفكك البنية الإرهابية وتُعزز الاستقرار
بفضل التخطيط والعمليات الدقيقة التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية، جرى تفكيك البنية التحتية التي كانت تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية في وادي حضرموت. هذا التفكيك لم يكن سطحيًا، بل شمل القضاء على القدرة اللوجستية والعملياتية التي كانت تستخدمها هذه العناصر. وبذلك، انتهت فعليًا قدرة الإرهابيين على استخدام هذه المنطقة كـ "قاعدة انطلاق" نحو الشمال.
إن هذا الإنجاز يكتسب أهمية قصوى للمملكة العربية السعودية لأنه يخدم رؤيتها الاستراتيجية الهادفة لـ تعزيز أمن حدودها الجنوبية. فوجود شريك على الأرض، يمتلك الإرادة والقدرة الحقيقية على حماية المناطق المحاذية للمجال الحيوي للمملكة، يُعد مكسبًا لا يُقدّر بثمن. هذا الشريك هو القيادة الجنوبية التي أثبتت فعاليتها الميدانية في إدارة المعركة ضد قوى الفوضى.
آفاق الشراكة الأمنية بين الرياض والجنوب
لا يقتصر الأثر الإيجابي لتحرير وادي حضرموت على الجانب العسكري المباشر، بل يمتد ليعزز فرص الشراكة الأمنية الاستراتيجية بين الرياض والجنوب. إن استقرار حضرموت، وخاصة واديها، يمثّل الآن "درعًا متقدمًا" يساهم في منع أي تمدد مستقبلي لجماعات العنف أو محاولات إعادة إنتاج الفوضى التي عانت منها المنطقة لسنوات طويلة.
نقاط ارتكاز التعاون المستقبلي:
تثبيت المنظومة الأمنية: تعمل القوات الجنوبية بعد التحرير على بناء منظومة أمنية مستقرة، وتحسين الأداء الميداني لضمان عدم عودة أي خلايا إرهابية أو نشاط مشبوه.
تطبيع الأوضاع: الدور الذي تلعبه القيادة الجنوبية في ضبط المناطق المحررة وتطبيع الأوضاع فيها يعزز الثقة الإقليمية ويجعل من الجنوب شريكًا موثوقًا به في مواجهة التحديات المشتركة.
منع الاختراقات الحدودية: ينسجم هذا النجاح مع المصالح الاستراتيجية للسعودية التي تحتاج إلى بيئة آمنة في الجوار الجنوبي، تمنع تحوّل أي منطقة حدودية إلى نقاط اختراق أو تهديد لأمنها القومي.
إن هذا التعاون المتوقع سيفتح آفاقًا أوسع للتنسيق في مواجهة التحديات الإقليمية، خصوصًا تلك المتعلقة بـ محاربة الجماعات المتطرفة وتثبيت الأمن في المناطق التي تحمل أهمية استراتيجية قصوى.
الأثر المباشر: تأمين الحدود الجنوبية للسعودية
يُمكن القول بأن تحرير وادي حضرموت لم يكن مجرد مكسب جنوبي، بل كان خطوة مفصلية ذات أثر مباشر على أمن المملكة العربية السعودية. لقد أُغلقت منافذ كانت تستغلها قوى الشر لاستهداف القوات السعودية، وتم تكريس واقع جديد أكثر استقرارًا ومتانة في محيط الحدود الجنوبية للمملكة.
هذا الواقع الجديد يؤكد أن القوات المسلحة الجنوبية، بتحركها الحاسم، لم تؤمّن مناطقها فحسب، بل قامت بدور حيوي في تأمين العمق الاستراتيجي للرياض، لتتحول منطقة وادي حضرموت من مصدر تهديد إلى حجر زاوية في منظومة الأمن الإقليمي المشترك.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
